خبر تسوق مثالا".. أحلام شباب غزة تتحول إلى مشاريع ناجحة

الساعة 05:03 م|17 ديسمبر 2011

تسوق مثالا".. أحلام شباب غزة تتحول إلى مشاريع ناجحة

فلسطين اليوم - غزة

"تسوّق وفرت علينا الوقت والجهد الذي نبذله في الذهاب إلى السوق والسوبر ماركت، حيث يمكن أن تصل إلينا الحاجيات التي نحتاجها بضغطة زر أو برنة هاتف" بهذه الكلمات عبّرت السيدة "سهام"، التي تعمل موظفة في أحد بنوك غزة، عن رأيها بخدمة التسوق عبر الإنترنت التي يرعاها عدد من الشباب المبدع في القطاع.

و"تسوّق", خدمة تقدمها شركة تشق طريقها في سوق العمل بكل ثبات وبخط مستقيم، حيث أن هذه الشركة هي المشروع الأول في فلسطين الذي يعمل في مجال التجارة الالكترونية والتسويق عبر الإنترنت, فلم يكن هناك ما يسمي بالتجارة الالكترونية قبل إنشاء هذه الشركة التي تقدم خدماتها عبر موقعها الخاص على الإنترنت.

وتقول "سهام": كنت قبل أن تدخل خدمة تسوق قطاع غزة أحسب ألف حساب للوقت الذي سأضيعه في الذهاب إلى السوق، وكنت أتخوف من التأخر عن العمل، لكن بحمد الله، يمكن الآن أن أطلب ما أريد عبر موقع الخدمة، وتصل البضائع التي طلبتها في وقت قياسي وبنفس سعر السوق".

أما الموظف "رائد"، الذي يعمل في مؤسسة تجارية، فلم يخف سعادته بوجود خدمة مثل تسوق تعمل في قطاع غزة.

وقال: لا أعرف كيف أعبّر عن مدى ارتياحي لتعاملي مع تسوق، لكن ما أستطيع قوله إنها وفرت عليّ كثيرا من الوقت والجهد بدون أن أدفع تكاليف إضافية".

 

التجربة الأولى

من جانبه، يقول مدير الشركة، وصاحب الفكرة الريادية (م. شريف نعيم): كانت فكرة المشروع هي أن ننشئ موقعا عبر الإنترنت يمكّن المستهلك من قضاء حاجاته اليومية من مشتريات وخدمات متنوعة بشكل سهل ومريح وبوسائل إلكترونية حديثة, حيث لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت في قطاع غزة بشكل كبير، مما يوفر بيئة مناسبة لعمل مثل هذا المشروع.

و أضاف م.نعيم: بصراحة، الفكرة كانت تحتوي على نسبة عالية من المخاطرة حيث أنها التجربة الأولى في السوق المحلي وتطرح ثقافة جديدة للمستهلك في عملية التسوق, مع ذلك كان لدينا الكثير من الإصرار على تنفيذ المشروع والبدء بالخطوات العملية، وكان ذلك منذ عامين تقريباً, وقد واجهنا في بداية الأمر الكثير من الصعوبات والتحديات في العمل , إلا أن هذه التحديات أكسبتنا المزيد من الإصرار على تحقيق الهدف، وبدأنا شيئاً فشيئاً بتكوين فريق العمل الذي يتكون جميعه من فئة الشباب والخريجين".

وتابع بالقول: إن بوادر النجاح في مشروع تسوق تمثل مؤشرا مهما جداً للجهات المسؤولة  الرسمية بضرورة تكثيف الاهتمام بالمشاريع والمبادرات الريادية الشبابية التي من الممكن أن تتحول إلى شركات حقيقية قادرة على توفير مصدر دخل لأصحابها ولعدد آخر من الشباب, وذلك لو تم رعايتها واحتضانها بشكل منظم, و خصوصاً أن نسبة البطالة بين فئة الشباب تزداد عاما بعد عام".

ومن الجدير بالذكر بأن مشروع تسوق كان من أبرز المشاريع الريادية التي تم احتضانها ضمن مشروع "مبادرون لرعاية الأفكار الإبداعية" الذي أقيم في الجامعة الإسلامية و بتمويل من مؤسسة التعاون و قد ضم المشروع ثلاثين فكرة إبداعية تحولت إلي ثلاثين شركة في السوق المحلي.

كان الكثيرون يرون أن غزة مناخ مناسب لقتل الإبداع وإجهاض الأفكار الريادية, ومجتمع مليء بالإحباط الذي ينتشر بين فئة الشباب وخاصة الجامعيين منهم, و لكن ما حدث عكس ذلك تماماً، فقد أثبت شباب القطاع أنفسهم في كثير من مجالات ريادة الأعمال والمشاريع الإبداعية الخلاّقة في سوق العمل.