خبر افتتاحية القدس العربي: غارات على غزة.. اين الجامعة العربية؟

الساعة 06:20 ص|09 ديسمبر 2011

افتتاحية القدس العربي: غارات على غزة.. اين الجامعة العربية؟

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

 قالت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها اليوم إن اقدام طائرة إسرائيلية على اغتيال الشهيدين عصام وصبحي البطش بصاروخ استهدف سيارة كانا يستقلانها وسط مدينة غزة هو محاولة استفزازية متعمدة لتفجير الاوضاع في القطاع، ودفع حركات المقاومة للاقدام على ردود انتقامية تنهي الهدنة الهشة التي جرى التوصل اليها بوساطة من قبل السلطات المصرية في اعقاب انجاز صفقة تبادل الاسرى قبل شهرين.

اسرائيل تتهم عصام البطش احد القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة 'حماس' بانه يقف خلف العديد من العمليات التي جرى تنفيذها ضدها، ولكن هذا الاتهام اذا صح لا يبرر اغتياله بهذه الطريقة الدموية، وفي هذه الحالة تصبح عمليات اغتيال الجنرالات والجنود الاسرائيليين، والسياسيين الذين يصدرون لهم الاوامر بشن عدوان على الفلسطينيين في القطاع او الضفة اهدافا مشروعة، وليست عملا ارهابيا مثلما يقول الاسرائيليون ويردد خلفهم العالم الغربي اقوالهم هذه.

تضيف الصحيفة: عندما تكون هناك هدنة، وبضمانة الحكومة المصرية، فان الالتزام بهذه الهدنة هو موقف اخلاقي قبل ان يكون موقفا قانونيا، ولكن حكومة بنيامين نتنياهو لا تعرف الاخلاق، ولا تحترم القانون، وضعيا كان او الهيا.

الفلسطينيون الذين لا يشكلون دولة، ولا يعترف بسلطتهم أحد، ونحن نتحدث هنا عن حكومة حماس في القطاع، التزموا بهذه الهدنة، وحرصوا على وقف اطلاق الصواريخ بالطرق والوسائل كلها، لتجنب اغضاب الوسيط المصري اولا، ولعدم السقوط في المصيدة الاستفزازية الاسرائيلية، وهذا ضبط للنفس يحسب لهم في ظل ظروف الحصار الصعبة التي يكتوون بنارها.

وتتساءل الصحيفة، لا نعرف لماذا استأنف نتنياهو واجهزته الامنية والعسكرية الاغتيالات بهذه الطريقة الدموية البشعة، واختراق الهدنة المتفق عليها، وفي مثل هذا التوقيت، فهل يريد توتير الاوضاع لتبرير اجتياح جديد لقطاع غزة في اطار مخطط اسرائيلي لضرب ايران وحزب الله وربما سورية؟

وتجيب القدس العربي بأنه من الصعب الاجابة عن هذا السؤال، ولكن لا نعتقد ان مثل هذه الجريمة تأتي عفوية، وانما في اطار تصعيد محسوب، لان نتنياهو يدرك جيدا ان المجلس العسكري المصري الحاكم لا يمكن ان يقبل بمثل هذا الاحراج من قبل الاسرائيليين، لان علاقته مع حماس قوية اولا، ولانه يعتبر قطاع غزة جزءا لا يتجزأ من امن مصر القومي ثانيا، ولان الاسلاميين حلفاء حماس فازوا باكثر من ستين في المئة من الاصوات في الجولة الانتخابية البرلمانية المصرية ثالثا.

وتخلص الصحيفة إلى القول:  لا نعتقد ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا عاجلا لمواجهة هذا العدوان استجابة لنداءات حكومة 'حماس'، او ان يبادر من يقيم منهم علاقات مع اسرائيل على قطعها واغلاق سفاراته في تل ابيب على غرار ما فعلوا في سورية، ولذلك على ابناء قطاع غزة ان يضعوا هذا في حسبانهم قبل ان يوجهوا مثل هذه النداءات في المرة المقبلة، فارواح الفلسطينيين والعرب الذين لا ترضى عنهم امريكا باتت في ذيل اهتمامات جامعة الدول العربية ووزراء خارجيتها، هذا اذا كانت موجودة اساسا على هذه القائمة.