خبر الصوت في المسجد عورة- هآرتس

الساعة 10:19 ص|14 ديسمبر 2011

الصوت في المسجد عورة- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

 (المضمون: لا حرج من طلب خفض الأذان لأنه يسبب ازعاجا فان دولا مسلمة لا يُفصل فيها الدين عن الدولة تطلب ذلك كمصر والبحرين لكن مشكلة اسرائيل أنها تحاول تقليد اوروبا في كل شيء - المصدر).

        "يشكو ناس كثيرون من الضجيج الذي يصدر عن المساجد. فاقتراحنا يرمي اذا الى منح السكان شيئا من الهدوء في بيوتهم الخاصة لأن فيهم ناسا شيوخا واولادا ومرضى وطلابا يراجعون دروسهم". ليس هذا هو التفسير الذي ضمته عضو الكنيست انستاسيا ميخائيلي الى اقتراح قانونها الذي يريد حظر استعمال مكبرات الصوت في المساجد. بل هذا كلام الوزير المصري لشؤون الأوقاف، حمدي زقزوق، الذي اقترح في 2005 توحيد الأذان في مساجد القاهرة في جهاز تكبير صوت واحد يؤذن به مؤذن واحد للصلاة "بصوت جميل".

        لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تحير فيها فقهاء مسلمون في قضية استعمال مكبرات الصوت في المساجد. ففي المغرب وتركيا والسعودية تناولوا مسألة "الضجيج" الذي يصدر عن المساجد خمس مرات كل يوم. بل ان الحكومة في البحرين منعت استعمال مكبرات الصوت منعا باتا. فيتبين ان الأذن المسلمة لا تقل حساسية للضجيج عن الأذن اليهودية، وفي دول ليس الدين مفصولا فيها عن الدولة ايضا كما هو في اسرائيل، أي في مصر أو السعودية، يعتبر الضجيج مضايقا.

        لكن بنيامين نتنياهو، وهو مؤيد متحمس لاقتراح قانون ميخائيلي، فضل التعلق خاصة بدول علمانية مثل بلجيكا وفرنسا لتسويغ القانون. "في كل دول اوروبا توجد هذه المشكلة وهي تعرف علاجها. فهذا شرعي في بلجيكا وشرعي في فرنسا فلماذا لا يكون شرعيا عندنا؟ لا يجب ان نكون أكثر ليبرالية من اوروبا"ن أوضح في جلسة وزراء الليكود.

        ماذا يوجد في هذا القانون اذا بحيث عارضه حتى ليبراليون حقيقيون مثل دان مريدور وميخائيل ايتان من الليكود وآخرون أقل منهم ليبرالية شيئا ما كالوزيرة ليمور لفنات؟ ما هو الفظيع جدا فيه؟ في دولة يحرقون فيها مساجد من غير ان يتم اعتقال المذنبون ويقترح فيها اعضاء كنيست سلب اللغة العربية مكانتها الرسمية وتطلب الحكومة ان يعلن المواطنون المسلمون ايضا انهم يعترفون بيهودية الدولة، يحل ان نرتاب في ان اقتراح منع استعمال مكبرات الصوت في المساجد لا يرمي الى تحسين راحة السكان.

        والمكان الذي صدر عنه اقتراح القانون، أعني "اسرائيل بيتنا"، ليس هو بالضبط البيت الساذج الذي يمكن ان يقنع بأن نواياه طاهرة. بالضبط كما لم تكن اقتراحات قانون مشابهة تقترحها مارين لابان زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليمينية الفاشية في فرنسا أو حيرت فيلدرز اليميني المتطرف من هولندا لتقنع أحدا بأن الحديث عن نضال للحفاظ على حماية البيئة. لكن هذين ممثلا "الليبرالية الاوروبية" وهما قدوة لنتنياهو. وهذه قدوة يبتعد عنها حتى رفاقه (الليبراليون) في الليكود كابتعادهم عن الجُذام.

        ان الليبراليين الاوروبيين بخلاف "الليبراليين" من "اسرائيل بيتنا" وبخلاف "الليبرالي" الذي يرأس الحكومة لا يتخفون وراء أقنعة حماية البيئة: فلابان صاحبة اقتراح منع صلاة المسلمين في الشوارع "للحفاظ على صبغة فرنسا"، أما فيلدرز فيطلب منع نشر القرآن في هولندا ومنع بناء مساجد وهجرة مسلمين الى اوروبا. فهذان من حُماة أسوار اوروبا "الليبرالية" ممن يحسدهم نتنياهو كثيرا. انهما كارهان حقيقيان للاسلام لا يحتاجان الى غسل كلمات. وهما من الناس الذين "يعرفون علاج هذا"، كما قال نتنياهو. أي علاج ذلك الوباء الاسلامي الذي يهدد بتسميم اوروبا واسرائيل. وفي تناسخات سابقة كانت هذه هي اوروبا "الليبرالية" التي عرفت كيف تُطهر نفسها من اليهود والغجر والسود.

        يستطيع نتنياهو ان يطرح القلق من قلبه. فلا يوجد خطر ان نصبح أكثر ليبرالية من اوروبا برغم أنها صارت أكثر فاشية وعداءا للسامية وكراهية للاجانب. ان دولة لا يحق فيها لجنديات ان ينشدن، ولا يجوز لنساء ان يجلسن قرب الرجال في الحافلات وتهدد مساجد هويتها لا تستطيع ان تكون أكثر ليبرالية من اوروبا. وفي المقابل بلغنا بالنفاق الى مستوى تستطيع اوروبا ان تحسدنا عليه. ونحن الآن سجناء حتى الاختناق في ذلك النفاق حتى انه لا يجوز لنا ان نطلب خفض اصوات مكبرات الصوت في المساجد خشية على صورتنا "الليبرالية". فلو أننا كنا مثل مصر أو البحرين لا مثل اوروبا لكان وضعنا أفضل كثيرا.