خبر غزة: سوء الأوضاع الاقتصادية يفشل تجارب العمل الحر

الساعة 07:26 ص|18 ديسمبر 2011

غزة: سوء الأوضاع الاقتصادية يفشل تجارب العمل الحر

فلسطين اليوم- غزة

عكس فشل المواطن الأربعيني سائد اللدعة في بيع الملابس سوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وعدم جدوى العمل في كثير من المجالات.

وبدأ اللدعة يفكر في ترك محل لبيع الملابس افتتحه بداية العام الجاري أمام إحدى العيادات في مدينة غزة، بعد أن تراجع البيع كثيراً.

وأعطى اللدعة لنفسه فرصه شهر حتى يفكر بعمل آخر يريحه من عذاب الخسارة والاستدانة ومطالبة التجار.

ويقول اللدعة الذي خاض تجربة قاسية من العمل في الفنادق والمطاعم والمؤسسات الأهلية والبناء، إن البيع في الشهرين الأخيرين لم يغط بدل إيجار محله.

ومع انتهاء فترة عمل العيادة بعد الظهر بلغ مجمل ما باعه اللدعه خمسين شيكلاً فقط، بعائد ربح لا يتعدى الخمسة شواكل.

ولم يخف اللدعة الذي يعيل أسرة من سبعة أفراد تخوفه من استمرار الحال خلال الشهر المقبل، ما سيجبره على ترك المحل والبحث عن عمل آخر.

وأكثر ما يقلق اللدعة عدم مقدرته على العمل في مجال البناء أو النقليات لإصابته بانزلاق غضروفي، مبينا أنه بدأ البحث عن عمل يوفر له راتبا شهريا يضمن له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

ولم يختلف حال البائع يونس قزاعر في الثالثة والثلاثين من عمره عن اللدعة، إذ سيطر عليه الإحباط من انخفاض معدل البيع بعد أربعة أشهر على افتتاحه المحل.

وتحدث قزاعر الذي استجاب لطلب نظيره اللدعة بعدم مغادرة المهنة في الوقت الحاضر، عن الخسائر التي يتكبدها بسبب دفع بدل الإيجار في ظل تراجع المبيعات بشكل كبير.

وقال إنه لم يهنأ إلا في الشهر الأول لفتح محله، ثم سيطر الكساد على السوق رغم الحركة الكبيرة للمواطنين على العيادة ومرورهم بالمئات يومياً بجانب المحل المخصص لبيع ملابس المواليد والأطفال والسيدات.

وأضاف قزاعر باستياء أنه لا يعرف إذا كانت هذه الحالة ناتجة عن سوء حظ أم عن الوضع الاقتصادي.

واعترف بأنه كان يريد إغلاق محله لولا تدخل عدد من أصدقائه البائعين الذين طلبوا منه الانتظار حتى مطلع العام المقبل.

وقال إنه خاض تجربة العمل كمتطوع في العديد من المؤسسات الخيرية لكنه تركها لعدم جدواها.

ورغم رغبته الشديدة في التخلص من المحل إلا أن قزاعر لا يعرف إلى أين يتجه، وينوي ترك الأمر للصدفة.

وكان الوضع أشد قسوة على البائع سامر الحداد الذي ترك محله وجلس على الرصيف يتنعم بدفء الشمس.

وتبين أن الحداد باع حتى الساعة الواحدة والنصف مساء بعشرين شيكلاً فقط، مؤكداً أن خسائره تتضاعف يوماً بعد يوم في ظل تراجع البيع.

وعزا الحداد هذا التراجع إلى عدم وجود مواسم ومناسبات وأعياد، وأبدى تذمره من ارتفاع أعداد الباعة.

ولم يستبعد الحداد أن يتخلص من مهنته الجديدة التي خاضها مع افتتاح العيادة قبل نحو عام ونصف.