خبر قواعد نتنياهو -هآرتس

الساعة 11:55 ص|08 ديسمبر 2011

 

قواعد نتنياهو -هآرتس

بقلم: آري شبيط

        (المضمون: اذا بقي نتنياهو متمسكا بجبهته اليمينية الداخلية المتطرفة القومية الدينية فسيفقد قاعدة تأييده في الغرب في امريكا واوروبا، فعليه الاختيار - المصدر).

        المصطلح الرئيس في محيط رئيس الحكومة القريب هو القاعدة. ان هذا المصطلح السياسي الامريكي يتناول ذلك القطاع اليميني من السكان الذي ثبّت سلطة نتنياهو وضمن بقاءه. ان الاستراتيجية التي توجه بنيامين نتنياهو في السنين الثلاث الأخيرة هي استراتيجية أساسية تريد عدم فقدان القاعدة. بألا يُفعل أي فعل يجعل قائد الليكود يفقد تأييد القوميين أو المتدينين – القوميين أو الحريديين الذين أوصلوه الى ديوان رئيس الحكومة.

        وقد أثبتت استراتيجية القاعدة نفسها. فحتى حينما حاصرت فيالق سياسية معادية الحكومة، ضمنت القاعدة الصلبة لنتنياهو سلطة وطيدة. ولم ينجح أي فشل سياسي وأي فشل اجتماعي وأي عاصفة عامة في ضعضعة الحكومة الصلبة لليمين العلماني واليمين المتدين واليمين الحريدي.

        ولدولة اسرائيل ايضا قاعدة. قاعدة اسرائيل هي الغرب الديمقراطي. والغرب هو الذي انشأ اسرائيل من جهة تاريخية. والغرب هو الذي أيد اسرائيل من جهة سياسية. والغرب هو الذي منح اسرائيل قوتها العسكرية من جهة أمنية. والصلة القوية بالغرب هي التي مكّنت من انشاء اقتصاد اسرائيلي قوي حديث وزاهر من جهة اقتصادية. ان الغرب الديمقراطي هو الذي انشأ اسرائيل وهو الذي ضمن بقاءها. وحتى حينما حاصرتنا فيالق معادية دافعت عنا القاعدة الصلبة من تأييد الغرب. والحلف مع الولايات المتحدة واوروبا هو الذي حال دون نجاح أي فشل قياسي وأي اخفاق عسكري وأي عاصفة اقليمية ونجاحها في ضعضعة أسس الدولة اليهودية.

        الصورة في واشنطن هذا الاسبوع أكثر حدة مما كانت دائما: اسرائيل تخسر القاعدة. ان تأييد الغرب الديمقراطي الأساسي للدولة اليهودية الديمقراطية يتضعضع. ولم يعد الحديث عن براك اوباما فقط. وليس الحديث ايضا عن اليسار المتطرف أو عن يهود يكرهون أنفسهم. فأفاضل اصدقائنا ومستنيريهم أصبحوا عاجزين عن الرأي بالنسبة إلينا. فهم لا يفهمون عناد دولة كانت حكيمة ذات مرة بأن تبني في المستوطنات. وهم لا يفهمون بُخل دولة كانت ذات مرة سخية على الفلسطينيين المعتدلين. وهم لا يفهمون تشدد دولة كانت ذات مرة محنكة في العلاقة مع تركيا. وهم لا يفهمون الروح الرجعية السيئة التي تظهر من برلمان دولة كانت ذات مرة متقدمة ومستنيرة.

        ينظر الغرب الديمقراطي اليوم الى اسرائيل في دهشة وامتعاض. وهو يشعر بأن نتنياهو يتلاعب به وأن ائتلاف نتنياهو يمثل دولة قومية – حريدية لا يستطيع ان يؤيدها. وبسبب تمسك رئيس الحكومة بالقاعدة السياسية التي يقوم عليها، أخذت تضعف القاعدة الاستراتيجية التي تقوم عليها دولة اسرائيل.

        صحيح ان للغرب الديمقراطي نقاط ضعفه. فقد ضعف سياسيا وضعف اقتصاديا وتاه. فليست فيه القوة الاستعمارية والحكمة الاستعمارية التي كانت فيه في القرن العشرين. وهو ساذج في نظره الى الهبة العربية وضعيف في تناوله لحيازة ايران للذرة وهو جامد في شأن حل المشكلة الفلسطينية. ومع كل ذلك هذا هو الموجود وهذه هي جبهتنا الاستراتيجية الخلفية، فاذا فقدناها فلن يكون لنا بقاء.

        ستكون السنين التالية سنين حاسمة. ومهما يكن الأمر فان ايران ستعرض اسرائيل لتحدٍ لم يسبق له مثيل. ومهما يكن الأمر فان الثورة الاسلامية في العالم العربي تعرض اسرائيل لتحدٍ عظيم. ومهما يكن الأمر فان ازمة الاقتصاد العالمي ستعرض اسرائيل لتحدٍ غير سهل. وستكون اسرائيل محتاجة لتواجه هذه التحديات الثلاثة أكثر من ذي قبل الى القاعدة الصلبة من تأييد الغرب.

        لكن هذا التأييد لن يعطى لنا ما بقيت قيم اسرائيل هي القيم الظلامية لقاعدة نتنياهو القومية – الحريدية؛ وهكذا فان الاختيار الذي يتعرض له رئيس الحكومة حاد وواضح: إما القاعدة الاستراتيجية وإما القاعدة السياسية. إما واشنطن ونيويورك وإما كريات اربع. واذا اخطأ نتنياهو في الاختيار فانه سيتحمل مسؤولية تاريخية ثقيلة. وحينما تحين لحظة الامتحان ستكون اسرائيل المعزولة والمكروهة كريشة في مهب الريح.