خبر واقع المناطق -يديعوت

الساعة 09:00 ص|07 ديسمبر 2011

واقع المناطق -يديعوت

بقلم: رونين بيرغمان

رام الله – اليكم فكرة لبرنامج من المؤكد ان يحطم الارقام القياسية لنسبة المشاهدة: خذوا مجموعة صحفيين وموظفين عامين من دولة اوروبية غير معادية لاسرائيل (المانيا مثلا) واعرضوا عليهم أفضل الرسائل والامثلة البشرية الأكثر تأثيرا والمواقع ذات الصلة الكبرى مرة من الجانب الفلسطيني في المناطق ومرة من المستوطنين. يستطيع الطرفان ان يأتيا بأفضل أوراق لعبهما، وان يبسطا الدعاوى من جميع الأنواع والأصناف وأن يؤديا جميع تمرينات الاقناع والدعاية التي طوراها. يوم لهذا ويوم لذاك. وفي الختام يُجرى تصويت بين مجموعة الاختبار ليُفحص بأيهما تأثرت أكثر. ويحصل الجانب الفائز على سيطرة مطلقة على يهودا والسامرة للمئة سنة القريبة.

في نهاية الاسبوع أجريت في المنطقة الخطة الرائدة تمهيدا للبث. ان صندوق بارتلسمان الذي تملكه واحدة من دور نشر الكتب الكبرى في العالم، يجري في الـ 11 سنة الاخيرة برنامج لقاءات بين ناس اعلام ومتحدثين ورجال اعمال وموظفي ادارة اسرائيليين والمان. وخُصص اللقاء هذا العام للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وقد قضى المشاركون يوما واحدا مع ممثلين فلسطينيين كبار وشباب بارزين، وقضوا يوما آخر مع ممثلي مجلس "يشع" وكل من أرادوا ان يعرضوهم. لم يمكث المشاركون في قاعات مؤتمرات مضاءة بضوء النيون بل جاءوا الى ميادين الأحداث – المقاطعة وقبر عرفات والأحياء العربية حول القدس وبسغات زئيف وميغرون واريئيل.

تبجح كل طرف أو تمسكن في أي شيء اختار – الفلسطينيون بـ "حي الدبلوماسيين"، وهو شبه مرقب يشتمل على قرية فخمة أخذت تُبنى، وبشباب هاي تيك مبادرين ومشاركين، وبالنماء الاقتصادي لرام الله وبحياتهم الصعبة تحت الاحتلال. والمستوطنون – بصناعة النبيذ المتطورة عندهم، وبالنضال القانوني العنيد لسكان ميغرون وبقصص مستوطِنات زرق العيون يفضلن الاراضي الصخرية في عالي على اوهايو.

ان جزءا كبيرا من المشاركين الاسرائيليين قد جربوا ومروا بجولات كهذه، وكان الجزء المثير للاهتمام عندهم ان يروا رد المشاركين الالمان – من جاء أحسن استعدادا؟ ومن يفوز؟ ومن يحصل على المليون؟ وقدم الطرفان عرضا ممتازا وإن كان يبدو ان الاسرائيليين اجتهدوا أكثر وكانوا أكثر حصافة وشحذا ومزودين بخرائط وألواح عرض ثلاثية الأبعاد. وأثار نفتالي بانت، المحارب الجريء من دورية هيئة القيادة العامة الذي أدار ديوان نتنياهو، وبرغم أنه أثرى بعد مشروع فخم، اختار ان يمضي متبعا قلبه وان يبذل حياته من اجل "يشع"، أثار تقديرا كبيرا.

في السؤال الحاسم، من كان أكثر اقناعا لا يترك استطلاع الرأي العرضي مكانا للشك: فالفلسطينيون فازوا بالضربة القاضية.

من المهم ان نذكر ان ليس الحديث عن جمهور معاد. فالمشاركون في مؤتمرات بارتلسمان يعرفون الاسرائيليين منذ سنين كثيرة وفريق منهم شديدو العطف. يبدو ان الاخفاق المركزي كان نتاج قرار مفاجيء للمستوطنين وهو انهم لم يحاولوا ان يخفوا الجزء العقائدي – الديني لبرنامج عملهم. كان هناك بالطبع جميع الدعاوى المتعلقة بالشؤون الامنية وخصر دولة اسرائيل الضيق، "لكن"، كما قال بانت اثناء سفر ونظر الى سفح جبل الخليل، "هذا لنا فوق كل شيء".

هذه الحماسة الدينية – القومية مرت من فوق رؤوس الالمان تماما. وصفت القناة السابعة في الحقيقة اللقاء بأنه نجاح يدير الرأس، لكن كل من يعرف الاوروبيين يعلم انه في اللحظة التي يطلب فيها انسان ملكية دولة لأن آباء آبائه سكنوا فيها قبل ثلاثة آلاف سنة، فانه يخسر مُحادثيه فورا. ان حقيقة ان المستوطنين ينجحون اليوم في تربية كروم وزيتون كما في عصر الكتاب المقدس وتمتليء أعينهم ببريق حالم حينما يصفون عصر الزيتون وقطف الثمار، لا تضيف شيئا في نظر الاجانب بل بالعكس تماما. وقد خرج أكثرهم من نهاية الاسبوع هذا بشعور ان الحل ما يزال أبعد مما اعتقدوا.

من جهة ثانية. أضاف أحد المشاركين الاسرائيليين انه يمكن ألا يكون المستوطنون برغم انهم بذلوا جهدا كبيرا للاقناع، قلقين حقا مما سيعتقد الاوروبيون أو يفعلون، ما بقيت حكومة اسرائيل تعطف عليهم والاكثرية من الشعب تؤيدهم.