خبر أُقعد ولا تعمل- يديعوت

الساعة 09:50 ص|18 ديسمبر 2011

أُقعد ولا تعمل- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

يسأل يهود أخيار في هذه الايام اسئلة جيدة ومتوقعة ومطلوبة مثل: ألم يضق الفلسطينيون ذرعا بحياة الفقر والعناء؟ كم ولدا فلسطينيا يجب ان يموت بعد كي يبلغوا محطتهم النهائية؟.

يُذكر هذا بالايام الاولى من الانتفاضة الاولى في 1987. فبعد مرور زمن ما حينما لم تكن واضحة بواعثها وأهدافها واشخاصها وقادتها، جمع وزير الدفاع اسحق رابين كل ذي خبرة بالشؤون العربية. وكان هناك نحو من ثمانين شخصا من كبار الخبراء. وفي غضون يوم كامل تقريبا بسطوا تجربتهم الطويلة وأفصحوا بآرائهم في انه الى أين يقود ذلك. وفي نهاية يوم طويل متعمق تبين لنا أننا لم نتعلم أي شيء جديد (ما عدا البروفيسور شمعون شمير الذي تنبأ بالمتوقع على نحو دقيق تقريبا).

وهكذا ستظل الاسئلة التي سُئلت في مستهل هذه المقالة بلا أجوبة حتى مع نهاية كل الكلمات هنا، وكل ما بقي يظل تخمينا.

ان المعلوم الآن في شتاء 2011 ان أبو مازن قال انه غير معني للترشح في الانتخابات القادمة، بل يريد ان يبعث مسيرة لا يكون في ختامها. ومع ذلك لا شك تقريبا في انه يؤيد دولتين للشعبين.

هل يريد هذا شعبه ايضا؟ ان الصورة التي ترتسم الآن – ونؤكد كلمة الآن – ان الحركات المتطرفة حولنا ومنها حماس في القطاع، تطلب الديمقراطية باعتبارها خطوة فقط نحو تولي الحكم. والخوف والخشية من ان يعودوا بعد بلوغ الحكم الى الاجماع. والاجماع المشترك بين كثيرين في غزة والبلدان المحيطة بنا هو على تحقيق حلم الامبراطورية العربية. فهم يرون ان سقوط نظم الحكم في مصر وتونس واليمن وليبيا وربما في سوريا ايضا يُقرب الحلم من التنفيذ. فقريبا جدا ستنهض الامبراطورية المسلمة على رجليها وتغرق فيها الجزيرة الصغيرة المسماة "اسرائيل".

نرى ان هذا تصادم عصور استراتيجية ستخصص لها كتب التاريخ فصولا مهمة. وهناك من يستمدون تشجيعا ما من علم ان الحديث عن صدامات داخلية بين تصورات مختلفة في الدين الاسلامي. ومن يعتقدون هذا يُخيل اليهم أننا نقعد على مقاعد المتفرجين ويجب علينا في اسوأ الحالات أن نصفق. وكما قال اريك شارون بعد مجزرة صبرا وشاتيلا: العرب يقتلون العرب فما صلتي بهذا. لكن يجدر أن نُذكر ذوي الذاكرات الحادة بنهاية تلك المجزرة حيث دفعت اسرائيل الثمن.

صحيح ان الصدامات هي بين تصورات مختلفة في الاسلام لكن لها جميعا قاسما مشتركا وهو أنها ترفض من الأساس وجود دولة اسرائيل. ففي نظر الجميع – السنيين والشيعة، والمتدينين والعلمانيين – نحن كفار نعيش فوق ارض وقف. وهم يرون أننا جميعا نستحق حكما واحدا.

في النظر من اسرائيل يبدو المسار الاسلامي متعجلا يحشد الزخم ويتبين ان قوة متطرفة في كل مكان تبلغ آخر المطاف التعبير عنها. والعقائد تنتصر في العصر الحالي.

ماذا نفعل اذا؟ يؤمنون عندنا أنك اذا انتظرت الفرص فستأتي آخر الامر. وبعبارة اخرى لا يمكننا ان نسيطر على ما يجري، ولهذا يجب علينا ان نتابع في تعقل وبسبع وسبعين عينا وأن ننقض على كل فرصة سياسية وأمنية تأتي اذا أتت.

من الصحيح حتى كانون الثاني 2011 ان رئيس الحكومة مشحون بشعور أنه في الطريق الصحيح. فمن الحقائق أننا خشينا جميعا ما سيحدث في ايلول في الامم المتحدة وتغلب هو على المشكلة. ونتنياهو على ثقة ايضا بأنه الوحيد بيننا الذي يقرأ امريكا المصابة بالعمى منذ أيام خلع الشاه في طهران حتى طرد مبارك في القاهرة، قراءة صحيحة. وحقيقة اخرى أنه يحظى بتأييد جماهيري واسع.

"جنة عدن"، اعتاد افيغدور ليبرمان ان يقول، "جنة عدن حقا". هل يعلم أحد كم تبعد جهنم عن جنة عدن هناك في الأعلى.