خبر جيش الحاخامين- هآرتس

الساعة 09:49 ص|01 ديسمبر 2011

جيش الحاخامين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        قرار القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي سحب تقرير لجنة سيغف، التي أوصت بانتهاج المساواة بين الرجال والنساء في الجيش الاسرائيلي (عاموس هرئيل، "هآرتس" أمس)، هو مرحلة اخرى مثيرة للحفيظة في استسلام الجيش لمجموعة دينية متطرفة من الحاخامين والضباط.

        خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي هي الرمز الاكثر وضوحا للرسمية العلمانية في اسرائيل. حق النساء في الخدمة في الجيش الاسرائيلي بمساواة كاملة واستنفاد قدراتهن، كفاءاتهن وتطلعاتهن الشخصية في كل المناصب المفتوحة امام الرجال ينبع بشكل طبيعي من حقيقة ان القانون يلزمهن بالتجند، كالرجال.

        المجتمع الاسرائيلي اجتاز في العشرين سنة الاخيرة سياقات تغيير دراماتيكية في كل ما يتعلق بمكانة النساء بشكل عام وبمكانة النساء في الجيش بشكل خاص. من الصعب حتى ان نتذكر الايام التي ما قبل قانون منع التحرش الجنسي، الذي يطبق بعناية خاصة في الجيش الاسرائيلي أو قبل قضية الياس ميلر في محكمة العدل العليا، حين أجبرت المحكمة الجيش بفتح الوحدات المختارة والادوار القتالية امام النساء. الموظفة "الحلوة"، التي قدمت القهوة وتعرضت للتحرش بصمت، تنتمي الى الماضي غير اللامع للجيش الاسرائيلي. وبدلا منها تخدم الان طيارات، خبيرات متفجرات، مرشدات قتاليات، ضابطات استخبارات وتنصت، وغيرهن.

        السبيل الى الانخراط المناسب للنساء في المنظومة العسكرية لم يكتمل، ولكنهن الان يصطدمن بحاجز مبادر اليه، في أعقاب ضغط من مجموعة سياسية، معنية بجر الجيش والمجتمع باسره الى ما وراء جبال الظلام. هذا الحاجز ينضم الى سلسلة افعال مخجلة، تطرد النساء الى الزاوية المظلمة، تسكت صوتهن وتلقي بوصمة بشعة على خدمتهن. هذه الافعال، التي تسمى باللغة النقية "استبعاد النساء" تقف على نقيض حاد مع الحقوق الاساس لكل مواطن.      ولكن هذه ليست اهانة لذاتها؛ خلفها توجد نية. الحاخامون يريدون ان تمل النساء الخدمة العسكرية وان يفضلن التملص من الخدمة. وعندما بالمقابل يسحب الحاخامون العسكريون بفظاظة البساط من تحت أقدام ضباط التعليم وقيمهم "العلمانية" ويحث اليمين قانون "الحصانة من غناء النساء في الجيش الاسرائيلي"، واضح أن الهدف هو تحويل الجيش الاسرائيلي الى جيش "يهودي" رجولي، نقي ومغلق حسب الشريعة. ليس جيش الشعب بعد اليوم بل جيش الحاخامين.