خبر لا تزعلوا منها ... قطر مسكينة .. رمزي صادق شاهين

الساعة 11:04 ص|14 ديسمبر 2011

لا تزعلوا منها ... قطر مسكينة .. رمزي صادق شاهين

رمزي صادق شاهين/ دولة الصدفة قطر استطاعت أن تكسر كل الحواجز وتُقيم علاقات استثنائية مع إسرائيل ، ليس هذا فحسب بل أخذت على عاتقها مقاولة تقسيم ما تبقى من الوطن العربي ، فبعد أن أنقلب الولد الجاهل على أبيه وجعل منه شخصاُ مجنوناً بدأت رحلة البحث عن مكان في هذا العالم الكبير ، فقررت مجموعة المرتزقة التي يقودها حمد بن جاسم أن تتحمل مهمة التواجد على الخارطة السياسية العالمية ، فكان ضرب واحتلال العراق أولى عملياتها كعربون وفاء للولايات المتحدة الأمريكية ، حين وفرت قطر أراضيها ومجالها الجوي لضرب العراق وقتل الأطفال والنساء ، وكذلك الموافقة على إقامة أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة العربية وهي قاعدة السيلية .

 

استطاعت دويلة قطر العمل ضد الأقطار العربية والقيادات العربية البارزة مستخدمة كُل الوسائل التي تمتلكها ، خاصة أنها دويلة غنية ولديها الموارد الطبيعية التي تستخدمها في تنفيذ مخططاتها والإرادة الأمريكية ، فكان حلمها أن تُصبح دولة ذات قرار سيادي في الوطن العربي ، فنافست على الدوام مصر التي تُعتبر بوابة الصمود العربي والقرار العربي المشترك ، ولعلنا نستطيع بيان بعض الجوانب التي عملت من خلالها قطر وقياداتها المشبوهة لضرب الوحدة العربية وتقسيم ما تبقى من هذه الوحدة والجغرافيا .

 

دورها في دعم الإعلام الموجه :

 

لا أحد يُنكر إن إطلاق فضائية الجزيرة جاء مع احتلال العراق ، وكانت الجزيرة الوكالة الإعلامية الوحيدة التي تُغطي العمليات الأمريكية الهامة في العراق ، إلا إن استشهاد زملائنا الصحفيين مراسلي الجزيرة طارق أيوب وغيره ، فتح باب التساؤل عن دور هذه القناة ووصولها إلى مصدر المعلومة بالتزامن مع المخابرات الأمريكية والبريطانية ، فانتقلت للدور الثاني لها وهو مربع العداء للإحتلال الأمريكي بشكل مُبطن من اجل عدم الظهور بمظهر المتعاون مع هذا الإحتلال ، ومنذ ذلك الوقت كان دور فضائية الجزيرة الأساسي توتير الأوضاع في الوطن العربي ، فجاءت بمجموعة الموظفين المعارضين أمثال عزمي بشارة وعبد الباري عطوان وغيرهم ، وجعلتهم عبارة عن أحجار شطرنج تتحرك وفق التخطيط القطري الهادف الى المزايدة على كُل زعامات وقيادات الوطن العربي .

 

دورها في تعزيز الإنقسام الفلسطيني :

 

مع الأحداث المؤسفة في قطاع غزة عام 2007م ، عملت قناة الجزيرة على تعميق الصراع الفلسطيني الداخلي ، حيث قامت ببث الأخبار الكاذبة ، وعمدت لأن تكون بوصلة توجيه للمتصارعين ، وعززت روح الإنتقام لدى البعض من خلال الإشاعات وبث اللقاءات التحريضية ، وهنا نستطيع أن نسجل لأول مرة الفشل الفلسطيني في عدم فهم من يعمل لصالحه ولصالح قضاياه الوطنية ، ومن يحاول تعميق الجرح من اجل أهداف خبيثة .

 

دورها في التآمر على مصر والدول العربية :

 

لم يقتصر دور قطر والجزيرة في العراق وفلسطين ، بل امتدت أياديهم لتطال كل الدول العربية ، والتي قام جزء منها بإغلاق مكاتب الجزيرة لقناعتهم بأنها أداه قطرية تهدف للمس بالأمن القومي للبلدان العربية ، ولعلنا رأينا كيف كانت قطر تستخدم نفوذها من أجل الإلتفاف على الدور المصري سواءاً على مستوى القضية الفلسطينية أو القضايا العربية ، والأهم من ذلك رأينا كيف استطاعت قطر المساهمة بشكل كبير من تعميق الخلاف السوداني ، وعملت على احتضنت المعارضة السودانية وبالنهاية كان الإنفصال وتقسيم السودان هو المُراد والمطلوب .

 

دورها في ليبيا :

 

لعل المتابعين رأوا كيف كان لقطر الدور الأبرز في الموضوع الليبي ، فكانت البدايات مع محاولة دعم بعض المعارضين ، وفتح القنوات الفضائية المعارضة ، ودعم الثوار بجسر أسلحة جوي ، وبعد اشتعال الحرب عملت على فتح مجالها للمرضى والمصابين ، وبدأت بعملية تدويل للقضية في إطار مشروع مستقبلي لإحتلال ليبيا وتقسمها إلى دويلات تتصارع على النفوذ والثروات .

 

دورها في سوريا :

 

قطر كان لها السبق في تحويل قضية سورية لقضية عربية بإمتياز ، فجاء التنازل الفلسطيني لرئاسة جامعة الدول العربية لصالح قطر مقدمة لقيام قطر بدور الأب والآمر الناهي في الموضوع السوري ، وهذا في إطار مشروع أمريكي قطري يُراد من خلاله تحويل قطر إلى دولة عظمي صاحبة كلمة على الأمة العربية ، وسحب الوصاية الروسية عن سوريا ، وبعد ذلك سيتم تدويل القضية السورية بحيث يتم تهيئتها للتقسيم .

 

دورها في الشرق الأوسط الجديد :

 

تحدثت تقارير إعلامية عن دور قطري قادم بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على إعادة تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة ، فالعراق سيكون أربع دول ، ومصر ثلاثة دولة ، وسوريا كذلك ، وهذا الأمر ليس بجديد بل هو مُخطط تم وضعه من قبل الإدارة الأمريكية السابقة وها هو باراك أوباما يريد تنفيذه على مراحل .

 

يأتي ذلك من اجل كبح النفوذ الروسي في المنطقة ، ومحاولة السيطرة على ما تبقى من خيرات لدى العرب من بترول وغاز طبيعي ، وكذلك إنهاء القضية الأبرز للصراع وهي القضية الفلسطينية ، حيث سيتم حلها وفق رؤية أمريكية إسرائيلية وبرضى عربي تركي .

 

اكتشاف الحقيقة :

 

هناك سوابق لقطر وللجزيرة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، فمنذ انطلاق الجزيرة وضعت خارطة فلسطين على شاشاتها وكتبت عليها عبارة ( إسرائيل ) ولم تكتب يوماً الأراضي الفلسطينية المحتلة أو أي مسمى آخر ، وحين كان يسقط الشهداء كانت تصفهم الجزيرة بالقتلى ، والعمليات الاستشهادية بالإنتحارية ، وهذا بالتأكيد لم يأتي من فراغ ، بل هو قرار سيادي سياسي قطري ، من اجل إرضاء إسرائيل أولا ، ومحاولة إيصال الصورة بان لا شيئ اسمه القضية الفلسطينية أو فلسطين .

 

ولقد برزت الوقاحة القطرية قبل أيام ، حين قامت بنشر خارطة لفلسطين مع انطلاق دورة العاب رياضية في العاصمة الدوحة ، هذه الخارطة بينت أجزاء من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ، وكأن  قطر تقول للعالم هذا هو أساس الحل الجغرافي للقضية الفلسطينية ، دولة على حدود جدار الفصل العنصري ، وشعب يعيش داخل كنتونات موزعة تحت السيطرة الإسرائيلية ، ومع الأسف ، لم نرى أي تعليق من مسئول رسمي بالسلطة الوطنية أو حتى مسئول عربي أو أممي ، لأنه بالنهاية أصبحت قطر المايسترو العربي الكبير في المنطقة ، والتي استطاعت إشغال الحكومات في نفسها وجعلتهم في حالة دفاع عن أنفسهم أمام شعوبهم ( نظرية الفوضى الخلاقة ) .

 

بالنهاية هذه هي دويلة قطر التي بين ليلة وضحاها أصبحت سيدة الوطن العربي ، فلم تكتفي بوقاحتها في العلاقة مع إسرائيل ، وزيارات قادتها لتل أبيت مئات المرات ، واستقبال زعماء إسرائيل على أراضيها عشرات المرات ، بل تُريد القضاء على كُل ما هو وطني في هذا العالم العربي لتقضي على حلم الأطفال بالعيش في وطن عربي يستطيع أن يقف يوماً في وجه إسرائيل التي تقتل الأطفال وتهدم المقدسات وتنتهك الحرمات .

 

* صحفي وكاتب فلسطيني