خبر موظفو غزة لشركة الكهرباء: كفاكم خصماً من رواتبنا

الساعة 11:27 ص|29 نوفمبر 2011

موظفو غزة لشركة الكهرباء: كفاكم خصماً من رواتبنا

فلسطين اليوم -غزة

ظن أهالي قطاع غزة أنه وبمجرد أن أقرت الحكومتان الفلسطينيتان في غزة والضفة خصم 170 شيكلاً من رواتب كافة الموظفين، فإن أزمة الكهرباء ستنتهي وبلا رجعة، إلا أن الأزمة مازالت مستمرة، بل زادت في الايام الأخيرة، حيث بلغت ساعات الانقطاع أكثر من ثمانية ساعات يومياً.

وأثارت أزمة الكهرباء الأخيرة حفيظة الموظفين الذين يرون أن الخصم من رواتبهم لم يحل المشكلة، مطالبين شركة الكهرباء بالكف عن هذه الخصومات.

 

وتعد مشكلة الكهرباء قديمة متجددة سببتها قوات الاحتلال عندما قننت كمية السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة مما ادى لحدوث خلل في عمل محطة التوليد الوحيدة في القطاع.

 

ويزداد الأمر سوءاً في ظل الأجواء الباردة والأمطار في غزة، حيث أن ذلك يرفع من عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي, الأمر الذي يجد استياء كبيرا من المواطنين.

 

استمرار الأزمة

 

وبدا الموظف أبو توفيق (40 عاما) أكثر غضباً من غيره لسببين الأول الإجراءات الروتينية المملة داخل مقر شركة الكهرباء، والآخر لاستمرار الأزمة رغم الاستقطاعات الكبيرة من رواتب الموظفين، متهما الشركة بالتعامل بمبدأ "الخيار الفقوس" في المناطق المختلفة.

 

وقال لـ"فلسطين اليوم" :" ما يثير غضبي عدم التزام الشركة بالمواعيد الخاصة ببرنامج القطع ، فمن المعروف مثلا أن التيار الكهربائي يقطع من الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا ويعود من الساعة الثالثة وحتى العاشرة ليلاً، لكن ما يحدث أن الشركة تقطعها في السادسة صباحا، وتعيدها في الرابعة عصرا وتعود لتقطعها قبل أن تصبح الساعة العاشرة بنصف ساعة، مؤكداً أنها شركة متلاعبة بأعصاب المواطن بالدرجة الأولى.

 

بينما اعترض الموظف أبو محمد على آلية الخصم المتبعة من قبل الشركة، مؤكداً أن تأمين وصول التيار لمنزله يكلفه أكثر من 550 شيكلاً شهريا رغم أن استهلاكه للكهرباء لا يتعدى 150 شيكلاً في أسوأ الظروف.

 

وتساءل ابو محمد عن جدوى  الخصومات في ظل استمرار الأزمة، مطالبا الحكومة بإجبار شركة الكهرباء على تقديم خدماتها على كامل وجه خاصة، "فهم من أعطوا القرار بتنفيذ الخصم".

 

غير مقتصرة

 

في حين تقول الموظفة أم خالد "32 عاما " أنها لا زالت تعاني من مشكلة الكهرباء رغم استقطاع جزء من راتبها وراتب زوجها لصالح الشركة، مبينة ان معاناتها غير مقتصرة على انقطاع الكهرباء فقط بل أن انقطاع المياه يضاعف الأزمة أيضا.

 

وتضيف لـ"فلسطين اليوم" : أتمنى أن تعيد الشركة النظر في توزيع التيار بشكل عادل بين مدن وأحياء القطاع.

 

الاحتلال السبب

 

من جهته كشف المهندس كنعان عبيد رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية أسباب الانقطاع المتكرر للكهرباء في قطاع غزة، مبينا أن ذلك يعود إلى  زيادة الطلب على الكهرباء بسبب موجة البرد واستخدام المواطنين الاجهزة الكهربائية في التدفئة وتسخين المياه.

 

وقال عبيد في تصريح سابق :" خلال فصلي الصيف والشتاء تزداد الأحمال على الكهرباء بينما تخف خلال الخريف والربيع, وهو ما يفسر تحسن الكهرباء خلال الفترة السابقة", منوهاً الى ان الشركة ستسمر في توزيع الكهرباء على المواطنين بحسب الجدول السابق خلال فصل الشتاء.

 

وأضاف رئيس سلطة الطاقة :" كما أن خط البحر الذي تمده (اسرائيل) بالكهرباء بشكل مباشر مازال متعطلا منذ اسبوع والقطع داخل الخط الأخضر، والشركة في انتظار رد الشركة (الاسرائيلية) للبدء بأعمال الصيانة"، موضحا أن الشركة تعمل على توزيع الأحمال بشكل منتظم لحين انتهاء أعمال الصيانة للخط المقطوع نهائياً.

 

وحول خصم 170 شيكلاً من رواتب الموظفين والسخط الذي يبدونه تجاه أزمة الكهرباء، أوضح مدير العلاقات العامة بشركة الكهرباء جمال الدردساوي أن حكومة رام الله لم تقم حتى الآن بإرسال "قيد المقاصة" التي شملت خصومات الموظفين لتتمكن الشركة من احتساب ما تم خصمه في قيمة الفاتورة.

 

وطالب في تصريح سابق حكومة رام الله بإرسال المقاصة لمعالجة قضية الخصم بالصورة المطلوبة خاصة وان هناك كثيراً من المواطنين ملتزمون بالدفع، وكثيرين منهم مستأجرون مجبرون على الدفع لصاحب العقار ويخصم من رواتبهم على غرار الآخرين.