خبر خيار مصر -هآرتس

الساعة 09:13 ص|28 نوفمبر 2011

خيار مصر -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الجولة الاولى من الانتخابات للبرلمان المصري، والتي تبدأ اليوم، هي المنتج الديمقراطي الاول للثورة. وبصفتها هذه، فانها تضع تحديا تاريخيا أمام الجمهور المصري، الذي تربى على مدى عشرات السنين على رؤية الانتخابات كذخر سلطوي وليس كسوط جماهيري أو وسيلة لبناء النظام كما يشاء.

        مواطنو مصر لا يحتاجون الى درس في الديمقراطية او في القيم الليبرالية. فمصر قبل  ثورة الضباط، التي اوقعت عليها سلسلة من الدكتاتوريين عرفت ما هو الخطاب الجماهيري الواسع، ما هي القيم الليبرالية، ومفكروها عرفوا كيف يديرون كفاحات قيمية وليس فقط سياسية. ثورة 2011 تعتمد على هذا الوعي التاريخي، الذي يستمد الان قوته من الاعتراف بقوة الجمهور وبواجب اخضاع الحكم، كل حكم الى هذه الارادة. المواطنون المصريون جديرون بالتحية والتمنيات بنجاحهم هذا، وبكل مساعدة لشق طريقهم نحو دولة ديمقراطية تصمم حسب ارادة مواطنيها.

        هذا التحول الهائل يثير بطبيعة الحال مخاوف شديدة ايضا. فهل انتخاب لحكم سيمر بهدوء حتى انتخاب الرئيس في حزيران؟ هل الهزيمة التي ستتكبدها حركات عديدة في الانتخابات لن تثير صراعات عنيفة؟ كيف سينجح النظام الجديد في بلورة خطة اقتصادية تلبي الاحتياجات العاجلة لمصر وتمنع عنها الانهيار قبل أن تبدأ طريقها الجديد، وماذا ستكون السياسة الخارجية للنظام الجديد؟

        هذه مخاوف مشروعة، ولكن من السابق لاوانه ومن الزائد الحديث في عرض التهديدات ومظاهر الرعب. في اسرائيل، وفي أماكن اخرى، نشأ قلق من الاخوان المسلمين، ولكن ليس غنيا عن البيان القول ان حركات اليسار العلمانية المصرية ترى في اسرائيل دولة احتلال ايضا. الموقف من اسرائيل ليس منوطا بالضرورة بالفهم الديني بل بفهم الظلم الذي تحيقه اسرائيل بالمحتلين.

        سيكون هذا، بالتالي، مثابة ذر الرماد في العيون ان نعزو للاخوان المسلمين او الاسلام بشكل عام التغيير في الموقف من اسرائيل. على اسرائيل أن تعترف في ان الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة يتغير، ومن الافضل ان تدرس كيف تكيف سياستها مع التغيير بدلا من التذمر من مجرد التغيير.