خبر حلف الزعران -يديعوت

الساعة 10:25 ص|14 ديسمبر 2011

حلف الزعران -يديعوت

بقلم: ايتان هابر

يجب ان تكون حيروتيا قديما وايتسيليا متشددا، وبيتاريا مؤمنا ويمينيا ذكيا كي تدرك عمق الازمة التي حدثت أمس عند فريق من ناس معسكر اليمين على أثر شغب زعران المستوطنين على الجيش الاسرائيلي. لا يُصدق، لكن كان أمس يمينيون قدماء قالوا: الآن فقط فهمنا دافيد بن غوريون بكل ما يتعلق بـ "سازون" و"ألتلينا".

من المهم ان نعلم ان قدماء اليمين يرون "سازون" و"ألتلينا" علامة طريق في حروب بين اخوة. ان ناس ايتسيل الذين نسوا منذ زمن الانتداب البريطاني ما يزالون يحملون معهم وسم النار لتلك الحادثتين. الاولى هي أمر دافيد بن غوريون لمطاردة رجال ايتسيل وتسليمهم الى البريطانيين وطردهم من اماكن العمل وعدم ايوائهم. والثانية ألتلينا هي هجوم على سفينة سلاح جاءت بها الايتسيل الى سواحل تل ابيب في حرب الاستقلال في الوقت الذي فسر فيه بن غوريون هذا الفعل بأنه تمرد على السلطة الرسمية.

من المهم ان نؤكد مرة بعد اخرى ان محاربي الايتسيل الذين قد غفروا للبريطانيين منذ زمن وخرجوا للتسوق في حوانيت لندن، ما يزالون غير مستعدين للعفو عن رجال مباي الذين طاردوهم. فحينما كان فيهم أمس من تفهموا بن غوريون آنذاك فان هذه علامة واشارة الى ان المستوطنين قد بالغوا مبالغة شديدة.

يجب ان نكون عادلين: ان حكومة نتنياهو ليست وحدها التي تتحمل تبعة الوضع الحالي. لكنها هي واللاتي سبقتها غمزت وتجاهلت وأشارت خفية للمستوطنين ان يستمروا في اعمالهم في المناطق. وفسر المستوطنون عجز الحكومة بأنه موافقة على فعل كل ما يشاؤون. واستمرت الحكومات تتصرف تصرفا موهما وتوهم بأنها نددت وبأنها هدمت بؤرا استيطانية وبأنها حاكمت مشاغبين يهودا. فالمستوطنون قُدمت لهم إصبع فأخذوا اليد كلها وفقدت الحكومة السلطة في المناطق وانقلب السحر على الساحر.

غير الأوغاد فجأة قواعد اللعب شيئا ما. فقد بدأت الشرطة والجيش اللذان لم يتحمسا قط لفرض القانون في المناطق يُظهران في المدة الاخيرة حزما في الحد الأدنى في معاملتهم للمشاغبين "الذين وقفوا على رؤوسهم". وقام فجأة عدد من القادة ضاقوا ذرعا بالسلوك الأهوج.

ان نتيجة الصدام أول أمس تتحدث من تلقاء ذاتها. كانت معاملة ضباط الجيش الاسرائيلي ورجال الشرطة ظاهرة خزي وعار لدولة اسرائيل. فالحجارة التي رموها والبصاق الذي بصقوه والاصباغ التي أراقوها والممتلكات التي أفسدوها كانت علامة طريق في العلاقات بين اليهود واليهود في المناطق.

ان الوزراء الذين يرتجفون وارتجفوا خوفا من المستوطنين طوال السنين لا يستطيعون توجيه اللوم إلا لأنفسهم. لو أنهم عرفوا كيف يطبقون القانون على المناطق لربما لم يحتاجوا الى مسح آثار البصاق عن وجوههم اليوم.

سيقولون الآن "عشب غريب"، ووجد أمس من بينوا ان الحديث عن قلة قليلة وشباب على خطر وسائر الخضراوات والتعليلات. لكن اولئك "المجرمين" يستهزئون ويسخرون باعلانات التهديد من ورئيس الحكومة والوزراء. كلمات، كلمات، كلمات. فهم يرون أنفسهم ناس الفعل. انهم يستوطنون ويبنون بؤرا استيطانية ويجبون أثمانا ويُبينون للفلسطينيين من أين تتبول السمكة.

يعلم زعران التلال جيدا أنه بعد التنديد سيسود الهدوء ولن يتجرأ أحد على رفع يد عليهم. وحتى لو اعتقلوا عددا منهم فمن شبه المؤكد أن يُطلق سراحهم في الاسبوع التالي على صوت ابتهاج الراقصين.

يجب ان نتذكر ان "عشبة غريبة" قتلت ذات مرة رئيس حكومة. لو أنهم أسموني بنيامين نتنياهو لكنت اليوم أكثر خوفا على حياتي – فمن رمى نائب قائد لواء في الجيش الاسرائيلي بحجر في الفصل الاول سيطلق النار في الفصل الثالث. وزعران التلال يرون صاحب شعار دولتين للشعبين كافرا خائنا منذ زمن.

المشكلة هي رقص الحكومة: خطوتان الى الأمام وخطوة واحدة الى الوراء. ان الحكومة الحالية مثل سابقاتها تغمز الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن والشرطة، وهذه تدرك ان ضرب الرأس الفلسطيني بعصا وترك العصي في أيدي زعران المستوطنين، أهم.