خبر أرجوان.. حكاية « معاقة » من غزة مازالت تناضل من أجل البقاء!

الساعة 08:42 ص|04 ديسمبر 2011

أرجوان.. حكاية "معاقة" من غزة مازالت تناضل من أجل البقاء!

فلسطين اليوم – غزة(خاص)

بابتسامتها الرقيقة ومحياها البشوش وأمارات الخجل على وجنتيها كانت تجلس مثل زهرة الأرجوان التقيت بها داخل السيارة خلال عودتي إلى منزلي، كانت هادئة بطبيعة الحال فيما كانت تتكئ على عكازها في يدها لأكتشف في النهاية أنها تعاني "الإعاقة" التي تفرض علينا إيجاد لغة تواصل مع مثل هؤلاء الأفضل من الأصحاء أنفسهم..

 

رحلة المرض والإعاقة

"أرجوان حسونة" هذا هو اسمها ، ابتدأت حديثها بحمد الله وشكره على نعمته، أوضحت، أنها الابنة الكبرى بين6 أفراد من عائلتها, حيث أُصيبت بمرض الصفرة في طفولتها الأمر الذي أثَر على وضعها الصحي كثيراَ وغيَب أجهزة الحركة عن العمل بشكل كامل في بداية مرضها".

 

وأشارت إلى أنها أُصيبت بإعاقة مستديمة في ساقيها ويدها اليسرى عقب تلقيها جرعة العلاج اللازمة للخروج من المرض وكي يمكنها من العودة للوضع الطبيعي  وممارسة حياتها ".

 

لقد منح الله " أرجوان " صبراً عظيماً على الإعاقة فكانت القوة من الخالق العظيم هل الدافع لديها لتكمل حياتها بشكل طبيعي دون تعثر , حتى لا تؤثر إعاقتها على تعاملها مع نفسها والآخرين بالسلب.

 

وتؤكد أرجوان أنها أحبت مجال الصحافة والإعلام لكنها واجهت رفضاً عائلياً كبيراً بشأن ذلك بسبب إعاقتها, وأنه لن تجد عملاً مناسباً لوضعها الصحي أبداً, وذلك لطبيعة عمل الإعلامي والصحفي المحفولة بالمتاعب والمخاطر ومتطلبات العمل الخاصة بسرعة التنقل والحركة بين الأحداث ونقل الأخبار من هنا وهناك, وهذا عكس ما يمكن لها أن تقدمه بالعمل في ظل وضعها الصحي.

 

اختلاف

وأكدت أن الحياة الجامعية تحتاج للتنقل من مكان لآخر بحثاً عن العلم وتلقيه وأنها تختلف كثيراً عن حياة العمل بكل ما تحتويه , وبالرغم من تفوقها الدراسي بالجامعة على زميلاتها الأصحاء إلا أنها تعمل منذ أربع سنوات متواصلة في وزارة الداخلية انتهاءً بديوان الموظفين بغزة ".

 

وذكرت أنها توجهت لأكثر من مؤسسة إعلامية لكي تحصل على فرصة التدريب الميداني الذي يؤهلها للعمل بعد التخرج كما هو حال جميع الطالبات أثناء الدارسة الجامعية إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل, لأن أغلب المؤسسات كانت ترفض بشدة استقبال ذوى احتياجات الخاصة في برنامج التدريب الميداني.

 

قانون المعاقين معلق منذ 12 عاماً

بدوره، أكد عوني مطر المتحدث باسم الاتحاد العام للمعاقين بأن الهدف العام لحملة "الحلم الفلسطيني" هو إظهار عدالة قضية ذوي الإعاقة، وكذلك إيصال رسالة لجميع الأشخاص ذو الإعاقة ولشعوب العالم محليا وعربيا ودوليا بأن قضيتهم قضية واحدة وهي إقناع العالم أن لا شيء يقف أمام إرادة هذه الشريحة وان إرادتهم أقوى من إعاقتهم.

 

جاء ذلك خلال فعالية نظمها الاتحاد العام للمعاقين بعنوان حملة الحلم الفلسطيني في الحرم الجامعي لجامعة غزة بمناسبة ذكرى يوم المعاق العالمي الذي يصادف الثالث من ديسمبر من عل عام.

 

وأضاف مطر إن قانون المعاق الفلسطيني رقم 4 لعام 1999 م يشكل خطوة مهمة من سلسلة خطوات من اجل الرقي بواقع الأشخاص ذو الإعاقة ،و مازال قانون المعاق بين النظرية والتطبيق منذ أكثر من 12 عاما.

 

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قد أصدرت عدة تقارير ذكرت فيها بأن عدة الأشخاص ذوي الإعاقة بالعالم قد بلغ 600 مليون نسمة ويعيش 80% منهم في الدول النامية في ظروف صعبة، أما في البلاد العربية قد بلغ 40 مليون نسمة ومنهم 7% من سكان الأراضي الفلسطينية.

 

كما وجه مطر رسالة للحكومة والرئاسة الفلسطينية ولصانعي القرار وللفصائل ولمنظمة التحرير الفلسطينية بأنه قد حان الوقت بأن يضعوا قانون المعاق الفلسطيني على سلم الأولويات في الخطة المالية والخطة السياسية والاجتماعية، وخروج بطاقة المعاق للضوء وإلزام الوزارات بذلك.

 

حقوق المعاقين

 

وفي نظرة عن حقوق المعاقين، تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة إيمانها بحقوق الإنسان والحريات الأساسية وإعلان حقوق الطفل وخاصة حقوق المتخلفين عقلياً، وتنوه بأن إعلان التقدم والإنماء في المجال الاجتماعي نادى بضرورة حماية المعوقين مساعدتهم على إنماء قدراتهم في نشاطات المتنوعة، وإدماجهم في الحياة العادية.

 

ويقصد بكلمة المعاق " أي شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه بصورة كلية أو جزئية، ضرورات حياة الفردية أو الاجتماعية العادية، بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمانية أو العقلية.

 

ويتمتع المعوق بجميع الحقوق الواردة في الإعلان، دون أي استثناء، أو تمييز على أساس العنصر، اللون، الجنس، اللغة، الدين، رأي سياسي أو غير سياسي، الثروة، المولد، أو بسبب أي وضع آخر ينطبق على المعوق نفسه أو على أسرته.

 

ومازالت الحياة زاخرة بأمثلة مشرفة من ذوى الاحتياجات الخاصة التي تقوم بكسر حاجز الخوف الذي يرسمه المجتمع ويحول دون اختلاطهم بالمحيطين بهم، لتبقى أرجوان أنموذجاً لهذه الفئة التي استطاعت تحقيق مالم يحققه أصحاء آخرون.