خبر آفاق مؤتمر الحفاظ على الثوابت ..إبراهيم المدهون

الساعة 09:16 ص|12 ديسمبر 2011

آفاق مؤتمر الحفاظ على الثوابت ..إبراهيم المدهون

نلت شرف حضور المؤتمر السادس للحفاظ على الثوابت الفلسطينية، والذي حمل عنوان "لبيك يا قدس" وترأس المؤتمر الدكتور محمود الزهار، أحد قيادات حركة حماس التاريخية، وكان نائبه أيضأ الدكتور محمد الهندي أحد قيادات حركة الجهاد الاسلامي، وشارك في المؤتمر جميع ألوان الطيف الفلسطيني فالتقوا على صعيد واحد، وجهاء وقيادات فصائل وأساتذة جامعات وأعضاء مجلس تشريعي ووزراء ونقابيين نساء ورجال ومسيحيين وطلاب وعمال ليخرجوا بصرختهم التي مفادها ألا تفريط بحق من حقوق الشعب الفلسطيني.

 

هذه المؤتمرات حلقة من حلقات الضمان في وجه أي تنازلٍ يُقدمه المفاوض الفلسطيني، ويقف كتجديد عهد ينتقل من يوم ليوم ومن عام لعام، ومن جيل لجيل آخر لتكتمل الحلقات ويستمر السير في الطريق السليم حتى يصل شعبنا لتحقيق أمانيه بتحرير أرضه ومقدساته واستعادة كامل حقوقه .

 

جاء عنوان المؤتمر لهذا العام "لبيك يا قدس" في إشارةٍ هامة لما تتعرض له المدينة المقدسة من عدوان وانتهاك مستمرَين، فلا يَمرُ يوم واحد إلا وعشرات الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية تستهدف شوارع القدس وبيوتها وعروبتها وباحات مساجدها فوق الارض وعلى السواء تحتها، ولا يسلم إرثٌ فلسطينيٌ مهما كان من عبث الصهاينة وتهويدهم، وكذلك هناك اعتداء على الكنائس وتضييق عليها ومحاولات شتى لتحجيمها.

 

في الوقت الذي يزداد الخطراليومي على المسجد الاقصى، والتهديدات تزداد بهدمه وبناء الهيكل المزعوم بدلا منه، بالإضافة لعمليات ترحيل وتهجير للسكان العرب مسلمين كانوا ومسيحيين بحجج ومبررات واهية، تهدف لإفراغ المدينة من العنصر العربي.

 

إن الحضور المذهل من الأطياف المختلفة للشعب الفلسطيني ليؤكد أن شعبنا لا يتفق على شيء اتفاقه على التمسك بحقوقه وثوابته، فلا اتفاق على أي تنازل أو تضييع للخط المقاوم القائم على ثوابته الوطنية، فالمؤتمر من جهة أرسل رسالة لمنهجية الوفاق الفلسطيني والوطني فوجدنا المسلم بجوار المسيحي، ومن جهة أخرى حُذر المفاوض الفلسطيني من التفكير بأي تفريط أو أي تعدي للخطوط الحمراء.

 

إن تفاعل قطاعات الشعب المختلفة معه بهذا الحجموالقوة، يُحتم عليه أن يُؤسس لمنهجية جديدة للعب دور أكبر في رسم السياسات الفلسطينية بشكل يقوم على عمل متواصل يُشارك فيه كل القطاعات على مدار العام ويتم تحديد أكثر من يوم لهذا المؤتمر في وقت محدد من العام، ويتم عرض الخطط والأفكار والسياسات المختلفة لدى الرموز الفلسطينية الفاعلة من جميع التيارات، ومطلوب منه أيضا إعداد تقارير ترصد الانتهاكات بالأرقام وتفعيلها ونشرها والتعامل معها، وفتح المجال للشخصيات الفلسطينية والهيئات الاعتبارية مهما كان توجهها للمشاركة وطرح ما لديها من أفكار حقيقية مستقبلية تجاه ما يهم الشأن الفلسطيني.

 

يستطيع المؤتمر فيالسنوات القادمة المشاركة بجمع الرؤى الفلسطينية المختلفة والمتعددة، وتحديد برامج وفعاليات كبيرة كتلك التي دعا اليها رئيس المؤتمر د. الزهار بمسيرة العودة للقدس يوم 30 مارس القادم، والتي هي خطوة عملية نوعية قد يكون لها عظيم الأثر في ضوء المتغيرات الإقليمية.

 

أربع قضايا رئيسية هي من مهمات المؤتمر، أولاً قضية القدس ومن ثم اللاجئين والاستيطان وكذلك الأسرى، ومن آفاقه الاهتمام بالعمل الفلسطيني ومستقبل الشعب وإقامة دولته، ليكون هذا المؤتمر رافداً لكل التحركات الفلسطينية.

 

وأتمنى تأسيس مكتب فاعل للمؤتمر يتواصل مع القوى الفلسطينية المختلفة على مدار العام. لإصدار الدراسات والرؤى، وبرمجة التوجهات والتحضير لمؤتمره السنوي بشكل أوسع ويتابع التوصيات على الأرض.

 

كما أن آفاق هذا المؤتمر تقوم على نقله الى كل عاصمة وبقعة عربية، فعليه مهمة كبيرة ألا وهي إيصال صوت القدس واللاجئين للقاهرة وبغداد وبيروت وعمان وتونس والجزائر ومراكش وكل البلاد الاسلامية، فالقضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية والشعب الفلسطيني هو رأس الحربة فيها.