خبر نساء يُولدن من جديد.. وأخريات مازلن ينتظرن اللحظة

الساعة 09:40 ص|19 ديسمبر 2011

نساء يُولدن من جديد.. وأخريات مازلن ينتظرن اللحظة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

اختلطت المشاعر فيما بينما، فهذه تنعم برفقة شقيقها الذي أفرجت عنه قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وأخرى مازالت تذرف الدمع شوقاً وحرقةً على نجلها الذي يقبع وراء القضبان، لكن ما يجمعهما سويةً هي تلك السنوات العجاف التي قضتهما في انتظار حبيبيهما المنتظر..

 

أم الأسير زهير أبو الجديان أخذت تنظر إلى حولها من النساء اللاتي أنعم الله عليهن بالإفراج عن ذويهن، لم تنظر لهما بعين الحسد، بل كانت مجرد أمنيات أن تعيش لحظاتهن الجميلة، لكن دون أن يمنعها ذلك من البكاء على نجلها الذي انتظرته طويلاً..

 

أما مريم بربخ فجلست بجوار شقيقها الأسير المحرر غازي النمس الذي أفرجت عنه "إسرائيل" ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، ولم تسعها الفرحة فهاهي بجانبه في أحد أركان الصليب الأحمر الذي شهد وجودها بمفردها تبكي يوماً فراقه، لتتحول تلك اللحظات البائسة إلى فرحة عارمة بالإفراج عنه..

 

الأسير أبو الجديان البالغ من العمر (31 عاماً) حوكم 12 عاماً قضى منهما ثمانية سنوات وتبقى له أربع سنوات، ويقبع الآن في سجن النقب، وكانت تأمل عائلته في الإفراج عنه، ضمن المرحلة الثانية، بناءً على التوقعات التي أخذها ذووه على محمل من الجد فبدؤوا يستعدون للإفراج عنه..

 

تقول والدته لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": لقد تأملت كثيراً في خروج ابني من السجن وجلست أنتظر تلك اللحظات الجميلة التي ستجمعني به، وتابعت كل أخبار الصفقة على كافة الوسائل الإعلامية حتى خرجت أسماء الأسرى التي صدمتني وأحزنتني".


واستدركت أبو الجديان، أنها على الرغم من حزنها على عدم شمول اسم نجلها في المرحلة الثانية من الصفقة إلا أنها تشعر بسعادة كافة الأمهات اللاتي خرجن أبنائهن من سجون المحتل، وكنت مسرورة لكافة المحررين الذين خرجوا ضمن الصفقة، لتضيف :"جميع الأسرى أبنائنا ونفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم".

 

وأضافت أبو الجديان، أن الأمل مازال موجوداً لدى كافة الأسرى في سجون الاحتلال وذويهم، ومعنوياتهم عالية، وصامدون حتى اللحظات الأخيرة، حتى أن الأسرى يمدونا بالصبر على فراقهم.

 

فيما قالت بربخ لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية:"عشنا تلك اللحظات التي كنا نبكي فيه على فراق شقيقي غازي، ولكن بحمد لله مَنَ الله علينا بالإفراج، وهو ما نتمناه لكافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، فجميعهم أخوتي وأولادي، ولا يمكن التفرقة بين أسير وآخر، فقضيتنا واحدة وهمنا واحد، وعدونا كذلك واحد".

 

وطالبت بربخ، كافة الفصائل الفلسطينية، بأسر مزيد من الصهاينة لإبرام صفقات تبادل أخرى مع الاحتلال لضمان الإفراج عن كافة الأسرى والمحررين، وتبييض السجون كافة.

 

جدير بالذكر، أن أكثر من 4500 أسير مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" في ظروف إنسانية صعبة، وأوضاع معيشية وصحية بائسة، خاصةً مع وجود 27 أسيراً مريضاً بإعاقات دائمة وأمراض خطيرة.