خبر ليس المستوطنون من ناس شارة الثمن- إسرائيل اليوم

الساعة 09:57 ص|18 ديسمبر 2011

 

ليس المستوطنون من ناس شارة الثمن- إسرائيل اليوم

بقلم: حاييم شاين

تصرف رئيس الحكومة بحكمة حينما لم يقبل التوصية باعلان ان ناس اليمين المتطرف اعضاء في منظمة ارهاب. يوجد خط مستقيم واضح يصل بين متطرفي اليمين والفوضويين في بلعين وما حولها. فالفريقان يريدان المس بدولة اسرائيل وبخاصة مشروع الاستيطان العظيم في يهودا والسامرة. ليس معقولا ولا عدلا ان يعلن بأن متطرفي اليمين وحدهم اعضاء في منظمة ارهاب واعفاء متطرفي اليسار من اعلان كهذا. كان اعلان ان اليسار المتطرف منظمة ارهاب يجر هجوما لم يسبق له مثيل على الديمقراطية الاسرائيلية مشتملا على مقارنتها بايران وسوريا. ولذلك يفضل ألا يعلن ذلك عنهما وان تتم مكافحتهما بوسائل منحتها الديمقراطية الاسرائيلية لسلطات تطبيق القانون.

يعرف خبراء بعلم الجريمة ان يقولوا انه ينبغي تتبع المال في محاولة حل لغز اعمال تخالف القانون على خلفية عقائدية – سياسية واتجار بالمخدرات. فلن أعجب اذا تبين بعد بضع سنين بما يفاجيء الجميع، أن تمويل المتطرفين، من اليمين واليسار، يتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أيدي الجهات نفسها. فتماثل المصالح بين المتطرفين قاعدة محتملة لافتراض انه توجد مصادر تمويل مشتركة.

ان الاعمال التي تمت في لواء أفرايم تثير تساؤلات واسئلة صعبة. اذا كان "الشباك" لم يعرف بتنظيمات عشرات الشباب لمهاجمة معسكر الجيش الاسرائيلي والمس بالأسلاك الشائكة الحدودية – فيجب على رئيس القسم اليهودي في "الشباك" ان يستنتج الاستنتاجات المطلوبة. لكن يوجد امكانية اخرى. ان "الشباك" قدر ان الحديث عن اعمال شباب لا يكلون يشتغلون بالسخافات بدل دراسة التوراة. وانهم شباب عاطلون يعملون بأساليب ملتوية ويحتاجون احتياجا شديدا الى الانتباه بسبب اضطراب الاصغاء والتركيز. لكن جهات في وسائل الاعلام استقر رأيها على تعظيم الأحداث لتعزيز أجندة سلب الاستيطان في يهودا والسامرة شرعيته.

وليس سلوك الجيش ايضا مفهوما. في السنين التي خدمت فيها ضابط مدرعات في الجيش الاسرائيلي، لم يكن شخص يرمي حجرا ثقيلا يعرض حياة جندي لخطر يخرج سالما من باب القاعدة العسكرية. وكان كل حيوان يخترق أو يحاول اختراق الأسلاك الشائكة يدفع عن ذلك ثمنا باهظا جدا. فهل فقد الجيش الاسرائيلي تصميمه؟.

أملي ألا تعتذر قيادة الصهيونية المتدينة وألا تتحمل المسؤولية، بضغط الاعلام، عن اعمال آثمة لقلة قليلة من الفوضويين المخالفين للقانون الذين خرجوا من ضمن الطلائعيين ومحققي الصهيونية بأفضل صورها، فليس الحديث عن مسؤولية الصهيونية المتدينة. انها صهيونية فيها ايديولوجية حالمة مندمجة مع قلق عميق لأمن دولة اسرائيل. وفي آخر مرة تحمل فيها رجال دين مسؤولية عن اعمال متطرفة لأفراد، دفعت الصهيونية المتدينة وما تزال تدفع ثمنا باهظا جدا.

لسلطات القانون في الدولة ما يكفي من الوسائل لمواجهة المخلين بالقانون والنظام العام، ولا حاجة الى قرارات جديدة. ويصعب علي أن أفهم لماذا لم يُعتقل حتى اليوم ناس شارة الثمن اولئك وشباب التلال المتهمون باعمال قاسية جدا. ينبغي قبل توجيه اللوم على جمهور كامل طلب جواب وتفسير.