خبر الاخوان يجنون الثمار.. معاريف

الساعة 04:53 م|04 ديسمبر 2011

بقلم: عميت كوهين

(المضمون: احدى المهام الاولى للاسلاميين، حتى قبل فرض القوانين الدينية، هي تغيير طريقة الحكم ممنا سيؤدي الى رفع قوتهم الى الحد الاقصى. الاخوان المسلمون يريدون احلال نظام برلماني، بدلا من حكم رئاسي، وذلك كي يضمنوا بان تسمح اغلبيتهم المطلقة لهم بالعمل كما يشاؤون - المصدر).

مفاجأة كبرى لا توجد هنا. عندما بدأ كرسي مبارك يترنح كان هناك من توقع، ولعله صلى بان يكون شباب التحرير، المدمنون على التويتر، الفيس بوك واليو تيوب هم الذين سيسيطرون في مصر الجديدة. ولكن في الدولة التي ولدت الاخوان المسلمين، صدرت الاسلام السياسي الى كل العالم، كان واضحا ان ملايين المصريين سيختارون الشعار الذي كرره لهم الاخوان: الاسلام هو الحل. من اعتقد غير ذلك، فانه باع لنفسه الاوهام، ومن يعتقد أن الاسلاميين سيعرفون كيف يكبحوا جماح أنفسهم، ويعيشوا بانسجام مع الديمقراطية، مثلما يراها الغرب، يواصل ايهام نفسه.

احد المبادىء الاهم للاخوان المسلمين، على مدى عشرات السنين الذين قمعوا فيها واخرجوا عن القانون، كان تهيئة القلوب. زعماء الاخوان آمنوا بانه يجب اعداد الجمهور، ببطء ومنهاجية، لقبول قيم الاسلام. فبنوا المساجد، وزعوا الغذاء، منحوا الخدمات الطبية واجروا حملات قبيل كل سنة دراسية. في نهاية الاسبوع جبوا المردود وفازوا بانتصار جارف، كان معرفوا مسبقا.

نتائج الانتخابات، التي نشرت رسميا في نهاية الاسبوع، ليست نهائية بعد. طريقة الانتخابات الجديدة مضنية ومعقدة، وتتضمن ثلاث جولات. كل جولة تضم انتخابات نسبية وانتخابات مباشرة. وعليه فظاهرا النتائج الاخيرة يمكنها أن تعتبر تقريبا كعينة وليس كنتيجة حقيقية. ولكن من هذه النقطة فلاحقا انتهى اليقين ومصر دخلت في مرحلة مجهولة، يكتب فيها التاريخ كل يوم.

السؤال المركزي هو ماذا سيحصل في نهاية كانون الثاني، عندما تنتهي اخيرا الانتخابات للبرلمان ويبدأ الصراع الحقيقي، على صياغة الدستور المصري. على احد طرفي المتراس سيقف الاسلاميون، وفي الطرف الاخر قادة الجيش والقوى الاقتصادية التي من شأنها أن تكون الخاسر الاكبر من صعود الاسلام.

احدى المهام الاولى للاسلاميين، حتى قبل فرض القوانين الدينية، هي تغيير طريقة الحكم ممنا سيؤدي الى رفع قوتهم الى الحد الاقصى. الاخوان المسلمون يريدون احلال نظام برلماني، بدلا من حكم رئاسي، وذلك كي يضمنوا بان تسمح اغلبيتهم المطلقة لهم بالعمل كما يشاؤون. في برنامجهم السياسي يعدون بالابقاء على "الدولة المدنية". وفي نفس الوقت يوضحون بان الشريعة ستصبح مصدر تشريع الرئيس، الذي سيعنى بكل مجالات الحياة. وهم يعدون بالحقوق للاقلية القبطية، ولكن حسب قواعد الاسلام التي ترى في المسيحيين واليهود أبناء ذمة. أما عن المثليين فلا مجال للحديث.

صحيح حتى الان، عندما تكون الانتخابات لا تزال جارية، يحاول الاخوان المسلمون الحفاظ على الوقفة الرسمية. معقول الافتراض بان هكذا سيتصرفون ايضا في الاشهر الاولى من حكمهم. حماس أيضا، التي ترى نفسها جزءا لا يتجزأ من الاخوان المسلمين، تحرص على احداث التغيير التدريجي في انماط الحياة. ولكن من يبحث عن اقوال اوضح يمكنه أن يجدها لدى رجال التيار السلفي. عاصم عبد الماجد، من كبار منظمة الجماعة الاسلامية اعترف امس بان تعبير "الدولة المدنية" ملتبس. وقال: "نحن نريد لمصر ان تدار حسب قواعد الاسلام. الدولة المدنية هي دولة علمانية".

الاخوان المسلمين قد لا يقولون هذا – فهم أكثر اتزانا وبرغماتية – ولكن هذا هو الهدف الاستراتيجي للاسلام السياسي. يمكنهم ان يتلبثوا وان يتحلوا بالصبر، ولكنهم لن يغيروا الميل العام.