خبر الشهيد القائد ماجد الحرازين.. أُنموذج المقاوم الذي لايعرف الهزيمة

الساعة 09:10 ص|17 ديسمبر 2011

القائد ماجد الحرازين..أُنموذج المقاوم الذي لايعرف الهزيمة

فلسطين اليوم-"الاعلام الحربي"

تمر علينا اليوم السبت الذكرى الرابعة لاستشهاد ثلة من ابرز قادة ومجاهدي سرايا القدس على رأسهم القائد العام لسرايا القدس ماجد الحرازين (أبو المؤمن) الذي اغتاله قوات الاحتلال الصهيوني في السابع عشر من ديسمبر عام 2007 برفقة الشهيد القائد جهاد أبو ضاهر بقصف السيارة التي كانت تقلهما بمدينة غزة.

 كما تحيي سرايا القدس اليوم ذكرى استشهاد أربعة من كوادر وقيادات وهم حسام ابو حبل وسمير بكر ومحمد الترامسي واسامة ياسين ونائل طافش، وكريم مروان الدحدوح، وعمار أبو السعيد، وأيمن العيلة، الذين عبدوا بدمائهم وأشلائهم تراب الأرض الحبيبة في من أيام الله يوم عرفة المبارك.   ذكريات الشهداء طقساً يومياً

وبهذه المناسبة، أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في تصريح خاص لـموقع"الإعلام الحربي"، أن ذكريات الشهداء في فلسطين أصبحت طقساً يومياً لحياة هذا الشعب، معبراً عن فخر الحركة بهم.  وشدد عزام، على أن هؤلاء الشهداء القادة ضحوا بحياتهم من أجل الإسلام والقضية الفلسطينية، والشعب المظلوم، وأن تضحيتهم لم ولن تذهب هدراً.  وأضاف القيادي عزام، أن شعبنا وحركة الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة لن ينسوا هؤلاء الشهداء، معتبراً أي شهيد سقط على هذه الأرض هو شهيد يدافع عن كرامة هذه الأمة، ودمائه لن تذهب هباءً وأن الفلسطينيين جميعاً يؤكدون على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة.

 

 وعن طريق المقاومة الذي سلكه هؤلاء الشهداء، أكد الشيخ عزام، على أن المقاومة في فلسطين لا يمكن أن تنتهي، وقد تكون هناك فترات هدوء وأخرى توتر، ولكن كمبدأ فالمقاومة لا يمكن أن تموت.  وبين عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، أن الشعب الفلسطيني جرب كثيراً من الوسائل، ولكنه تأكد أن خيار المقاومة هو الأجدى في مقاومة المحتل والأنسب لاسترداد حقوقنا. 

ومن جانبه قال أبو محمد  شقيق القائد أبو مؤمن:" لقد كنا نتوقع في كل لحظة تلقي نبأ استشهاد شقيقي أبو المؤمن، واعددنا أنفسنا مراراً لاستقبال هذا المصاب الجلل، لكني لا أخفيك أننا محزنون على فراقه، فالأنبياء عليهم السلام حزنوا على فراق أحبتهم".

نال ماتمنى

وأبدى أبو محمد "في ذات الوقت فخره واعتزازه بأخيه الشهيد الذي كان على رأس قائمة المطلوبين للكيان الصهيوني منذ قرابة تسع سنوات، ونال في نهاية الأمر الشهادة في سبيل الله التي تمناها وسعى لنيلها".

 

وتذكر أبو محمد في حديث خاص لمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بلواء غزة في الذكرى الرابعة لاستشهاد شقيقه القائد ماجد الحرازين، آخر كلمات كان يرددها شقيقه الشهيد قبيل استشهاده حيث يقول:" إن ما كل أريده من هذه الدنيا الفانية صاروخ يقرب لقائي بأحبتي ورفاقي الذين سبقوني...".

 

وأشار أبو محمد إلى أن حياة الشهيد أبو المؤمن كانت مؤلمة وقاسية فما بين التعرض لمحنة الأسر في سجون الاحتلال إلى المطاردة والملاحقة الطويلة من قبل الاحتلال وأعوانه التي دخلت عامها التاسع، إضافة إلى ارتقاء الكثير من رفاقه على ذات الشوكة شهداء.

 

ويذكر أن الشهيد القائد ماجد يوسف الحرازين "أبو المؤمن" المولود في عام 1970 بحي الشجاعية في مدينة غزة قد استهدفت طائرات الاستطلاع الصهيونية سيارته التي كان يستقلها ورفيقه الشهيد المجاهد "جهاد ضاهر" بصاروخين ما أدى إلى استشهادهم على الفور مساء يوم الاثنين الموافق 18/12/2007.

 

وعاش الشهيد أبو المؤمن وترعرع في كنف أسرة فلسطينية متواضعة مؤمنة تربت على الصدق والأمانة والحب، وأوضح شقيقه أبو محمد أن أكثر شيء كان يميز أسرتهم المكونة من والده وخمسة إخوة وست أخوات المحبة والترابط الكبير بين أفرادها، وشاء القدر أن تتوفى والدة الشهيد أبو المؤمن قبل استشهاده بعام وقد توفي والده قبل نحو شهر من الآن، ويعتبر الشهيد أوسط إخوانه الذكور.

 

وكان الشهيد قد تعرض لمحنة الاعتقال لمرتين كانت الأولى في عام 1989 ولمدة ثمانية أشهر بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي ومشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى، فيما كان الاعتقال الثاني في عام 1992، حيث أمضى في السجن نحو خمس سنوات بتهمة انتمائه للجناح العسكري للحركة الذي كان يعرف سابقا باسم القوى الإسلامية المجاهدة "قسم". يذكر أن شهيدنا قد تزوج من ابنة عمه بعد خروجه من السجن عام 1992 ورزق منها بخولة 15 عاماً، مؤمن 12عام، مروة، بيسان، والتوأم فاطمة، وحمزة.

الفكر الجهادي

وقال أبو محمد واصفاً أبو المؤمن :" لقد كان شجاعاً صنديدا عنيداً، وحنونا ورقيقاً، بارا بوالديه خاصة والدته التي كان دائما يقبل يديها ورأسها وقدميها".

 

وتميز أبو المؤمن منذ نعومة أظفاره بتدينه وإقباله على الفكر الجهادي المقاوم، حيث اعتاد الذهاب إلى مسجد الشهيد عز الدين القسام بمشروع بيت لاهيا.. ذلك المسجد الذي يعد قلعة المجاهدين ومخرج الشهداء الأبطال والقادة العظام. كما تميز شهيدنا بالسرية التامة والكتمان فكان هذا سر نجاح عملياته النوعية والجريئة.

 

وعرف عن أبو المؤمن حبه ورأفته بالفقراء والمحتاجين حيث كان لا يتوانى عن تقديم يد العون لكل سائل ومحروم على الرغم من ضيق العيش وظروفه الاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها.

 

وذكر ابن أخيه إبراهيم أن عمه الشهيد خرج عصر يوم استشهاده لشراء ملابس العيد لأطفاله الصغار، واشترى بما تبقى معه من مال ملابس لأطفال جيرانه الفقراء.

شعلة جهاد

كما ذكر سابقا التحق شهيدنا بالجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي خلال الانتفاضة الأولى، وكان شعلة متقدة من الجهاد والعطاء، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة كان للشهيد أيضا دور كبير في إعداد جيش من سرايا القدس وتدريبه على أحدث التقنيات العسكرية، إضافة إلى إشرافه على تنفيذ عشرات العمليات الاستشهادية والجهادية النوعية والمعقدة ضد الاحتلال الصهيوني، ويسجل للشهيد أبو المؤمن العديد من العمليات الناجحة و التي منها:

 

- "عملية بدر الكبرى" النوعية التي نفذها الاستشهاديان : جمال علي إسماعيل ومحمد سميح المصري باستخدام زورق بحري تم تفجيره بسفينة "دبور" صهيونية تم إغراقها وإصابة أربعة جنود صهاينة إصابات خطيرة.

 

- عملية "الصيف الساخن" النوعية التي استهدفت موقعاً صهيونياً في منطقة كوسوفيم شرق دير البلح، واستشهد فيها الاستشهادي محمد الجعبري وقد أسفرت العملية عن قتل وجرح العديد من الجنود الصهاينة واستقالة قائد المنطقة الجنوبية فيما بعد.

 

- عملية انتقام الحرائر نفذتها الاستشهادية ميرفت مسعود، والتي نفذتها وسط تجمع لجنود الاحتلال في بلدة بيت حانون مما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.

 

- عملية "أم الرشراش - إيلات المحتلة" النوعية و الجريئة والتي نفذها الاستشهادي محمد فيصل السكسك "أبو همام" وقد أسفرت عن قتل ثلاثة صهاينة وإصابة العديد.

ويسجل للشهيد إشرافه على الكثير من العمليات منها عمليات قنص وتفجير ناقلات جند واليات صهيونية إضافة إلى مشاركته الفاعلة في تطوير صواريخ القدس ومتابعته الميدانية للمجاهدين وخاصة في المناطق الحدودية ومناطق الاجتياحات والتوغلات الصهيونية.