خبر الأفراح تتوالى..عائلات غزة تتسابق لتزويج بناتهن من المحررين

الساعة 10:00 ص|04 ديسمبر 2011

الأفراح تتوالى..عائلات غزة تتسابق لتزويج بناتهن من المحررين

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

يستعد عدد من الأسرى المحررين والذين أمضوا خلف القضبان الإسرائيلية عشرات السنين للاحتفال بالخطوبة والزفاف على فتيات من ، وسط تهافت من الأهالي لتزويج بناتهم من محررين وسط تفاخر كبير بالرغم من وجود تخوف بسيط لدى قليل منهم من تأثير سنوات السجون على نفسياتهم وتأثيرها على سلوكهم وحياتهم فيما بعد .

"فلسطين اليوم" استطلعت اراء العديد من الفتيات اللواتي  قررن وبتصميم كبير الارتباط بالأسرى المحررين , وتأكدهن بعد التقارب من الأسرى بعد الخطبة بأن قراراهن صائب وان الله قد حقق حلمهن بالارتباط بالأسرى الأبطال وتبديد العديد من المخاوف التي تم الحديث عنها من تأثير سنوات الاعتقال.

 

أماني أبو جلالة قالت لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم":" إنها وافقت على الارتباط بالأسير المحرر "محمد" من غزة بمجرد أن تقدم أهله لخطبتها ولم تتردد لحظة واحدة في التفكير أو الموافقة ، كونها تفخر به كأسير محرر قدم عمره هدية من أجل حرية شعبه ووطنه .

ثائر وحافظ للقرآن

وأوضحت أنها قبلت بالزواج من محمد بالرغم من أنه كان محكوما عليه بالسجن أربع مؤبدات و20 عاما إثر تنفيذه عملية في مدينة القدس المحتلة أدت إلى مقتل أربع مجندات إسرائيليات وجرح 7 آخرين .

وأشادت أماني بوطنية محمد زوج المستقبل ، مؤكدة أنه مثال للشاب المناضل والثائر الذي قدم حريته ثمنا ليعيش شعبه بكرامة وكان صبورا على فراق أهله وأحبته .

وأضافت:" خلال سنوات اعتقاله عاهدت نفسي على انتظاره حتى أخر يوم في عمري ، ولم تكن المؤبدات تعني لي شيئا ولم أفكر بها نهائيا ، وإنما كنت أمنح محمد الأمل في أن خروجه من السجن ليس مستحيلا ".

ولم تبدي أماني تخوفها من أن تكون ظروف السجن القاسية قد أثرت سلبيا على سلوكيات وتصرفات محمد ، موضحة أنه يحفظ القرآن الكريم إضافة إلى أنه يقوم بإعطاء دروس لغيره من الأسرى والمعتقلين .

فخورة جدا

أما الموظفة أمل أبو ندا والتي عقد قرانها منذ أسبوعين على الأسير المحرر غازي النمس ، فتقول :" إن من بين العوامل التي يسرت عليها اتخاذ قرار الموافقة على الارتباط به انه قضى أكثر من 25 عاما في سجون الاحتلال "، مؤكدة أنها ومنذ سماعها نبأ تحرير الأسرى رفعت يدها إلى السماء داعية الله أن يستجيب لها بأن يرزقها الزواج بأحدهم ، وفعلا حوَل الله حلمها إلى حقيقة .

وتوضح أمل أن سنوات السجن المريرة التي قضاها غازي لم تؤثر سلبيا على شخصيته ، قائلة": جلست مطولا معه وتفاجئت عندما وجدته يتمتع بشخصية مرحة جدا لم تتأثر كثيراً بالسجن ، كما أن أفكارنا متقاربة بالرغم من الفرق في السن بيننا "، مشيرة إلى أن فترة أسبوعين من الخطبة تقريبا أثبتت لها صحة قرارها وأن الأسر لم يؤثر عليه.

أمل وخلال حديثها لمراسلة "فلسطين اليوم "كانت تتحدث بلهفة وهي تقول:" أينما ذهبت أشعر بالفخر لارتباطي بأسير محرر ، هاتفي النقال لا يصمت برهة ، فجميع صديقاتي وقريباتي وأخواتي يتحدثن معي وهن يوصينني على خطيبي ، ويقلن لي كيف أتعامل معه كونه تذوق مرارة السجن والاعتقال ".

لا داعي للقلق

من جهتها أكدت سمر قرينة الأسير المحرر يحي السنوار أنها قبلت الزواج لاقتناعها به ، معربة عن سعادتها المطلقة للارتباط بقائد كبير لأن زواجها منه كان أكبر من طموحاتها التي تمنتها .

وذكرت سمر أنها تعرفت جيدا عليه قبل الارتباط به بشكل رسمي ، موضحة أن جميع مخاوفها التي كانت تضعها في بالها بشأن تأثير سنوات الاعتقال على شخصيته وسلوكه - تلاشت عقب سلسة الجلسات والزيارات بينهما .

وأعربت عن شعورها بالفخر والعزة عقب تلقيها التهاني والتبريكات من الأقارب والجيران والصديقات الذين هنئوها على ارتباطها برجل شريف عفيف ، الأمر الذي تتمناه كل فتاة طموحة في قطاع غزة.

يقول المثل "اللي بيصبر بينول" ويبدو هكذا الحال لدى الأسرى المحررين الذين قضوا معظم فترات حياتهم داخل أروقة السجون الإسرائيلية وذاقوا مرارة السجن والسجان ، ليمنحهم الله عز وجل هبة من عنده جزاء على صبرهم الذي صبروه .