خبر حكومة عديمة المسؤولية -معاريف

الساعة 10:34 ص|15 ديسمبر 2011

حكومة عديمة المسؤولية -معاريف

بقلم: نداف ايال

 (المضمون: هذه هي افضل أيام للاكثر تطرفا – الاصوليين، مشاغبي فتيان التلال والنواب من اليمين. واين نتنياهو؟ حاضر - غائب – المصدر)

        جدير وينبغي تصديق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حين يعبر بشدة ضد الشغب الذي ارتكبه عشرات المستوطنين في لواء أفرايم. وجدير وينبغي تصديقه حين يتحدث ضد نشاطات "شارة ثمن" او يحتج على استبعاد النساء عن الرحاب العام. هذه المواقف صحيحة ومناسبة، رسمية ومركزية. ولكن رئيس الوزراء ليس مجرد معقب. المسؤولية ملقاة على عاتقه، ولكن هذا بالطبع لا ينعكس من نشاطات مكتب رئيس الوزراء. أجنبي يصل الى هنا كفيل أن يعتقد بان نتنياهو لا يزال ذاك المواطن القلق. فهو يشجب، ينبه، يحذر ويشرح.

        روح شريرة جدا تهب في البلاد. باص انزل منه عشرات الاشخاص في قاعدة عسكرية، فيسارعون الى القاء طوبة على قائد اللواء وذلك فقط لانه يفترض به، في مستقبل غامض ما، ان ينفذ تعليمات القانون. ذات مرة كانوا ينتظرون الى أن يصل الى البؤرة الاستيطانية غير القانونية. اما اليوم فانهم يسبقون الحدث بالفعل. وبالتوازي يحاول نشطاء اليمين اقامة بؤرة استيطانية في الاردن؛ هكذا هو الحال عندما لا يكون على يمين الحكومة الحالية سوى حائط – كل ضروب الافكار المتطرفة المشوقة تنبت. سياق سريع من الاخفاء والاسكات يتم ضد نصف الشعب بالمساعدة السخية للحاخامين الذين تأتي رواتبهم من الدولة. لا، ليس اخفاء اليسار واسكاته – بل اخفاء النساء واسكاتهن. الاضواء تشتعل حتى وقت متأخر في ديوان رئيس الوزراء من أجل التأكد من ان الاضواء ستنطفىء في سوق وسائل الاعلام. وفي هذه الاثناء، أعمال الارهاب اليهودي توجد كل الوقت في حركة: يبدأون من العرب فينتقلون الى اليساريين، ومن اليساريين الى الجنود. من التالي في الدور؟

        اختفت لنا كلمة من الدولة، والكلمة هي المسؤولية. هذا عصر الانعدام التام للمسؤولية.

        انعدام مسؤولية وزير الخارجية الذي يكلف نفسه عناء الثناء لفلاديمير بوتين على الانتخابات الفضائحية امام عدسات الكاميرات. والى الجحيم بالعلاقات مع امريكا. انعدام المسؤولية لدى الائتلاف الذي أدمن على مشاريع القوانين المتطرفة والغريبة، من حظر الاذان في المساجد وحتى تقييد حرية التعبير. الائتلاف الذي لم تعد كلمة مكارثية فيها كلمة مشينة. بل العكس، هي ثناء إذ أن مكارثي كان محقا. انعدام المسؤلية لدى ايهود باراك، بيني بيغن، دان مريدور ورفاقهم، الذين يمنحون الشرعية (الآخذة في التناقص) للحكومة الاكثر تطرفا في تاريخ دولة اسرائيل.

        انعدام المسؤولية في الموقف من الاحتجاج الاجتماعي مع لجنة اخرى نتائجها ستدفن. وبالطبع، انعدام المسؤولية الشخصية للمسؤول الاعلى، بنيامين نتنياهو.

        سواء يدور الحديث عن أزمة في الجهاز الصحي، المسؤول عنه هو كوزير مسؤول، ام عن القوانين المتطرفة في الكنيست، فان نتنياهو هو حاضر غائب. ديوان رئيس الوزراء سيتجند دوما للاعلان عن اهمية الديمقراطية، أهمية حرية التعبير، اهمية الجهاز الصحي، اهمية حقوق النساء. وفي هذه الاثناء الديمقراطية تتراجع، حرية التعبير تخبو، الجهاز الصحي على ركبتيه واجزاء معينة من اسرائيل تبين ما هي طالبان.

        نتنياهو يفقد اسرائيل. هذه هي افضل أيام للاصوليين الاكثر تطرفا، مشاغبي فتيان التلال الاكثر تطرفا، النواب الاكثر تطرفا وكذا، وهذا لازم، الاعداء الاكثر تطرفا لاسرائيل.

        الفكرة العادلة للصهيونية توجد في خطر، والملوكية التي هي دولة اسرائيل توجد تحت هجوم المتطرفين، من الداخل ومن الخارج.

        اسرائيل العلمانية والمتطورة هي حضارة آفلة يحاول البرابرة تفريغ غضبهم فيها. ونتنياهو؟ هو لا يحكم هنا، هذه دولة عديمة المسؤولية.