خبر انفجارات غامضة وسياسة الغرب..إسرائيل اليوم

الساعة 11:04 ص|16 ديسمبر 2011

بقلم: دوري غولد

جربت ايران منذ 12 تشرين الثاني ثلاثة انفجارات غامضة في المنشآت الذرية. وقد صُرف الانتباه هذا الاسبوع الى انفجار في المنشأة الذرية قرب اصفهان. وبعد الانفجار فورا نشرت تقارير صحفية متناقضة بشأن اصابة المنشآت الذرية. هذا الاسبوع نشر معهد واشنطن للعلوم والامن الدولي (آي.اس.آي.اس) مقارنة بين صور اقمار صناعية للمفاعل الذري من شهر آب وصور كهذه من شهر كانون الاول. ولم تقشع الصور الضباب، فالمنشأة في اصفهان تبدو بلا أضرار – فالايرانيون سووا بواسطة الجرافات عدة مبان على مبعدة نحو من 400 متر خارج المنشأة. ما معنى ما حدث في اصفهان؟.

        في 2002 حينما كشفت المعارضة الايرانية لاول مرة عن البرنامج الذري السري، قدمت تقارير عن ثلاث منشآت مركزية: منشأة تخصيب اليورانيوم في نتانز، ومفاعل ذري يعتمد على الماء الثقيل في العراق ومنشأة قرب اصفهان لتحويل اليورانيوم.

        أرادت ايران التي تملك مناجم لليورانيوم ان تستخرج من رصاص اليورانيوم مادة متوسطة، غبارا يسمى "الكعكة الصفراء". وفي منشأة اصفهان يمكن تحويل الغبار الى وقود ذري لآلات الطرد المركزي في نتانز. لهذا فان الاصرار بمنشأة اصفهان يضر في واقع الامر بتزويد الوقود الضروري لتخصيب اليورانيوم.

        تشهد صور الاقمار الصناعية التي نشرت هذا الاسبوع على ان المنشأة في اصفهان لم تُدمر. فللايرانيين تاريخ "حلق" منشآت ذرية حينما يزداد الخوف من ان يتم الكشف عنها. في 2003 حينما طلب مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمكينهم من الوصول الى مركز بحث في لاويذان، لم يكتف النظام بهدم ستة مبان بل أبعد كومة من التراب عن المكان بقصد ان يمنع المراقبين من أخذ عينات تراب للكشف عن مواد مشعة.

        انضمت التقارير الصحفية عن التفجيرات الى نقاش آخر يجري الآن في واشنطن. بعد زمن قصير من اسقاط الطائرة الامريكية بلا طيار نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقتبسات لجهات امريكية رفيعة المستوى زعمت ان ادارة اوباما استقر رأيها على استعمال استراتيجية جديدة في مواجهة ايران تقوم على استعمال واسع لـ "وسائل خفية".

        نشر التقرير الصحفي في الوقت الذي ناضلت فيه الادارة قادة في مجلس النواب الامريكي في شأن سن قانون لاتخاذ وسائل لمواجهة مصارف اجنبية لها اعمال مع المصرف الايراني المركزي. وطلب مجلس النواب الامريكي ان يُطلب الى المصارف ان تبت أمرها بين اعمال مع الولايات المتحدة أو مع ايران. والقصد ان تُصعب القيود على البنك الايراني، على دول كثيرة ان تشتري نفطا ايرانيا وهو شيء سيضر بمصدر الايرادات المركزية لايران.

        حاول وزير المالية الامريكي، تيموثي غايتنر ان يقنع الشيوخ من مجلس الشيوخ بأن نتيجة اعمالهم ستكون ارتفاع أسعار النفط. وتريد الادارة ان تؤجل نصف سنة تطبيق خطوات معاقبة كل من يقوم بأعمال مع ايران. لكن هل يشهد تأجيل تطبيق الخطوات على ايران بأن للادارة خطة بديلة؟.

        ان التسريب بشأن استراتيجية جديدة لنشاط سري قد يكون محاولة للجواب عن هذا السؤال. في هذه الاثناء يوثق كل تقرير جديد عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيادة متوالية على كمية اليورانيوم المخصب التي أنتجها الايرانيون. في 2003 احتالت ايران على الغرب بصورة لامعة كي تفرغ لنفسها الوقت المطلوب لبناء المنشأة في اصفهان. والنقاشات في الغرب الآن قد تمنح الايرانيين زيادة وقت عزيز كي يكملوا البرنامج الذري كما خُطط له.