خبر لا تسارعوا الى غزة -هآرتس

الساعة 09:47 ص|11 ديسمبر 2011

لا تسارعوا الى غزة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

عد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي تطلق على بلدات الجنوب وقرب مركز البلاد يصبح طقسا ثابتا. مثابة سلم قيم بموجبه يتقرر مدى الهدوء. ولكن معاناة وضائقة السكان في الاماكن التي تسقط فيها هذه الصواريخ لا يمكن احصاءها بالارقام. الحرب المجهرية التي يصفي فيها الجيش الاسرائيلي "مسؤولين كبار" في منظمات الارهاب في غزة وكرد على ذلك يحظى سكان الجنوب بحقنة معروفة مسبقا من الصواريخ تصبح جزءا لا يتجزأ من الواقع العادي الذي يبدو ظاهرا أن لا مفر منه. واذا ما حاكمنا الامور حسب أقوال رئيس الاركان، فان الحل هو حملة عسكرية واسعة النطاق تضمن فترة اخرى من الهدوء، كتلك التي تحققت بعد حملة رصاص مصبوب. ولكن يبدو أن الذاكرة القصيرة نجحت في تشويش حقيقة أن رصاص مصبوب هي الاخرى لم تصفي الارهاب، وان التصفية المركزة لـ "مسؤولين كبار" في الجانب الفلسطيني ولدت على الفور بدائلهم.

        وبالفعل فان الاحباط وشدة المعاناة في الجنوب يعززان الميل للعمل بقوة أكبر في قطاع غزة. ولكن عندما تلقي الحكومة، وعن حق، على حماس المسؤولية عما يجري في القطاع، ليس غنيا عن البيان محاولة تحويل القاء هذه المسؤولية الى قناة للحل.  بين اسرائيل وحماس تجري مفاوضات غير مباشرة، ولا سيما من خلال المصريين، حول جملة من المواضيع. قضية شليط هي الدليل الواضح على امكانية الوصول الى اتفاقات موضعية مع حماس، ولكنها ليست الوحيدة، في الماضي نجحت اسرائيل في الوصول الى اتفاقات غير رسمية مع المنظمة بشأن وقف النار، وتحديد الشروط لتطبيقه. يمكن التقدير بان لحماس أيضا مصلحة كبيرة الان في تهدئة الجبهة. المفاوضات على الوحدة بينها وبين فتح، تطلع الفلسطينيين الى نيل الاعتراف الدولي بدولتهم، وكذا امكانية أن تضطر قيادة حماس الى ايجاد ملجأ بديل لها عن ذاك الذي في دمشق، كل هذا كفيل بان يشكل دوافع ثقيلة الوزن للوصول الى تفاهم غير مكتوب مع اسرائيل.

        قبل أن يسارع سلاح الجو ودبابات الجيش الاسرائيلي مرة اخرى الى غزة في حملة بدايتها معروفة ولكن نهايتها غامضة، من الحيوي فحص امكانية خلق وقف نار بوسائل اخرى. سكان الجنوب لا يجب أن يدفعوا ثمن حملة عسكرية في غزة.