خبر ربيع ضبابي..هآرتس

الساعة 11:02 ص|16 ديسمبر 2011

قلم: عكيفا الدار

        كان أكثر الاسرائيليين في الرحلة الجوية "رويال جوردانيان" الى عمان في طريقهم الى الشرق الاقصى. الاخوان المسلمون يمدون أذرعهم في كل اتجاه، وتوصي الجهات الامنية بتخطي الدول العربية لكن الاسرائيليين لا يتخلون عن القليل الذي بقي من السلام مع الاردن. من يتذكر ان كل شيء بدأ في اتفاق اوسلو السيء الذكر؟ ومن يفكر في ان كل شيء سينتهي حينما يحصل اتفاق اوسلو عليه السلام على شهادة وفاة رسمية؟ وماذا سنفعل حينما تستقبل واشنطن وباريس وبرلين ممثلي الحكومات الاسلامية في مصر وتونس وليبيا وحكومة حماس بعد ذلك؟ كيف سيستطيع الامريكيون والاوروبيون اقامة علاقات مع قادة الحزب الأم والقطيعة مع الحزب الابن؟ قد كيفوا أنفسهم مع عزل حلفائهم التقليديين في الشرق الاوسط وهم يشجعون اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية في المنطقة. فالام ستستطيع اسرائيل التعلق بـ "قواعد الرباعية" للتفاوض مع حماس وان تتوقع ان يغطي العالم عينيه ويسير على نغمة الناي من القدس؟. خطرت هذه الاسئلة ببالي زمن النقاشات التي تمت هذا الاسبوع في قصر المؤتمرات الضخم في الدوحة. تشرفت قطر باستضافة المؤتمر السنوي الرابع لـ "منتدى حلف الحضارات" التابع للامم المتحدة الذي ترأسه رئيس البرتغال السابق جورجه سمبايو. وبرغم العلاقات المتوترة مع حكومة اسرائيل أمرت وزارة الخارجية القطرية بمنح تأشيرات دخول لمجموعة نشطاء سلام واساتذة جامعات وصحفيين اسرائيليين. وما كان هذا ليحدث بغير موافقة أمير قطر. ان الشيخ حامد ابن خليفة آل ثاني، يشجع رجال اعمال اسرائيليين على الاستثمار في الدولة الغارقة في النفط (95 قرشا لليتر 95 اوكتان). لكنها تعاني نقصا من المبادرين. فلو ان اسرائيل كانت مبادرة سياسية ايضا لكان الأمير مستعدا لفتح أبواب قطر على مصراعيها.

        في مقالة لأسرة التحرير في الصحيفة اليومية باللغة الانجليزية "قطر تريبيون" تُدعى دول الخليج الى ان تفحص من جديد عن استراتيجيتها المشتركة ازاء العاصفة السياسية في المنطقة. وتوجه المقالة انتقادا على اعضاء مجلس التعاون الخليجي لأنهن اعتدن ان يرددن على الأحداث بعد وقوعها. "انها لا تستطيع ان تسمح لنفسها بهذا الترف"، يقول الكاتب في تلذيع. "عليها ان تُظهر فاعلية وان تستعد لكل حدث ممكن".

        من السهل جدا ترجمة السطور الى العبرية حينما نفكر في بنيامين نتنياهو. في الغرب الرث وفي دول الخليج الثرية أخذوا يستعدون لمواجهة ثورة الشباب. وهم يدركون ان سنة 2011 ستزيل أحداث ارهاب 2001 من كتب التاريخ. أما في اسرائيل فان رئيس الحكومة يبيح لنفسه ان يشغل نفسه بتقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الليكود وفي حين يدفعون عندنا الى الأمام بقانون المساجد، تمر في قطر المسلمة نساء منقبات من أمام اشجار صنوبر تتوهج في طريقهن الى مطعم الفندق.

        لاحظت في احدى الزوايا في الساحة الكبيرة جماعة من الشباب ألصقوا على قمصانهم خريطة فلسطين الكاملة كتب فوقها "حق العودة". وكان فيهم فتاتان من تونس ويمنيان وايراني. وعرضت نفسي على أني اسرائيلي صهيوني أطلب السلام. وتساءلت ما صلتهم بمؤتمر يتناول حلفا بين الحضارات وكيف تتفق خريطتهم مع مبادرة سلام الجامعة العربية التي تبنت حدود 1967. "هذا يرجع الى الفترة السابقة، فترة مبارك وابن علي"، قالت واحدة من الفتاتين، "أتعلم أن كل شيء تغير؟". وهز رفاقها رؤوسهم.

        كم سيكون سهلا على المتطرفين المسلمين ان يوحدوا هؤلاء الشباب حول شاشات التلفاز حينما تبث "الجزيرة" صور جنود يهود يطلقون النار على اولاد عرب في الانتفاضة التالية. وكم من الوقت سيمر حتى يغلق الاردن الحدود مع اسرائيل وتغلق مصر أبواب السفارة في تل ابيب؟ سنشتاق بعد الى حماس.

        قُبيل العيد الوطني لقطر الذي سيحل بعد غد، داهم السوق الضاجة في الدوحة مهرجون يركبون ظهور نعام في تنكر. قلت في قلبي انه لا يوجد حيوان يناسب أكثر منها نعت الحيوان القومي الاسرائيلي.