خبر الجامعة العربية : من انطوني إيدن إلى هنري ليفي لفرض سايكس بيكو جديدة وتقسيم المقسم ..أكرم عبيد

الساعة 02:06 م|02 ديسمبر 2011

الجامعة العربية : من انطوني إيدن إلى هنري ليفي لفرض سايكس بيكو جديدة وتقسيم المقسم ..أكرم عبيد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       

لقد تأسست الجامعة العربية في ظل ظروف ذاتية وموضوعية صعبة ومعقدة وخاصة بعد خضوع معظم الأقاليم العربية للنفوذ الاستعماري في  النصف الأول من القرن التاسع عشر بعد ظهور عصر القوميات الذي شجع على ظهور الشعور القومي العربي بداية الحرب العالمية الثانية وتنامي التيار القومي الوحدوي العربي الذي أدرك بشكل مبكر أهمية الوحدة العربية وضرورة حشد كل الطاقات  والإمكانيات لمواجهة التحديات الاستعمارية  وفي مقدمتها اتفاقية سايكس بيكو التي مهدت الطريق لتقسيم الوطن العربي واصطنعت الحدود الوهمية بين أبنائه لتضمن تجسيد وعد بلفور المشئوم على ارض الواقع وتحقيق الحلم التوراتي ألتلمودي الخرافي الأسطوري المزيف في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين واحتلالها على حساب سكانها العرب الأصليين وتهديد الأمن القومي العربي بشكل جدي

لذلك كانت الفكرة الأساسية لإنشاء الجامعة العربية فكرة بريطانية خبيثة أطلقها وزير خارجيتها آن ذاك انطوني إيدن في خطابه الشهير بتاريخ 29 أيار عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية لرشوة الأنظمة العربية لكسب ودها من اجل خدمة الحرب لصالح دول التحالف الاستعماري الغربي في مواجهة دول المحور الذي يقوده النازيون الألمان

وعلى مدى هذا التاريخ مرت الأمة العربية بمخاطر جدية تتهدد الأمن القومي العربي  بعد فرض مؤامرة سايكس بيكو وإعلان قيام الكيان الصهيوني المصطنع  في فلسطين المحتلة عام 1948 بموجب وعد بلفور البريطاني المشئوم إلى العدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر عام 1956 وعدوان حزيران عام1967  إلى حرب تشرين التحريرية عام      1973 /  ومحاولة فرض الحرب الأهلية على لبنان ومحاولة تقسيمه عام 1975 لولا تدخل سورية في الوقت المناسب لحماية وحدة لبنان وشعبه بعدما دفعت الثمن غاليا من دماء أبنائها مرورا بتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية عام   1977 مع العدو الصهيوني وزرع بذور الانقسام العربي الذي أسس لاتفاقيات أوسلو ووادي عربة الخيانية ودعم ومساندة إعلان الحرب العراقية الإيرانية بعد انتصار الثورة عام 1979 مرورا باجتياح لبنان عام 1982 وسقوط العاصمة العربية الثانية بيروت بعد القدس إلى حربي الخليج الأولى والثانية مرورا بعهد الجاسوس عمر موسى والتواطؤ في احتلال العراق عام 2003 وعدوان تموز على لبنان عام 2006  الذي كشف عورة معظم أنظمة الردة العربية التي ساندت العدوان الصهيوأمريكي الذي استهدف المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله مروراً بعدوان الكانونين على قطاع غزة المحاصر نهاية العام 2008 بداية العام2009  وتشديد الحصار على سكانه بمشاركة النظام المصري المخلوع بقيادة حسني مبارك إلى سياسة الاستيطان والتهويد والمصادرة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس والمساس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية مرورا بتقسيم السودان بمباركة ومشاركة الجامعة العربية بالإضافة لتعاظم مشكلة دارفور وكردفان التي قد تقسم السودان من جديد ويصبح دويلات هزيلة  بمرجعيات أجنبية تقتنص الفرص المناسبة لنهب خيرات البلاد والعباد وثرواته النفطية

وبعد هزيمة المشاريع والمخططات الصهيوامريكية القديمة الجديدة وفي مقدمتها ما يسمى النظام الشرق أوسطي المزعوم تحت ضربات المقاومة الشعبية المسلحة من فلسطين إلى لبنان والعراق التي حققت انتصارات مهمة بدعم ومساندة كل شرفاء الأمة بقيادة سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وألحقت هزائم مذلة للاحتلال الصهيوأمريكي تسببت بانهيارات اقتصادية ومالية على الصعيد الداخلي انعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي وتسبب في زلزال جماهيري يتحرك لمواجهة لأنظمة الاحتكارية العالمية من وول ستريت في نيويورك إلى واشنطن ولندن وباريس إلى بروكسل وأثينا ومدريد وتل الربيع وغيرها للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان  التي يتشدق بها الغرب وحل مشكلة البطالة المتفاقمة بشكل متسارع مما دفع الأنظمة الأوروبية الغربية بقيادة الإدارة الأمريكية المتصهينة استثمار التحرك الشعبي العربي وركوب موجة ما يسمى الربيع العربي لتصدير أزمتها الداخلية للمنطقة بعد إشعال الحرائق للتغطية على هزائمها والبحث عن مصادر اقتصادية لتعويض خسائرها المالية بعد عقد الصفقات السياسة مع الإخوان المسلمين بدعم سياسي وتمويل خليجي لتسلم السلطة في معظم البلدان العربية لتحطيم المشروع القومي العربي على قاعدة حراسة المصالح الغربية في المنطقة العربية وحماية امن الكيان الصهيوني ومشاركته في نسيج المنطقة على قاعدة ما يسمى النظام الشرق أوسطي المتصهين الجديد

لذلك ليس غريبا ولا مستغربا تطبيق المشروع المعادي للعرب والعروبة إلى فعل ميداني على الأرض بعد تشرع العدوان الأطلسي على ليبيا بقرار من الجامعة العربية بالرغم من أنها عضو من أعضائها وهذه مخالفة صارخة لميثاق الجامعة  التي مهدت الطريق لإصدار قرار من مجلس الأمن بحجة فرض الحذر الجوي لحماية المدنين الذين تعرضوا للعدوان الأطلسي وتدمير البني التحتية والمجتمعية وقتلت حوالي مائة وعشرين ألف مواطن من الأبرياء بعد أكثر من ثلاثين ألف طلعة جوية لطائرات العدو أغارت على الجماهيرية واستهدفت المواطنين الأبرياء لتحقيق أهداف عملاء النيتو في إسقاط النظام وقتل قيادتها واقتسام الكعكة النفطية الليبية بينهم برعاية المجرم الصهيوني الفرنسي هنري ليفي الذي كان وما زال له اليد الطولى في دعم ومساندة معظم ما يسمى قوى المعارضة السورية الخارجية المشبوهة وتنظيم مؤتمراتها من مجلس اسطنبول إلى بروكسل باريس وغيرها  لإعادة فرض السيناريو الإجرامي الليبي على سورية من خلال الجامعة العربية مترافقا مع حملة إعلامية دولية محرضة على سورية بقيادة الجزيرة والعبرية بالإضافة لشيوخ الفتنة  وخاصة بعد إطلاق ما يسمى مبادرة مجلس التأمر الخليجي بجوهرها ومضمونها الصهيوأمريكي وعرضها على مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عدل في نصوصها المشبوهة فوافقت عليها سورية بالرغم من الثغرات القاتلة فقطعت الطريق على المتربصين بها لكن أسيادهم الأمريكان لم ترق لهم هذه الموافقة التي أزعجتهم فضغطت على عملائها الصغار في مستعمرات الخليج المتعاونة مع الرأس التركي السلجوقي المريض للخروج على المبادرة واغتيالها وقطع الطريق على الموافقة السورية لتقيدهم في برتوكول مصمم بمقاييس ومفاهيم صهيوامريكية لمصادرة القرار السيادي السوري المستقل والتدخل المباشر في الشئون الداخلية السورية دون السماح للدولة بالتدخل أو التنسيق في أجندة  المراقبين وتحركاتهم على الأراضي السورية معتقدين ومتوهمين أنهم سيحولون سورية إلى عراق أخر بعد دخول لجان الجواسيس الدولية لكل مكان للعراق دون رقيب أو حسيب لكن الرد السوري كان لهم بالمرصاد بالرفض القاطع لهذا البروتوكول الصهيوأمريكي بالرغم من فرض عقوبات اقتصادية على سورية وحصارها لمعاقبة الشعب العربي السوري ومحاربته بلقمة عيشة وهذا ما يثبت بالدليل القطع أن الجامعة العربية تحولت لأداة متصهينه متورطة في إعلان الحرب على سورية لتدويل الأزمة وتشريع العدوان الغربي وقد ترافقت قرارات الجامعة  الإجرامية التي استهدفت الشعب العربي السوري الذي يتشدقون بحمايته في سابقة لم تشهد الجامعة  العربية مثيلا لها ترافقت مع عقوبات اقتصادية اتخذها الرأس التركي المريض المتورط في المؤامرة الصهيوامريكية مقابل إطلاق يد النظام الاردغاني في ذبح الشعب الكردي الذي يطالب بحقوقه الإنسانية في حكم إداري ذاتي  ومحاولة كسب ود الأنظمة الأوروبية لدول الاتحاد الأوروبي متجاهلين أن سورية بلد الاكتفاء الذاتي ويملك من الأوراق والأسواق ما يؤهله لتحويل هذا الحصار لحبر لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به وخاصة أن الشعب العربي السوري يمتلك من الخبرة والتجربة الكثير في مواجهة العقوبات والحصار الغربي

وفي هذا السياق لابد أن نتوجه باسم كل شرفاء باسما آيات التقدير والاحترام للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة مرشد الثورة سماحة الإمام القائد علي الخمنائي الذي اصدر فتواه الشهيرة اليوم بشراء كل المنتجات السورية بالعملة الصعبة  بينما الأشقياء من أنظمة الردة العربية تعلن الحرب الاقتصادية على سورية الصمود وقلب الأمة العربي النابض وكلنا يعلم أن العدو الصهيوأمريكي وعملائه الصغار في المنطقة وفي مقدمتهم النظام المصري ومجلس التأمر الخليجي فرضوا حصارا قاتلا على شعبنا في قطاع غزة المقاوم لكسر إرادته الصمودية المقاومة لكنهم فشلوا بالرغم من استخدام العدوان العسكري المباشر حوالي ثلاث وعشرين يوما من الفصول الإجرامية الدامية واستخدام الأسلحة الأمريكية المحرمة دوليا وغير المحرمة ولم يحققوا أهدافهم بالرغم من الإمكانيات المتواضعة لشعبنا الفلسطيني المقاوم في قطاع عزة المحاصر والذي صمد أمام آلة الحرب والعدوان والطغيان في ظل تواطؤ أنظمة الردة والتخاذل فما بالكم بالشعب العربي السوري المقاوم وجيشه الباسل الذي توحد اليوم أكثر  من أي وقت مضى حول قيادته التاريخية بقيادة الزعيم العربي الكبير بشار الأسد والذي سيحطم كل أشكال المؤامرة على صخرة صموده الأسطورية وينتقل مباشرة لاستكمال مسيرة الحوار الوطني الشامل بعيدا عن جامعة  الذل العربية وبمشاركة ورعاية الأصدقاء والأشقاء الحقيقيين من شخصيات عربية وإسلامية مقاومة وتحررية عالمية لضمان نجاح مسيرة الإصلاح لتخرج سورية من الأزمة أكثر قوة وإصرارا على التمسك بثوابتها الوطنية والقومية والتحول لنموذج ديمقراطي حر يحتذي به على الصعيدين العربي والعالمي

 وفي كل الأحوال لقد ظهرت جامعة الذل العربية على  حقيقتها اليوم بعدما تجاوزت كل أنظمتها وميثاقها بشكل صارخ لتتحول إلى أداة صهيوامريكية لتشريع العدوان الخارجي على أعضائها برعاية المجرم الصهيوني الفرنسي هنري ليفي وفي مقدمتهم سورية العضو المؤسس لهذه الجامعة التي خرجت حتى على اسمها لتشرع العدوان الخارجي على شعوبها وتفرض عليها العقوبات الجماعية لخدمة أعداء الأمة بعدما تحول مجلس التأمر الخليجي لمخلب قط صهيوامريكي يهدد أعضائها ويفرض عليهم التصويت على القرارات الإجرامية خوفا من يأتي الدور عليهم كما قال الياهو بن جاشيم لوزير خارجية الجزائر

وهذا ما يؤكد أن جامعة الدول العربية التي دخلت عامها السادس والستين من الصهيوني البريطاني انطوني إيدن إلى الصهيوني الفرنسي هنري ليفي مازالت تمثل مصالح الأنظمة وليس مصالح الشعوب العربية وإرادتها الصمودية المقاومة وطموحاتها الوحدوية الإستراتيجية

وبالرغم من ذلك فالجامعة العربية اليوم إطار عربي أطلقت مشيخات الخليج المستعمرة الرصاصة الأخيرة على رأسها لتغتالها بعدما أكلت أعضائها ليبحث شرفاء الأمة عن جامعة شعبية عربية تمثل مصالح الأمة وتحمي انتمائها وهويتها وكرامتها وأمنها القومي العربي المهدد بشكل جدي من العدو الغربي بقيادة الإدارة  الصهيوامريكية الاستعمارية الجديدة القديمة وفي مقدمتها النظام الشرق أوسطي الصهيوني الجديد .

[email protected]