خبر الجوال في أيدي طلاب المدارس...قصص لاتنتهي في غفلة الأهالي !

الساعة 08:17 ص|13 ديسمبر 2011

الجوال في أيدي طلاب المدارس...قصص لاتنهي ومخاطر قائمة !

فلسطين اليوم- غزة

لكل تقنية في هذا العصر سلاح ذو حدين ، ومن أخطرها انتشاراً أجهزة الاتصال الخلوية "الجوال"، الذي انتشر بصورة سريعة في أيدي الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وبات معظمهم يمتلكونه، حيث تسبب في كثير من المشاكل، بل المصائب،  ومقابل ذلك نرى تهاوناً كبيراً من قبل كثير من المعلمين والمدراء وحتى الأهالي في هذا الشأن، حيث أن العقاب يصل الى أخد الجوال أثناء الحصص ومن ثم يعاد له في نهاية الدوام.

 

مراسلة وكالة فلسطين اليوم سجلت عدد من الحالات والقصص التي حدثت فيها اعتداء على مديرة مدرسة بسبب التحفظ على جوالات طالبات في مدارس بغزة وأثر تداول مثل هذه القصص على ألسنة الجيران والناس على شرف وسمعة الطالبة.

 

إحدى القصص التي حدثت في مدرسة بغزة أدت إلى اعتداء والدة طالبة على مديرة المدرسة ، حيث تم التحفظ على جوال الطالبة وهى تتحدث بالجوال خلال الدوام المدرسي ، وتم استدعاء والديها ، وعندما واجهت المديرة ذوي الطالبة بما حدث أنكرت الأخيرة أنها تمتلك جوال وأنه يعود لإحدى زميلاتها الأمر الذي قوبل بالنفي من الطالبة الأخرى.

حديث الناس

الأمر لم يتوقف فقد أقدمت والدة الطالبة صاحبة الجوال على صفع المديرة على وجهها وحدوث مشادة كلامية بينهما وهددت المديرة بفصل الطالبة من المدرسة ، ما دفع والدا الطالبة إلى الاعتذار من الإدارة وعدم تكرار تلك الحادثة .

هذه القصة لم تتوقف عند ذلك الحد بل أنطلقت الاشاعات من الناس والجيران ، وبات الجميع يردد القصة بينهم على أن الطالبة كانت تتحدث إلى أحد الشباب وأنها على معرفة جيدة به وأن سلوكها سيء ولا يجوز الاقتراب منها أو مصادقتها والتحدث اليها .

طالبة أخرى في مدرسة بالقطاع تم العثور بحوزتها على جوال وتحفظت مديرة المدرسة عليه بعد أن طلبت استدعاء أحد والديها ، وتم إنهاء الموضوع بشرط عدم حمل الجوال مرة أخرى في الدوام المدرسي .

مديرة مدرسة الجليل الثانوية للبنات أ.فاتنة عكيلة قالت لمراسلة فلسطين اليوم:" إن المدرسة تسعى إلى الوصول للتعليم النوعي ضمن بيئة تعليمية جاذبة بعيدا عن الاستخدام السيئ للجوالات في مدارس البنات "، موضحة أن الخطر يكمن في أن الصغير قبل الكبير بات يحمل الجوال في يديه .

 

 وأضافت:" القضية هذه ليست قضية بسيطة ولا يمكن الاستهانة بهاويجب الوقوف

عليها والتدقيق بها مع ضرورة متابعة الأهل بناتهم وأولادهم باعتبارهم المسئولين ، أو على الأقل مراقبتهم أولاً بأول إذا كان حاملها مضطرا لذلك ".

وحول دور المدرسة في إنهاء هذه الظاهرة المتزايدة ، قالت:" نحن نحاول بقدر المستطاع العمل على محو هذه الظاهرة من خلال نصائح وتوجيهات المرشدة التربوية بالمدرسة ".

 

وتقول المعلمة وفاء سلامة مدرسة لغة انجليزية:" أغلب بنات المدرسة يمتلكن الجوال ويحضرنه دون علم الإدارة ، ويقمن باستغلال الحصص الفارغة لسماع الأغاني أو نقل الصور إليه ، مما يؤثر على سلوكهن وتحصيلهن الدراسي بسبب انشغالهن باللعب بالجوال ".

 

وتضيف :" من المهم أن يقوم الآباء والأمهات بحملة تفتيش جوالات أبنائهم بين الفينة والأخرى للاطمئنان على ما يضعونه في هذه الجوالات ومعرفة أصحاب هؤلاء الأبناء وأصدقائهم لأنه من العوامل التي تساعد على مراقبتهم وحسن تربيتهم ".

دون علم الأهل‏

من خلال الأحاديث الكثيرة التي استمعنا إليها بهذا الخصوص ، فإن الطالبات يقمن بحمل الجوالات بهدف المظاهر والتسلية دون علم الأهل ، وفي حال تم التحفظ على أجهزة جوال فإنه يوضع في الإدارة أو في غرفة التوجيه والإرشاد التابعة للمرشدة التربوية .

 

إلى ذلك فإن استخدام الجوال من قبل طلاب وطالبات المدارس قد ألهاهم عن دراستهم وكان سبباً في انخفاض التحصيل العلمي ، وهذه نقطة مهمة تحتاج للفت انتباه الأهل والمدرسة وبأنه كان سببا لهروب الطلاب من المدرسة.‏

 

ويقول الكاتب والدكتور إيهاب الدالي :" بالنسبة لطلاب المدارس بشكل عام يعتبر الهاتف النقال مشكلة العصر الحديث ، حيث يلهيهم عن دراستهم من ناحية وبذلك يتدنى تحصيلهم العلمي ، ومن ناحية أخرى يعطي للطلاب فرصة للتطلع للجوانب المادية كي يحصل على هاتف نقال ، وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الانحراف واضطرار الطالب اللجوء إلى طرق غير شرعية للحصول على الهاتف الذي يعتبر اقتناؤه حلم رئيسي له ".

وأضاف:" كذلك مع تطور تقنية هذه الأجهزة تتفاخم المشكلة بشكل أكبر مع تطور تقنية الأجهزة  ، على سبيل المثال وجود الكاميرا في هذه الأجهزة تعرض فتياتنا للقرصنة من قبل ذئاب بشرية عن طريق تصويرهن في مواضع غير لائقة وابتزازهن أو في حال سرقة هذا الجهاز أو ضياعه وتكون بعض الصور مخزنة في بطاقة الذاكرة ".

وأكد الدالي أن مثل هذه التقنية تؤثر سلبا من الناحية الاجتماعية أي أنه مع تطور تلك التقنية ووجود بعض الألعاب والبرامج الحديثة والتي تأخذ الكثير من الوقت ، حيث تجعل الطالب ينطوي في غرفته لساعات طويلة تحجبه من الاحتكاك والتواصل مع المجتمع .

الأسرة والمدرسة

الأخصائي الاجتماعي بجمعية الدعم النفسي الاجتماعي "نور الدين محيسن" ، قال لمراسلة فلسطين اليوم :" إن حمل طلاب وطالبات المدارس للجوالات فيه خطر وأضرار على حياتهم العلمية والدراسية وعلاقتهم الأسرية والمجتمعية وخاصة في سن المراهقة ، ويرجع كل هذا حسب تربية كل فرد منهم وثقافة الأهل وتفهمهم لهذا الموضوع وفترة المراهقة التي يمر بها أبنائهم وخطورة وأضرار الجوال عليهم بهذه المرحلة ولماذا يحتاج الطلاب والطالبات الجوال وهل الكل يحسن استخدام الجوال وبأي شيء ممكن أن يستخدمه .

 

أما عن دور الأسرة والمدرسة ، أضاف محيسن :" المدرسة لها دور مكمل لدور الأسرة التي يقع عليها العبء الكبير وهي من ساهم بمشكلة حمل الجوال لهذه الفئة ، وقيام الأهل بشراء الجوال لهم وسماحهم لهم بأخذه معهم إلى المدرسة " .

 

وتابع :" أما المدرسة تقع مهمتها في مصادرة أي جوال يتم ضبطه مع الطلاب وتسليمه إلى ولي الأمر مع كتابة تعهد بعدم إحضاره مرة أخرى للمدرسة ، إلى جانب تقديم الإرشادات والنصائح المستمرة واللقاءات التوعوية والثقافية للطالبات والطلاب " .

 

بدوره قال الأخصائي النفسي والتربوي إبراهيم مطر:" لا نستطيع أن ننكر أن ظاهرة  حمل الطلبة للجوالات موجودة وبكثرة فى مجتمعنا الفلسطيني ومنتشرة بين طلابنا لكن المطلوب التعامل بحزم من قبل إدارة المدرسة أو البيت ".

 

وخاطب مطر إدارات المدارس بغزة والأهالي ، قائلا:" إن أبنائكم وبناتكم فى هذه المرحلة العمرية غير واعيات اغلبهن والرقابة المنزلية أهم من الرقابة المدرسية ، لأننا من خلال التجربة يمكن للفتاة أو الشاب أن يخفيه فى مكان ما حسب حجمه ويتم وضعه بوضعية صامت وينتهز اى فرصة لإخراجه والعبث فيه ".

 

وأضاف:" الطالب قد يعرض نفسه إلى الاستخدام الخاطئ وانتهاجه سلوك خاطئ وانشغاله عن دروسه والانتباه فى الحصة الدراسية وخلق نوع من الفوضى بين الطلاب فى البيئة الصفية ".

 

جدير بالذكر أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد مستخدمي المحمول في العالم وصل إلى أكثر من 900 مليون مشترك ، وعدد مستخدميه في العالم العربي وصل إلى أكثر من 77 مليون مشترك حتى نهاية عام 2008 ، وأن احتمالات تزايد هذا العدد سيظل بنفس المعدلات إلى أن يصل إلى 150 مليون مشترك حتى أواخر عام 2009 ولتصبح الدول العربية الأسرع نمواً على صعيد انتشار المحمول على مستوى العالم.‏

دراسات وأبحاث

من جهة أخرى أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية وجود علاقة بين التعرض لترددات الموجات الكهرومغناطيسية الموجودة في أجهزة الجوال والإصابة بالأورام السرطانية، وكذلك استخدام هذه الأجهزة من قبل صغار السن ولو لدقائق قليلة يؤدي إلى خلل في جسد الطفل لمدة ساعة تقريباً.

 كما حذرت الجمعية الأوروبية لطب الأطفال من استخدام أجهزة الجوال لمن هم تحت سن 16 عاماً إلا في الحالات الضرورية القصوى كمكالمات الطوارئ ؛ التي تكون قصيرة جداً لما لهذه الأجهزة من آثار سلبية على الأطفال خصوصاً وأنّ جهازهم المناعي ما زال في طور النمو.