خبر السعوديون ضاقوا ذرعا بالإخوان المسلمين- إسرائيل اليوم

الساعة 01:53 م|02 ديسمبر 2011

السعوديون ضاقوا ذرعا بالإخوان المسلمين- إسرائيل اليوم

في السنة التي تلت 11 ايلول جرى على معاملة السعوديين للاخوان المسلمين تغير كبير. ففي 2002 قال وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف ابن عبد العزيز، الكلام التالي: "منحنا هذه المنظمة تأييدا كبيرا جدا. الاخوان المسلمون دمروا العالم العربي".

هذه الملاحظة ذات أهمية. ففي هذه السنة علا نايف في هرمية الأسرة المالكة السعودية وأصبح ولي العهد الآن. واذا أخذنا في الحسبان ان الملك عبد الله في السابعة والثمانين من عمره فمن المعقول ان نفترض ان يصبح نايف الملك التالي. ان معارضة نايف للاخوان المسلمين مفاجئة في ضوء التاريخ السعودي. ففي الستينيات اضطهد رئيس مصر جمال عبد الناصر الاخوان المسلمين. وفي تلك السنين حصل نشطاء المنظمة على لجوء سياسي في العربية السعودية. وأراد السعوديون آنذاك تعزيز المنظمة في مواجهة الناصرية والاشتراكية العربية.

منح السعوديون الاخوان المسلمين الذين جاءوا الى بلادهم عملا في جهاز التربية ومنظمات صدقتهم العالمية التي نشروا بواسطتها النظرية الوهابية للاسلام السني. وقد أصبح محمد قطب من مصر، شقيق سيد قطب، وعبد الله عزام من "الاخوان" في الاردن محاضرين في جامعة الملك في جدة. وكان بين الطلاب طالب سعودي اسمه اسامة ابن لادن.

برز بين منظمات الصدقة المجمع العالمي للشباب المسلمين الذي كان ايضا قناة لنقل المال الى حماس.

زادت في المدة الاخيرة العلامات على أن التحالف بين السلطة السعودية والاخوان المسلمين قد بلغ نهايته. فقد أبلغت الـ "سي.ان.ان" في كانون الثاني ان العربية السعودية تحقق في كيفية استعمال المنظمة لاموال تبرعات سعودية كي توسع تأثيرها في دول اسلامية. وفحص السعوديون ايضا كيف يصل مال المنظمة الى القاعدة.

أبلغت صحيفة "الحياة" هذا العام ان وزير التربية السعودي أخرج من المكتبات الكتب المتطرفة لحسن البنا الذي أسس الاخوان المسلمين، وسيد قطب. وفي هذا اشارة اخرى الى ان السعوديين يريدون ان يميزوا أنفسهم عن حلفائهم القدماء.

ان السعوديين في واقع الامر ربطوا بين عقيدة "الاخوان" وازدياد قوة الارهاب العالمي. ففي 2005 زعم وزير تربية الكويت السابق فوق صفحات صحيفة "الشرق الاوسط" التي هي لمالك سعودي، ان مؤسسي أكثر المنظمات الارهابية الحديثة في الشرق الاوسط جاءوا من "نواة" الاخوان المسلمين. بعد ذلك بسنتين كتب حسين خاشقجي في الصحيفة "ان المنظمة الى اليوم لم تأت بشيء سوى التطرف والاختلافات والافراط، وبسفك الدماء والقتل في حالات مخصوصة ايضا".

في المدة الاخيرة أسمى صحفي سعودي آخر "الربيع العربي" أسماه "ربيع الاخوان المسلمين". واذا أخذنا في الحسبان التوجه السعودي في السنين الاخيرة فلا عجب من أنهم يقودون معارضة الثورات. فقد منحوا رئيس تونس المخلوع ابن علي لجوءا ويرفضون تسليمه. ويفهم السعوديون جهود الايرانيين لتوسيع تأثير الاخوان المسلمين. والرد السعودي يعطي مثلا على انه لا يمكن ان تُشمل الاتجاهات الاسلامية في العالم العربي اليوم تحت تعريف واحد وأنه توجد تحت السطح عداوات وفروق عميقة بين الاخوان المسلمين والدول التي كانت حتى اليوم حليفاتهم القربى.