خبر ليس للمميزين فقط -هآرتس

الساعة 09:32 ص|29 نوفمبر 2011

ليس للمميزين فقط -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لا ريب أن مدير المركز الطبي شيبا، البروفيسور زئيف روتشتاين، لا يشعر كم لاذعة كانت البرقية التي كتبها لعاملي المركز في نهاية الاسبوع الماضي. تلك البرقية التي تباهى فيها في أنه أرفق فريقا كبيرا لرئيس شركة تيفع السابق ايلي هورفتس في أيامه الاخيرة، و "استعد لعلاج خاص" له، كما هو متبع "دوما في حالات مشابهة".

        دون الدخول في تفاصيل الجدال المؤسف الدائر بين ابنة هورفتس الراحل وبين ادارة المستشفى ودون معرفة اذا كان هورفتس قد حظي بالفعل، على حد قول روتشتاين، بعناية متفانية جدا أم ربما، على حد قول الابنة، اهمل، حقيقة أن مدير مستشفى يرى في تفضيل مرضى شهيرين وذوي نفوذ موضوعا عاديا، مقلقة ومثيرة للحفيظة. هذا التفضيل، الذي يعترف مسؤولون كثيرون في الجهاز الطبي به عمليا بالفم المليء، هو مدماك آخر في المبنى المشوه للطب الخاص الذي ينمو بسرعة داخل الجهاز العام وعلى حسابه.

        محق روتشتاين بقوله ان هورفتس كان "شخصا خاصا وقيميا". ويشهد على ذلك طلبه، الذي حرص روتشتاين نفسه على اقتباسه في أن يعنون به مثلما بكل شخص آخر، وذلك لانه "شخص عادي". هذا الطلب يعبر جيدا عن الفهم، وبموجبه يفترض بالطب العام أن يتعامل مع كل مريض حسب احتياجاته ووضعه، وليس حسب كرسيه أو جيبه.

        في ضوء أزمة المستشفيات، النقص في الاطباء، بالممرضات وفي الاسرة، في كل تكريس للوقت والانتباه الخاصين لمريض مفضل يخلق ظلما فوريا، يعبر عن استهتار خطير بالقيم الانسانية. مكان الاعتبار الطبي المهني تحتله اعتبارات غريبة كالعلاقات مع المال والحكم ومحاولة اعجاب عائلة المميزين، بينما المريض "العادي" يدحر الى هامش سلم الاولويات – الامر الذي من شأنه أن يكلفه صحته وحياته.

        ظاهرة المحسوبية ليست جديدة ومن الصعب القضاء عليها، والطب الخاص للاغنياء بات منذ الان حقيقة. على رجال الجهاز الذين يخافون على صورته المستقبلية أن يفعلوا كل ما في وسعهم كي لا تصفي هاتان الظاهرتان المستنكرتان ما تبقى من الجهاز الطبي العام الاسرائيلي الطيب.