خبر يبصقون ويبكون -يديعوت

الساعة 10:32 ص|15 ديسمبر 2011

يبصقون ويبكون -يديعوت

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

"لماذا من الذي مات؟". سأل أمس المحامي يهودا آريه شمعون، وهو أب لسبعة ومن سكان حفات جلعاد في السامرة، اقترح "شيئا من التناسب في الحياة". "في الحاصل العام سدوا شارعا ما وحطموا زجاج سيارة أماميا"، قال المحامي المتعلم. "ألهذا"، رفع حاجبه في تعجب كبير، "اجتمع قادة الدولة لنقاش عاصف؟"، ثم خفض حاجبه وقال: "لا حد للحماقة".

انه على حق. لا حد للحماقة في الحقيقة. فهنا ازاء نواظرنا أخذت تصاغ آخر الامر شخصية اليهودي الجديد الذي لاءم نفسه مثل قفاز لراحة اليد مع الحياة المحيطة به التي عاد اليها بعد ألفي سنة جلاء. وهو يهودي لا يُساق كالغنم للذبح، وهو قريب بعيد جدا لذلك اليهودي المستسلم المختبيء في الأقبية. هذه يهودية العضل حرفيا. ولا تدعوا قمصان الفلانيل الموشاة بالمربعات تضللكم: فما يخفق هناك تحتها هو قلب شجاع يعرف كيف يُسعر جيدا كل حجر يطير وكل شجرة زيتون تُغرس. ان اخوتنا أبطال المجد الذين من اجلهم ومن اجلهم فقط ينبغي أن نُحدث شيفرة جديدة في كتاب أوسمة الشرف – بدءا بوسام شرف رئيس هيئة الاركان للباصقين (أو الباصقات خاصة)، مرورا بوسام شرف لفاقدي الأطر الجريئين، الى وسام شرف لمهشمي جماجم الضباط.

"سنفحص الامور وندخل في تناسب"، اقترح المحامي يهودا آريه شمعون، من سكان حفات جلعاد التي شهد بأنها "بلدة ريفية"، وهذا تعريف لا يمكن ان يوجد أدق منه، فهي في الحقيقة مزرعة صحة بيئية، تبعث الهناء والاطمئنان فيما حولها وتصدر في خلال ذلك ايضا الى تلك البيئة نحوا من ألف شخص جاءوا "ليؤيدوا ويعززوا شبابا شجعانا"؛ من اولئك المستحقين لأوسمة الشرف ممن "ضاقوا ذرعا بأن يروا رجال شرطة ينكلون ويكسرون الأنوف عبثا. وضاقوا ذرعا بأن يروا نساءا وفتيات يُجررن ويُذللن نفسيا وجنسيا" (أين بيالك حينما يُحتاج اليه أو تشارنيخوفسكي في الأقل؟)، و"ضاقوا ذرعا بأن يروا بيوتا مهدومة عبثا في الحقيقة من غير أي سبب حقيقي". وهكذا دواليك.

من بين جميع الثرثرة التي قيلت في اليومين الاخيرين، فان نصه هو الذي يُبين في أوضح صورة وأنصعها، لا تترك مكانا لعدم الفهم، أنه لا يوجد مكان يُهرب اليه ويُختفى فيه لنقول لم نر ولم نسمع ولم نعلم – ميدان القتال الحقيقي. من هنا ضد من وعلام ولماذا نشبت الحرب بالضبط.

بالمناسبة يوجد للمحامي من حفات جلعاد اسباب جيدة كثيرة جدا لا ليكون فخورا بهؤلاء الشباب الرائعين الذين نشأوا داخل مزرعته البيئية فقط بل ازاء سلوك المؤسسة الاسرائيلية. على سبيل المثال فان المسؤول عن ألا تحدث هذه الامور أو لا تتكرر مرة بعد اخرى الذي هو قائد منطقة المركز والذي بدل ان يفعل ما يجب ان يُفعل، بشجاعة وتصميم، أشركنا فيما يكمن في قلبه. وكذلك ايضا شرطة اسرائيل التي يعرف العاملون فيها التحدث بلا اظهار الهوية عن الطرق الرائعة للتغاضي التي طورها رجال الشرطة في الميدان "الذين ليست لهم القدرة على مواجهة هجوم شكاوى هؤلاء الناس".

واذا كان الفساد قد وصل الى أعلى مستوى فماذا سيقول الجنود الذين لم ينجحوا في ان يعتقلوا حتى واحدا من الأبطال الجريئين الذين أجروا معركة جليلة في ساحة قيادة اللواء برغم ان الحديث عن جنود "نجح الجيش في غسل أدمغتهم بحيث لا يعرفون التمييز بين الخير والشر ولا يستطيعون ان يقفوا ويفكروا ويقولوا – يكفي، أنا لا أستطيع"، بحسب نص المحامي.

يستطيع يهودا آريه شمعون ان يكون راضيا ايضا عن المجتمع الاسرائيلي. فلا يجب ان تكون عبقريا كي تفهم ما يفهمه هو وهو ان هذه الحرب لن ينتصروا فيها بالبكاء والنحيب.

والحقيقة انه لا يوجد أصدق منه في جملته الملخصة: "تنبهوا اذا واحسموا هذا. ان شيئا من التناسب لن يضر".

ما هو هذا الشيء من التناسب، قطرة تناسب أو قطيرة تناسب، لا يُحتاج الى أكثر من ذلك.