خبر الأسيرة لينا الجربوني: حولت السجن إلى مدرسة أكاديمية ودينية

الساعة 09:51 ص|20 ديسمبر 2011

بقيت وحدها بالأسر" الأسيرة لينا الجربوني: حولت السجن إلى مدرسة أكاديمية ودينية

فلسطين اليوم- غزة

لينا أحمد صالح الجربوني إحدى الأسيرات الخمس اللواتي لم تشملهن صفقة التبادل الأولى والثانية، وتضم إلى جانبها أسيرتان من الأراضي المحتلة عام 48، وهن: "ورود ماهر قاسم"من مدينة الطيرة، والتي اعتقلتها قوة صهيونية بتاريخ 4/10/2006م، وتقضي حكماً بالسجن ست سنوات؛ و"خديجة أبو عياش" من قرية عيلوط، والتي اعتقلت في 3/1/2009، وحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات.

 

وتعتبر المجاهدة لينا، والتي خُولت بالتحدث باسم الأسيرات في سجن هشارون أمام إدارة السجون، مدرسةً في العطاء وقوة الصبر بتحويل أقبية السجن لمسجد وقاعة تعليمية، فأقدمت على تعليم الأسيرات اللغة العبرية وطريقة إتقانها بحكم قضاء سنوات عمرها داخل الأراضي المحتلة، وأبرزت مهاراتها بتعليم الأسيرات لمهنة التطريز والخياطة، وكذلك إقامة دورات عديدة منها (الأحكام والتجويد والتفسير).

 

 وتعرضت "لينا" التي تنتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، في بدايات اعتقالها لتحقيق قاسي في مركز "الجلمة" لمدة 30 يوماً تعرضت خلالها  لشتى أنواع التحقيق والاستجواب، على أيدي المحققين الصهاينة، بالإضافة إلى أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي والإهانة، ونقلها للعزل الانفرادي وحرمانها من النوم وتعريضها للشبح واعتقال ذوويها للضغط عليها، قبل أن تحكم عليها بالسجن سبعة عشر عاماً.

 

وتقول مصادر حقوقية أن الأسيرة "لينا" لا زالت تعاني حتى الآن من أورام مختلفة في الجسد، وأوجاع في القدمين، بالإضافة إلى وجع الرأس المتواصل، يقابله على الناحية الأخرى إهمال طبي متعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الصهيونية.

 

من جهتها قالت والدة الأسيرة لينا :"نحن عانينا منذ عشر سنوات منذ أن تم اعتقال ابنتنا لينا جربوني والمعاناة تكمن في انشغال الجميع بالزيارات المتكررة للسجن ناهيك عن الوقوف امام ابنتنا وراء لوح الزجاج والتحدث اليها فقط عبر الهاتف. خلال السنوات العشر الماضية حضنتها مرة واحدة، كما ان معاملة السجانين والقائمين على السجون مع عائلات الأسرى بعيدة كل البعد عن الاحترام ، وقد حاولوا مرة بتعريتي للسماح لي بالدخول للسجن للزيارة فذهلت وصعقت وبدأت أصرخ عليهم وتعلموا درسا بالا يتعاملوا معي على هذا النحو المهين. وشجبت والدة الأسيرة سياسة الاذلال والاهانة التي يتعرض لها أهالي الاسرى من الضفة الغربية وغزة وقالت إنه أمر لا يطاق".

 

وأضافت والدة الاسيرة لينا جربوني:" نحن الشعب الفلسطيني مؤمنون بالله عز وجل وهذا قدرنا ونحن نصبر على ذلك وحتى ابنتي لينا عندما قال لها القاضي اريد ان احكم عليك كان ردها انت لا تقرر ولا تحكم – الله ربي هو وحده من يحكم، وعندما طلب منها ان تعتذر عما قامت به رفضت بشدة فكان الحكم عليها بـ 17 عاما القرار  الذي اعتبره المحامي حسن جربوني جائراً ومبالغاً فيه".

 

ورصد موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس، ردود الأفعال من قبل أسيراتٍ محررات، حول تجاهل قضية الأسيرة "الجربوني" وتجاهلها خلال المرحلتين من صفقة "شاليط".

 

وعبرت الأسيرة المحررة الجهادية "عطاف عليان" عن صدمتها إزاء استثناء صفقة "شاليط" الإفراج عن الأسيرة "لينا الجربوني" رغم وعود من جهات مختلفة.

 

وقالت "عليان" في تصريحات خاصة، "تفاجئنا عندما لم نسمع اسمها وكانت الصدمة الكبرى لنا عدم وفاء الجانب المصري بوعده بأن يتم الإفراج عن أختنا الأسيرة المجاهدة  لينا الجربوني وجميع أخواتنا الأسيرات في خلال أيام لكن ها هي الدفعة الثانية قد استثنتها مرة أخرى".

 

وتضيف عليان "هذا خلل كبير فالحديث ليس عن أسرى أعدادهم كبيرة لا يمكن أن تشملهم الصفقة جميعاً ولكن عندما نتحدث عن أخت أسيرة لها فترة طويلة محكومة فالواجب العمل على إدراجها ضمن الصفقة، حتى وإن كانت الأولوية للقدامى في السجون، إن ما حصل يُعد ظلماً نضعه في أعناق كل من كان لهم دور في الصفقة".

 

وطالبت الأسيرة المحررة "عطاف عليان" جميع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية والعربية وجميع الفصائل والقيادات بالتحرك الجاد والفعلي من أجل إطلاق سراح الأسيرات المتبقيات في السجون. 

 

من جهتها قالت  الأسيرة المحررة "هيام البايض"إن اسم لينا غير مُدرج بالصفقة الأولى، وكنا على أمل أن يكون اسمها بالصفقة الثانية حسب الوعود وخاصة نحن صديقاتها عشنا معها كنا على تواصل معها وكانت تبني آمال كبيرة على هذه الصفقة بالإفراج عنها".

 

وأشارت البايض بأن  "لينا تعلم أن الأمل بالإفراج عنها بيد الله سبحانه وتعالى، وأن الله يسبب الأسباب بقدر، وتعلم أن صفقة شاليط كانت أمل بالنسبة لجميع الأسرى والأسيرات".

وتابعت البايض حالياً انتهت صفقة شاليط ولا نعتقد بوقوع صفقات قريبة ونعلم أن الكيان الصهيوني يحاول استثناء أسرى الداخل من عرب 48 خلال الصفقات التي كانت تجري كبادرة حسن نية مع السلطة الفلسطينية، ولكن المفاوض الفلسطيني في صفقة شاليط لا بد من أن يتحمل المسؤولية بإسقاطهم اسم "لينا الجربوني" من قوائم الأسرى، ونحن على ثقة أنهم وقعوا في فخ صهيوني لاستثناء لينا وبعض الأسيرات والأسرى ولكن كان من الضروري أن يعلم المفاوض الفلسطيني كم هو عدد الأسيرات واسمائهن قبل التفاوض، وكانت هذه الواقعة خطأ كبير لا يغتفر وظلم جائر بحق أسيرة قضت نحو عشر سنوات في السجون وكانت تحمل على عاتقها هم العشرات من الأسيرات وتطالب بحقوقهن لدى إدارة السجون الصهيوني".

 

من ناحيتها وافقت الأسيرة المحررة "آية كميل "على ما قالته الأسيرة "البايض"، حول وقوع المفاوض الفلسطيني في فخ عدم معرفة أسماء الأسيرات جميعهن، وقالت "كان من المفروض على المفاوضين أن يتأكدوا من عدد الأسيرات وأسماءهن بتنسيق مع الجهات المختصة بشؤون الأسرى حتى يتلاشوا الخطأ الذي وقعوا فيه والذي تسبب في ترك أسيرة مثل لينا الجربوني من ذوات الأحكام العالية داخل السجون الصهيونية وخاصة انها من 48 ولأن أسرى 48 دائماً مستثنيين من صفقات التبادل  وخاصة الأسيرات منهن ولينا كان أملها كبير على صفقة شاليط ولكن شاليط عاد لأهله ولكنها والأسيرات لم يعدن لأهاليهن ونأمل من الله علي القدير أن يتم الإفراج عنهن جميعاً".

واعتبرت  الأسيرة المحررة "جيهان دحادحة" بأن  خطوة عدم إطلاق سراح الأسيرة "الجربوني" بأنه خلل بالمفاوض الفلسطيني الذي تولى الصفقة وتعهد بتبييض السجون من الأسيرات وأدخل حالة من اليأس والحسرة فيما بعد لمن تبقي في السجون.

 

اما الاسيرة المجاهدة منى قعدان لم تتمالك نفسها حين وصولها امس الى المقاطعة ولقائها بعائلتها بانتظارها وراحت في نحيب طويل أبكت كل من حولها لغياب والدتها التي توفت مؤخرا خلال اعتقالها و لم تتمكن من رؤيتها.

 منى قعدان رفضت الخروج من السجن احتجاجا على عدم شمل الصفقة للأسيرة "لينا الجربوني" من فلسطين الداخل و التي تقضي حكما بالسجن 17 عاما، قضت عشر سنوات بقي منها سبع سنوات بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي.  تقول منى:" كان صعبا أن نخرج و نحن نعلم أن لينا ستبقى وحيدة في القسم، فجميع الأسيرات لم يبق لهن الكثير، و لن يتبقى سواها في السجون، وخاصة أن أملها الوحيد كانت هذه الصفقة للإفراج عنها".

 

وقد نرى أن حالة الغليان والغضب التي تعيشها الأسيرات المحررات نتيجة عدم الإفراج عن الأسيرة "لينا الجربوني" ورفيقاتها، تعيشها أهل الأسيرة وكثير من فئات الشعب الفلسطيني الذي بات يطرح سؤالاً يكابد الحقيقة المرة، (إلى متى سيبقي أسرى وأسيرات الداخل خارج الصفقات، ومن سيقف للدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم؟).

- الإعلام الحربي