خبر حكايات من بيوت الأسرى..صمتٌ رهيب وبكاءٌ لا يتوقف

الساعة 10:09 ص|15 ديسمبر 2011

حكايات من بيوت الأسرى..صمتٌ رهيب وبكاءٌ لا يتوقف  

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

حالة صمت رهيبة سيطرت عليها، عَجَز فيها لسانها عن التعبير..تركت عينيها اللتين لم تتوقفا عن البكاء للحديث عما يجول في قلبها من حزنٍ يعتصرها وجرحٍ لا يمكن أن يداويه كل عبارات المواساة..

 

لم تستطع الحديث، استمرت لبرهة من الوقت صامتة لا تُجيب أحداً، فماذا تقول وقد فقدت الأمل في رؤيته وكانت ومازالت تنتظره لحظةً بلحظة.. كيف لا وهي زوجته، وهو حبيبها المنتظر التي كانت ترقب إدراج اسمه ضمن الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الثانية من صفقة الأسرى.

 

زوجها الأسير ناهض الأقرع الذي بلغ من العمر (44 عاماً) ويعيش تحت ظلم الجلاد وقهر السجان الذي حكم علية ثلاثة مؤبدات في ظل ظروف صحية صعبة ومتزايدة على إثرها تم بتر إحدى قدميه فيما تحتاج الأخرى إلى عملية جراحية عاجلة، وهو يقبع الآن في مستشفي سجن الرملة.

 

صدمة وذهول

الزوجة الحزينة أم رائد تحدثت بصعوبة لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، واصفةً حالها وحال عائلتها منذ الإعلان عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة شاليط، حيث تقول:"لم نم في تلك الأيام وكلنا أمل أن يظهر اسمه في أي من المواقع والأماكن التي يمكن أن تظهر بها أسماء الأسرى ولكن بعد طول انتظار وتعب خابت آمالنا وتحطمت حياتنا".

 

بكت أم رائد بحرقة لا يمكن أن تفعل أمام دموعها سوى مواساتها ببعض الكلمات، لكنها تضيف أنها لم تره منذ خمسة أعوام علي التوالي، وحينما استذكرت حال أبنائها اشتد حزنها وبكائها لتضيف:"الأولاد ينتظرون والدهم على أحر من الجمر ويتابعون وسائل الإعلام بكافة أشكالها لعل خبر أو أي أنباء توحي لهم بخروج والدهم من السجن".

 

وأشارت أم رائد أنها كانت تأمل في الإفراج عن زوجها على الرغم من يقينها أن خروج زوجها من السجن صعب لعدم وجود نية لدي الاحتلال خروج الأسري الذي لديهم حكوميات عالية.

 

وتعود لتعطي نفسها أملاً في إتمام الصفقة التي تحدث عنها رئيس السلطة محمود عباس، والتي ينوي الاحتلال تنفيذها كوعد من "إسرائيل" للرئيس عباس.

أما عائلة الأسير خليل أبو شنب الذي يبلغ من العمر (29 عاماً) وحوكم مدة 13 عاماً بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي فتصيبها حالة إحباط ويأس شديدين لعدم شمول اسم ابنهم قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم.

 

الحل..خطف جنود صهاينة

وأضافت شقيقة أبو شنب في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عائلتها كانت تأمل في الإفراج عن خليل وكانت تنتظر أخبار الصفقة في كل لحظة وعلى أحر من الجمر، ولكن صدمت العائلة بعدم شمول الصفقة لأسرى من حماس والجهاد الإسلامي.

 

وناشدت أبو شنب فصائل المقاومة الفلسطينية بأسر جنود صهاينة لكي يتم الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال كونه السبيل الوحيد للإفراج عنهم.

 

من السبب؟

من ناحيته، أكد ياسر مزهر منسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية, ومسؤول مؤسسة " مهجة القدس" لرعاية الأسرى والمحررين "في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مؤسسته مع إطلاق سراح أي أسير من سجون الاحتلال "الإسرائيلي" مهما كانت مدته ومحكوميته، مستدركاً:"لكن للأسف الشديد تفاجآنا باستثناء حركة الجهاد وحماس في هذه المرحلة من صفقة التبادل.

 

وعزا مزهر سبب حدوث ذلك، إلى للمفاوض الفلسطيني الذي ترك المجال لكيان الصهيوني بحسن نواياه بتحديد أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، على الرغم من حديث المسؤول في حماس صالح العاروري أنه تم تحديد معايير لإتمام المرحلة الثانية من الصفقة.

 

وأكد مزهر أن الاحتلال لم يفرج عن الأسري المرضى المقيمين في مستشفي الرملة ذوي الإعاقات الدائمة ومرضي السرطان، كما أدرج أسماء ستة أسيرات فقط من بين 11 أسيرة يجب الإفراج عنهن من ضمنهم الأسيرة لينا الجربوني التي قضت في سجون الاحتلال 11 عاماً.

 

وطالب مزهر حركة حماس بمراجعة الضامن لصفقة التبادل مصر التي رعت للإفراج عن الأسري ذات الحالات الخاصة ومرضي السرطان، وكذلك الأسيرات.

كما طالب فصائل المقاومة الفلسطينية بخطف مزيد من الجنود الصهاينة للإفراج عن كافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.

 

إحصائية

وكانت وزارة الأسرى بحكومة غزة قد أوضحت في بيان لها، أن الدفعة الثانية من صفقة التبادل التي تضم 550 أسير تشمل 55 طفل أسير  تقل أعمارهم عن 18 عام ، و6 من الأسيرات من أصل 11 أسيرة، ولم يطلق سراح ثلاثة أسيرات من داخل أراضى الـ48 وهن الأسيرة خديجة أبو عياش، وورود قاسم، ولينا جربونى والمحكومة بالسجن لمدة 17 عام.

 

وأوضحت الوزارة، أن من بين الأسرى الذين سيتحررون ضمن الصفقة 40 أسيراً من غزة ، و506 من الضفة الغربية ، و2 من الأسرى الأردنيين، وهما صالح عارف ووائل حورانى، و2 من أسرى القدس، وأن 113 منهم اعتقلوا خلال عام 2011، وأن  109 منهم اعتقلوا خلال عام 2010، وأن أعلى حكم من بين المحررين لا يزيد عن 18 عام.

 

وأشارت إلى أن 172 منهم اعتقلوا ما بين عامي 2008، و2009 ،وان 99 من الذين ستشملهم الصفقة اعتقلوا خلال عامي 2006، 2007 ، وان 19 منهم اعتقلوا ما بين عامي 2004، 2005 ، وان 26 منهم اعتقلوا ما بين عامي 2002، 2003، وأن اثنين فقط معتقلين منذ عام 1999 ، و7 معتقلين منذ عام 2001.

 

وبينت الوزارة، أنه بإتمام الدفعة الثانية من صفقة التبادل سيبقى في سجون الاحتلال 4500 أسير فلسطيني، بينهم (123) أسيراً من الأسرى القدامى وهم المعتقلين منذ ما قبل أوسلو ، بينهم (52) أسير من عمداء الأسرى وهم الذين امضوا ما يزيد عن  عشرين عاماً فى السجون و (23) أسيرا مضى على اعتقالهم ربع قرن، أقدمهم  الأسير "كريم يونس" من قرية من المناطق التي احتلت عام 1948، وهو يعتبر عميد الأسرى، فيما لا يزال 24 نائباً ووزيرين سابقين هما وصفي قبها وعيسى الجعبري مختطفين لدى الاحتلال، وكذلك سيبقى 5 أسيرات في السجون.

 

ودعت الوزارة الفصائل الفلسطينية إلى تكثيف جهودها من اجل إطلاق سراح باقي الأسرى وتبيض السجون من أخر أسير فلسطيني.