خبر من البحر الى النهر -هآرتس

الساعة 09:08 ص|20 ديسمبر 2011

من البحر الى النهر -هآرتس

بقلم: عينار شيلو

(المضمون: ليس شباب التلال وحدهم هم الذين يحملون فكرة ارض اسرائيل الكاملة والذين يريدون نقلها للجمهور كله وللعالم أجمع بل تفعل ذلك ايضا اصوات كثيرة في الحكومة الاسرائيلية وخارجها تنادي باعادة النظر بخطبة بار ايلان وبفكرة دولتين للشعبين - المصدر).

        يسهل ان نلاحظ الارهاب. ويسهل ان نلاحظ موجة ارهاب. ويسهل ان نلاحظ خرق أسلاك شائكة على الحدود الاردنية. ويسهل ان نلاحظ طوبة تُرمى داخل سيارة جيب عسكرية. ويسهل ان نلاحظ هجوما جمعيا على قاعدة لواء. ويسهل ان نلاحظ مساجد محروقة. ويسهل ان نلاحظ حروفا سوداء رُشت على جدار. لكن هل يسهل ان نتبين معناها؟.

        ويسهل ان نندد بالارهاب. ويسهل على الاحزاب السياسية ان تندد به. ويسهل على الجيش ان يندد به. ويسهل على حاخامين ان ينددوا بارهاب يهودي حينما يوجه على الجيش. ويسهل على الوزراء التظاهر بالبر والحديث عن ثمار عفنة نشأت هنا فجأة. ويسهل على الدولة ان تنفض عنها المسؤولية عن هذا الارهاب. لكن هل يسهل ان تطرح عن نفسها رسائله.

        كي نتعرف على رسالة ارهاب شارة الثمن ينبغي ان نفحص عما أشعله. فهذا الارهاب يُعرض باعتباره انتقاما بسبب محاولات اخلاء بؤر استيطانية غير قانونية. فاذا لم يكن ممكنا اخلاء بؤر استيطانية كهذه من بين سكان فلسطينيين بأمر من المحكمة العليا فان كل اخلاء أو انسحاب غير ممكنين. والرسالة اذا هي سلامة البلاد. فهل هذه هي رسالة شباب التلال فقط؟.

        تحدث الوزير جدعون ساعر في هذه الايام عن أخطار انشاء دولة فلسطينية، ودعا الى ان توزن من جديد خطبة رئيس الحكومة في بار ايلان. فبعد خطوات السلطة الفلسطينية الأحادية في الامم المتحدة، وارتباطها بحماس في غزة وقوة الاسلام المتطرف في المنطقة، لم تعد فكرة دولتين للشعبين مقبولة في الذهن، زعم وزير التربية.

        اذا كان وزير من المؤكد أنه غير معدود في اليمين المتطرف يعتقد أن هناك مكانا لدولة واحدة فقط بين البحر ونهر الاردن، فمن المثير ان نعلم ما الذي يعتقده الوزراء الذين هم أكثر تطرفا في الليكود والائتلاف. فليست سلامة البلاد اذا رسالة شباب التلال وحدهم بل هي رسالة مصدرها الحكومة وتتغلغل الى الجمهور في هذه الايام. ان فكرة المصالحة المناطقية التي تبنتها حكومات يمين ايضا هنا في ظاهر الامر أخذت تتلاشى ونحن ننظر.

        ان أذنا صاغية ستلاحظ نغمة متباينة جديدة حتى انها أكثر اثارة للقشعريرة. فخرق الجدار في قصر اليهود في غور الاردن ومداهمة مبنى مسيحي على خط الحدود هما تهديد من نوع جديد ليس موجها على الداخل فقط بل على الخارج ايضا. ان شباب التلال الذين نفذوا هذا قالوا ان للاردن ضفتين كلتاهما لنا. ونحن مضطرون الى ان نتذكر ان ارض اسرائيل الكاملة تشمل بحسب روايات مختلفة ضفة الاردن ايضا.

        يبدو في الصعيد الجغرافي السياسي ان الثورات الاخيرة في العالم العربي والتنبؤات السوداوية بانتقاض معاهدات السلام التي وقعتها اسرائيل هي بشائر خير لليمين الاسرائيلي لأن السلام مع الفلسطينيين لن يكون ولن يكون انفصال وانسحاب بعد. ستكون دولة واحدة فقط من البحر الى النهر. هذا الى انه قد تقع حروب اخرى واحتلالات اخرى، مع شيء قليل من الحظ. وقد أشار رئيس الاركان بني غانتس الى احتلال محتمل لغزة.

        في مراسم انهاء الخدمة الأولية التي تمت في المدة الاخيرة في مكان ما في البلاد اقتبس الخطيب جملة من التوراة. والجملة التي اختيرت لم تؤخذ من رؤيا الأنبياء للسلام والاخلاق. ولم تتحدث ايضا عن حقنا في البلاد بالمعنى الضيق لهذه الكلمة. كانت جملة تبلغ الحد الاقصى من سفر يهوشع: "كل مكان تطؤه أقدامكم أُعطيكم إياه... من الصحراء ولبنان هذا الى النهر الكبير نهر الفرات". وفجأة حينما يكون الحديث عن دولة واحدة من البحر الى النهر لا يكون واضحا حقا عن أي نهر يدور الحديث. فاذا كانت هذه رسالة الجيش الاسرائيلي في هذه الايام حقا فلماذا نشكو من شباب التلال؟.