خبر ريح مسمومة -يديعوت

الساعة 10:30 ص|15 ديسمبر 2011

ريح مسمومة -يديعوت

بقلم: يونتان يفين

(المضمون: قد تكون جميع مظاهر العنصرية والشغب التي يثيرها اليمين الاسرائيلي دليلا على تضعضعه وانهياره فيجب على المجتمع الاسرائيلي ان يقتلع هذه الظواهر الى الأبد - المصدر).

        تهب ريح مسمومة بقوة في سماء الخريف العكرة. فقوانين إسكات المواطنين والتنكيل بالصحفيين واقصاء النساء والشرعية البرلمانية التي تصحبها، ومهاجمة الجنود والقادة واختراق قاعدة للجيش الاسرائيلي والتهديد بالقتل لنشطاء يسار واحراق مساجد والمحاولة الرمزية لاسكاتها يوجد بينها كلها شيء مشترك. ان ريحا مسمومة سيئة ما تهب بقوة وتهدد بأن تطير السقف عن كل البيت. وربما يكون هذا الخريف مقدمة شتاء عارنا.

        أهذه في الحقيقة علامات ذبول؟ أنحن نتدهور الى نهاية اسرائيل باعتبارها مجتمعا ديمقراطيا؟ أيحل ان نفترض ان يستمر نتنياهو وحكومته على المرور بصمت على هذه الجرائم، بل تشجيعها بغمز يزيد في قوتها ويشجع منفذيها؟ أيحسن ان نحزم الحقائب ونستصدر جوازا اجنبيا وان نحوز سلاحا وننشيء عصابات ديمقراطية استعدادا لحرب أهلية؟ أليس الجيش والشرطة مقيدي اليدين؟ أترون هذا معروفا من مكان ما.

        قد تكون هذه اعمال يأس. اجل يأس معسكر صغير وظلامي ومتطرف يُساق بأنفه وراء حاخامين يثيرون الخصام وساسة بلا شخصيات يشتهون الشهرة. ربما رأى كل هؤلاء في هذا الصيف فجأة هزيمتهم قريبة على الابواب على هيئة معارضة مجيدة عفوية لملايين طلبوا بصوت صاف وجهير العدل الاجتماعي والتكافل والعدل والنزاهة وطهارة الأيدي وطهارة الحكم وطلبوا بخاصة ابعاد الانتهازيين على اختلاف أنواعهم عن مواقع القوة.

        قد يكونون ردوا على ذلك بذعر. ولما كانوا قد حاولوا طردهم فانهم خرجوا في حملة تهدف الى طرد (أو اقصاء) العدو. لكن لا يوجد عدو واحد بل أعداء كثيرون، كثيرون وضعفاء، الجمهور كله قطاعات قطاعات: الاجانب والمواطنون من غير اليهود والمواطنون اليهود غير المتدينين والمواطنون اليهود غير المتدينين وغير اليمينيين، والمواطنون اليهود غير المتدينين الذين ليسوا يمينيين وليسوا رجالا. فاذا كنت عاملة اجنبية تؤيدين "السلام الآن" فقد حُسم أمرك باختصار.

        وقد تصرفوا في الحقيقة مثل كل أزعر يُدفع الى الزاوية: بدأوا صراعا أعمى عقيما بكل وسيلة يلوحون بقبضاتهم هنا وهناك ويحاولون صد تهديدات موجودة ومتوهمة. وهذا صراع عقيم لأنه لن ينجح لأن الجيش الاسرائيلي ما يزال عزيزا على الشعب ومحاربوه هم "أبناؤنا" ويفهم الشعب ايضا انه اذا لم تكن له ديمقراطية فليس له شيء، واسكات المساجد واحراقها يسبب للشعب حساسية تاريخية، وماذا عن النساء؟ قد وجدتم لأنفسكم من تشغلون أنفسكم به حقا. من قصة جنة عدن حتى عيريت لينور. في كل مرة يغالب فيها رجل امرأة يخسر.

        مهما يكن الامر فانه يجب على دولة القانون الديمقراطية التي اسمها اسرائيل ان ترد بتصميم وحزم. فاذا كنا نتدهور نحو هاوية فاشية فمن المؤكد انه يجب علينا ان نرد الحرب بالحرب. واذا كنا في الطريق الى أعلى وكان الفاسدون والحالمون يقومون بمعركة ارتدادية هستيرية فمن الواجب ان نُنقي الحظائر نهائيا. ينبغي ان نفترض ان يستمر المجلس الوزاري المصغر على الصمت والغمز فيما يتعلق بأكثر المظالم التي ذكرت أعلاه، لكن ينبغي الرد فورا على مهاجمة قاعدة الجيش الاسرائيلي وقادته في الأقل، وبقوة غير تناسبية من النوع الذي يحبه باراك ونتنياهو كثيرا.

        ان ريحا مسمومة تهب في السماء الزرقاء الصافية التي لونها كلون علمنا. لكن اسحق رابين كان على حق: ان هذه الريح يُثورها ناس صغار جدا.