خبر يديعوت: الفلسطينيون يفوزون على المستوطنين بالضربة القاضية

الساعة 07:00 ص|08 ديسمبر 2011

يديعوت: الفلسطينيون يفوزون على المستوطنين بالضربة القاضية

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

إليكم فكرة لبرنامج من المؤكد أن يحطم الأرقام القياسية لنسبة المشاهدة: خذوا مجموعة صحافيين وموظفين عامين من دولة أوروبية غير معادية لإسرائيل (ألمانيا مثلا) واعرضوا عليهم أفضل الرسائل والأمثلة البشرية الأكثر تأثيراً، والمواقع ذات الصلة الكبرى، مرة من الجانب الفلسطيني في "المناطق" ومرة من المستوطنين.

 

يستطيع الطرفان أن يأتيا بأفضل أوراق لعبهما، وان يبسطا الدعاوى من جميع الأنواع والأصناف وأن يؤديا جميع تمرينات الإقناع والدعاية التي طوراها. يوم لهذا ويوم لذاك. وفي الختام يُجرى تصويت بين مجموعة الاختبار ليُفحص بأيهما تأثرت أكثر. سيحصل الجانب الفائز على سيطرة مطلقة على "يهودا" و"السامرة" خلال المئة سنة القريبة.

 

في نهاية الأسبوع أجريت في المنطقة الخطة الرائدة تمهيداً للبث. إن صندوق بارتلسمان، الذي تملكه واحدة من دور نشر الكتب الكبرى في العالم، يجري في الـ 11 سنة الأخيرة برنامج لقاءات بين إعلاميين ومتحدثين ورجال أعمال وموظفي إدارة إسرائيليين وألمان. وخُصص اللقاء، هذا العام، للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. وقضى المشاركون يوماً واحداً مع ممثلين فلسطينيين كبار وشباب بارزين، وقضوا يوما آخر مع ممثلي مجلس "يشع" وكل من أرادوا أن يعرضوهم. لم يمكث المشاركون في قاعات مؤتمرات مضاءة بضوء النيون، بل جاءوا إلى ميادين الأحداث: المقاطعة وقبر عرفات والأحياء العربية حول القدس وبسغات زئيف وميغرون وارئيل.

 

تبجح كل طرف أو تمسكن بما اختار – الفلسطينيون بـ "حي الدبلوماسيين"، وهو شبه مرقب يشتمل على قرية فخمة بدأت تُبنى، وبشباب "هاي تيك" مبادرين ومشاركين، وبالنماء الاقتصادي لرام الله وبحياتهم الصعبة تحت الاحتلال. وتبجح المستوطنون بصناعة النبيذ المتطورة عندهم، وبالنضال القانوني العنيد لسكان ميغرون، وبقصص مستوطِنات زرق العيون يفضلن الأراضي الصخرية في عالي على اوهايو.

 

إن جزءا كبيرا من المشاركين الإسرائيليين جربوا ومروا بجولات كهذه، وكان الجزء المثير للاهتمام عندهم أن يروا رد المشاركين الألمان: من كان الأحسن استعدادا؟ ومن يفوز؟ ومن يحصل على المليون؟ وقدم الطرفان عرضا ممتازا وإن كان يبدو أن الإسرائيليين اجتهدوا أكثر، وكانوا أكثر حصافة وشحذا ومزودين بخرائط وألواح عرض ثلاثية الأبعاد. وأثار نفتالي بانت، المحارب الجريء من دورية هيئة القيادة العامة الذي أدار ديوان نتنياهو، تقديرا كبيراً، وبرغم أنه بات ثرياً بعد مشروع فخم، اختار أن يمضي متبعا قلبه، وأن يبذل حياته من أجل "يشع".

 

في السؤال الحاسم، من كان أكثر إقناعا، لا يترك استطلاع الرأي العرضي مكانا للشك: فالفلسطينيون فازوا بالضربة القاضية.

 

من المهم أن نذكر أن الحديث لا يدور عن جمهور معاد. فالمشاركون في مؤتمرات بارتلسمان يعرفون الإسرائيليين منذ سنين كثيرة، وفريق منهم شديدو التعاطف. يبدو أن الإخفاق المركزي كان نتاج قرار مفاجئ للمستوطنين، وهو أنهم لم يحاولوا أن يخفوا الجزء العقائدي – الديني لبرنامج عملهم. كان هناك بالطبع جميع الدعاوى المتعلقة بالشؤون الأمنية، وخصر دولة إسرائيل الضيق، "لكن"، كما قال بانت أثناء سفر ونظر إلى سفح جبل الخليل: "هذا لنا فوق كل شيء".

 

هذه الحماسة الدينية – القومية مرت من فوق رؤوس الألمان تماما. وصفت القناة السابعة في الحقيقة اللقاء بأنه نجاح يدير الرأس، لكن كل من يعرف الأوروبيين يعلم أنه في اللحظة التي يطلب فيها إنسان ملكية دولة لأن آباء آبائه سكنوا فيها قبل ثلاثة آلاف سنة، فانه يخسر مُحادثيه فورا. حقيقة أن المستوطنين ينجحون اليوم في تربية كروم وزيتون، كما في عصر الكتاب المقدس وتمتلئ أعينهم ببريق حالم حينما يصفون عصر الزيتون وقطف الثمار، لا تضيف شيئا في نظر الأجانب، بل بالعكس تماما. وقد خرج أكثرهم من نهاية الأسبوع هذا بشعور أن الحل لا يزال أبعد مما اعتقدوا.

 

من جهة ثانية أضاف أحد المشاركين الإسرائيليين انه يمكن ألا يكون المستوطنون، برغم أنهم بذلوا جهدا كبيراً للإقناع، قلقين حقا مما سيعتقد الأوروبيون أو يفعلون، ما بقيت حكومة إسرائيل تعطف عليهم والأكثرية من الشعب تؤيدهم.