خبر الطريقة: تصفية الرأس- معاريف

الساعة 10:33 ص|09 ديسمبر 2011

الطريقة: تصفية الرأس- معاريف

بقلم: حنان غرينبرغ

الحرب ضد الارهاب في سيناء تبدأ في قطاع غزة. عشية العملية قرب نتفيم في شهر آب الماضي، حيث قتل ثمانية اسرائيليين كانت لدى جهاز الامن معلومات عن المخططين. وكان هؤلاء كبار مسؤولي منظمة لجان المقاومة الشعبية في جنوب قطاع غزة. المخابرات أوصت بالمس بهم، تشويش نواياهم، ولكنها لم تتلقى ضوء أخضر بذلك. تصفية الحساب تم بعد بضع ساعات من العملية، عندما صفي ستة المخططين بينما كانوا في بيت في رفح.

امس انقلبت الامور. عندما وفرت المخابرات معلومات عن عصام اسماعيل البطش، المسؤول عن تخطيط العملية التالية من سيناء، جاء على الفور الاذن بمهاجمة سيارته. عن كم لهذه التصفية المركزة في وسط غزة ما يمنع العملية نفسها؟ الايام ستقول ولكن لا ريب انه عندما تصاب شخصية مركزية في سلسلة العملية فان في ذلك ما يؤدي الى تشويش، تأخير بل وربما الغاء العملية.

في الايام التي يرفع فيها الارهاب من سيناء الرأس، فان على الجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية أن يجدوا السبل لجسر فجوة ثلاثية. أولا، المعلومات الاستخبارية في سيناء محدودة. ثانيا، في ضوء اتفاق السلام مع مصر، لا توجد قدرة للعمل بشكل هجومي في شبه جزيرة سيناء وثالثا، الشرطة المصريون ليسوا بالضبط القوة التي علقت عليها منظومة الامن في اسرائيل آمالها، ولا سيما بعد ان مرت خلية المخربين في العملية السابقة من تحت موقع مصري في طريقها الى محور 12. عندما يدور الحديث عن حلول للفجوة فليس المقصود القوات العديدة التي تنشر على الارض، الجدار الذي يوجد قيد البناء والوسائل الالكترونية التي يفترض أن تطلق الاخطارات عن جهات غير مرغوب فيها. فهذه ليست "عناصر تكتيكية" ولكن مهما كانت جيدة، فانها ترمي لان تكون الخيار الاخير عندما يكون المخربون يتواجدون على مسافة خطوة من اسرائيل.

طريقة احباط العملية قبل موعدها، او تشويشها على الاقل تتم في المكان الذي يكون فيه للجيش والمخابرات الاسرائيلية التفوق الاستخباري والهجومي – قطاع غزة. الحديث أمس يجسد هذه الطريقة. جمع المعلومات في القطاع والهجوم الدقيق. عمليتان مركبتان ولكن في ضوء سنوات التجربة الناجحة، أصبح الامر أداة عمل ناجعة ومثيرة للانطباع.

في الغالب، ثمة في ذلك ما يؤثر بشكل كبير على العملية المخطط لها. غير مرة، عندما صفي في القطاع مخربون مسؤولون عن الجانب التخطيطي للعملية، فان الامر أخرج الريح من أشرعة خلية التنفيذ. وفي كل الاحوال، لا أحد يلغي او يرفع الاخطار لان الرأس صفي. يواصلون المتابعة، واذا كانت الخلية تواصل العمل على الارض، فانه تكون هناك لا تزال قائمة تلك "العناصر التكتيكية" التي يمكنها أن توقف، تمنع أو على الاقل تقلص الضرر.

من لم يصادق على المس بمخططي عملية نتفيم، صادق أمس على تصفية عصام البطش، انطلاقا من الفهم بان هجوما في غزة يمكنه ان يمنع عملية على مسافة 200كم جنوبا، قرب ايلات. يحتمل أن يكون خلف القرار بالامتناع عن اطلاق النار قبل ثلاثة اشهر ونصف الشهر جملة اعتبارات أوسع. مثلا، أي رد فعل يمكن توقعه من المس برجال منظمة لجان المقاومة الشعبية وكيف سيؤثر الامر على الحياة في غلاف غزة وفي بلدات الجنوب في الساعات والايام التالية، مقابل المخاطرة المنخفضة نسبيا بالمس بمخرب لا ينتمي الى منظمة هامة في القطاع والمس به لن يؤدي الى جولة تصعيد خامسة في قطاع غزة هذه السنة.

على أي حال، كلما واصلت غزة تصعيد نشاطها في انتاج العمليات عبر سيناء، هكذا ستزداد نشاطات اسرائيل في المكان الذي يبدأ فيه كل شيء. على أمل أن هكذا ينتهي ايضا.