خبر في اليوم التالي للانتخابات التاريخية-هآرتس

الساعة 10:03 ص|01 ديسمبر 2011

في اليوم التالي للانتخابات التاريخية-هآرتس

بقلم: آنشل بابر

 (المضمون: المصريون يستعيدون الثقة بأمل التغيير من خلال الانتخابات رغم أن بعضهم لا يزال يشك بان النتيجة قد يقررها المجلس العسكري مثلما كان يفعل النظام السابق - المصدر).

المجلس العسكري الاعلى، الذي قرر الانتخابات وبعث بالجنود لحماية صناديق الاقتراع، أعلن مع اغلاق الصناديق بان اكثر من 70 في المائة من اصحاب حق الاقتراع مارسوا حقهم في التصويت. وفي اليوم الثاني من الانتخابات كانت شكاوى من نقاط خلل ومحاولات رشوة. ولكن خلافا لليوم الاول، الذي كان فيه حشر شديد في صناديق الاقتراع واضطر العديد من المواطنين الى انتظار ساعات طويلة للدخول الى الصناديق، فان عملية التصويت في اليوم الثاني كانت أكثر هدوءا بكثير.

في محطة التصويت في حي الزمالك في حي القاهرة، تيار هزيل من المقترعين مر في الشارع المجاور للمدرسة المحلية حيث وقف في اليوم الاول الالاف. نديم حامد، طالب عمارة، وزع صور أبيه، طبيب محلي، يتنافس كمرشح مستقل في الانتخابات. وقال حامد انه تقريبا كل من يؤمن في الانتخابات جاء للتصويت. وقال ان "50 في المائة من المقترعين المسجلين هنا جاءوا في اليوم الثاني، ولكن الكثيرين مقتنعون بان الجيش في كل الاحوال سيقرر النتائج مثلما فعل الحكم في الماضي، وبالتالي لا معنى للتصويت".

وعلى حد قوله، كمراقب في صندوق الاقتراع، أخذ الانطباع بان الامور تجري قانونيا. "في البداية كانت مشكلة مع النماذج ولكن هذا سرعان ما سوي. في الليل، ختمت الصناديق بالشمع كي لا يدخل احد أي بطاقة"، قال حامد واضاف ان "المشكلة الوحيدة ان الجميع يتجاوزون القانون ويوزعون الدعاية بجوار صناديق الاقتراع. أنا أفعل هذا الان ايضا لاني رأيت الجميع يتجاوزون القانون. خلف الشارع يقف أحمد ويحيى، صديقان استؤجرا بثمن 400 جنيه مصري لليوم كي يوزعوا مواد دعائية. أحمد يوزع مواد حزب الوفد بينما يحيى يوزع للمارة صور مرشح مستقل آخر.

في حي السيدة زينب الفقير كانت حركة أكثر يقظة للمقترعين، وحول صندوق الاقتراع بدا حضور شديد لنشطاء حزب العدالة والحرية للاخوان المسلمين. ومع ذلك، في مقهى صغير، في شارع مجاور، يشرح بعض الرجال لماذا لن يصوتوا في أي حال لحزب اسلامي. يقول سعدي كامل انه "حتى ثورة كانون الثاني كان عندي كل اسبوع مئات الزبائن"، وكامل هو سائق باص صغير للسياح، "في الشهر القادم سيكون لي 45 فقط".

كامل على وعي بان أحداث الثورة العنيفة هربت السياح ولكنه يؤيد الثورة ويقول: "يجب التقدم هنا نحو الديمقراطية. ولكن اذا صعد الاخوان المسلمون الى الحكم في اعقاب الانتخابات، فلن نرى هنا سياحا على الاطلاق". وعلى حد قوله، فانه يصوت لحزب المصريين الاحرار، لانه يعتقد بانه معني بالعلاقات المصرية مع العالم. صديق كامل، مجدي جوالي، مرشد سياحي يقول انه "في العالم يرون في التلفزيون ما يحصل في مصر، واذا ما آمنوا بان الاستقرار يعود الى هنا وانه يوجد تقدم نحو الديمقراطية، فسيعود السياح بجموعهم. اما اذا كانت هنا حكومة اسلامية فانهم سيجدون مقاصد سياحية اخرى".

السياحة ليست فقط واحدا من مصادر الدخل الخارجية الاساس لمصر، نحو 12 مليار دولار في 2010 بل هي أيضا رب عمل لاكثر من مليون مصري وتسمح للطبقات المتدنية، دون تعليم اكاديمي، بتحسين حالتهم الاقتصادية بشكل دراماتيك. السنة الحالية كان يفترض بها ان تكون سنة ذروة مع 14 مليون سائح، ولكن اضطرابات التحرير أدت الى الغاءات واسعة.

ناصر عبد صالح، نائب مدير كازينو سيوم ستار في القاهرة يقول ان "الكازينوهات فارغة ليلة إثر ليلة. في السنة الماضية كان الوضع مكتظا. الاسلاميون ببساطة سيغلقونها جميعها، هذا اذا لم نفلس قبل ذلك". صالح صوت للوفد، حزب ليبرالي قديم استأنف في السنوات الاخيرة نشاطه. وأجمل قائلا: "نحن الان نحتاج الى اناس مجربين ويؤمنون بالديمقراطية على حد سواء".

ليس واضحا اذا كان للاخوان المسلمين ما يخشونه من معارضة عاملي فرع السياحة، ولكن بالتأكيد يخيل أنه في الايام الاخيرة فقدوا التأييد في أوساط العديد من المقترعين، الذين خاب أملهم من قرار الحركة عدم تأييد المظاهرات الاخيرة في ميدان التحرير خشية أن يؤدي الامر الى تأجيل الانتخابات. العديد من المتظاهرين، الذين تحدثوا الاسبوع الماضي عن أنهم يعتزمون مقاطعة الانتخابات غيروا رأيهم وتوجهوا الى التصويت. "رأينا كم هو الشعب متحمس من الاحتمال الطفيف من أنه قد يكون ممكنا تغيير شيء ما هنا"، يقول خالد ريناوي، طالب ادارة شارك في المظاهرات الاخيرة، "قررنا بانه يجب محاولة هزم المجلس العسكري والاخوان المسلمين وتوجهنا للتصويت".