خبر تبادل الاتهامات بين فتح وحماس بشأن تواصل الاعتقالات

الساعة 06:46 ص|28 نوفمبر 2011

تبادل الاتهامات بين فتح وحماس بشأن تواصل الاعتقالات

فلسطين اليوم-القدس العربي

تبادلت حركتا فتح وحماس يوم أمس الاتهامات حول قيام الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بممارسة عمليات اعتقال سياسي، وذلك بعد أيام من اتفاق أبرم في القاهرة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على إنهاء هذا الملف.

وقالت حركة حماس في بيان لها فصلت فيه عمليات الاعتقال والملاحقة لعناصرها في الضفة الغربية من قبل أجهزة الأمن هناك الموالية لحركة فتح، ان تلك الأجهزة انتهكت منذ لقاء عباس ومشعل بتاريخ الرابع والعشرين من الشهر الجاري وحتى صباح أمس الأحد، عدة مرات الاتفاق.

وذكرت أن تلك الأجهزة قامت باعتقال أربعة من ناشطيها، إضافة إلى إرسالها استدعاءات للتحقيق لتسعة آخرين، علاوة عن قيامها بفصل سبعة موظفين على خلفية الانتماء السياسي.

وشرحت حماس في البيان أماكن سكن ووظائف عناصرها الذين تعرضوا للاعتقال على أيدي أجهزة الأمن بالضفة.

وكان كل من الرئيس عباس وخالد مشعل اتفقا عقب لقائهما في القاهرة قبل أيام على إنهاء ملف الاعتقال السياسي بالكامل، بما يشمل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة وغزة، إذ يمثل هذا الملف معضلة أمام إتمام عملية المصالحة الكاملة.

وفي قطاع غزة اتهمت حركة فتح أجهزة الأمن الموالية لحركة حماس باعتقال عدد من عناصرها.

وقالت الحركة ان هذه الأجهزة اعتقلت أربعة من قيادات منظمة الشبيبة الفتحاوية في القطاع، ونددت الحركة بعملية اعتقال تشنها اجهزة حماس بحق عناصر الشبيبة وقياداتها في شتى أنحاء القطاع'.

وقالت منظمة الشبيبة ان هذه الممارسات 'تتناقض وأجواء المصالحة، وان ممارسات حماس على الأرض تتنافى والحرص على إنجاح المصالحة'، مطالبة حماس بـ'الإفراج الفوري عن المعتقلين'.

وتقول حركة حماس ان العشرات من أنصارها معتقلون في سجون بالضفة الغربية، وان بعضهم معتقل منذ أشهر طويلة، وقدمت في أوقات سابقة قوائم بنحو 300 معتقل.

إلى ذلك، قال الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفدها في حوار المصالحة، ان حركته قدمت لحركة حماس قائمة تشمل 47 عضوا من كوادرها المعتقلين في سجون غزة، تمهيدا للإفراج عنهم طبقا لاتفاق المصالحة الذي تم تفعيله خلال اللقاء الأخير بين الرئيس عباس ومشعل بالقاهرة.

وكان كل من الرئيس عباس ومشعل أكدا عقب لقائهما في القاهرة على أنه تم فتح صفحة جديدة من العلاقات الفلسطينية قائمة على الشراكة.

وقال مشعل عقب اللقاء ان حركته 'ستعمل جاهدة على ترجمة نتائج هذا الاتفاق على أرض الواقع'، وعبر عن أمله في أن تتهيأ الأجواء لذلك.

وأكد وجود 'روح إيجابية وجديّة' لدى الحركتين تجاه إنهاء كل ملفات الخلاف والانقسام.

إلى ذلك، أكد مسؤولون من حركتي فتح وحماس وشخصيات مستقلة خلال لقاء جمعهم بغزة على ضرورة السرعة في تنفيذ اتفاق المصالحة، خاصة بعد الأجواء الإيجابية التي خلقها لقاء الرئيس عباس ومشعل.

وفي سياق الحديث عن تطورات ملف المصالحة عقب لقاء المصالحة الماضي في القاهرة، انتقد القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل الدعوة التي وجهتها 'لجنة دستور الدولة الفلسطينية'، المشكلة بقرار من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، إلى اجتماع لها اليوم الاثنين في كل من رام الله وغزة وعمان، تمهيدا لتشكيل 'لجنة الصياغة'، التي ستتولى صياغة مسودة دستور دولة فلسطين.

واعتبر القيادي في حماس هذه الدعوة 'عملاً منافيا للمصالحة ومنغصا لها'.

وقال في تصريح صحافي نشره موقع 'المركز الفلسطيني للإعلام' التابع لحماس، ان قيادة منظمة التحرير مدعوة إلى 'الالتزام بروح المصالحة، والانتظار حتى تشكيل القيادة الفلسطينية المؤقتة، لترى ما يمكن فعله بهذا الخصوص'.

وأضاف 'نحن عندما جلسنا واتفقنا في القاهرة على المصالحة، اتفقنا على إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تقوم هذه القيادة على الشراكة، أي الشراكة في تحمل المسؤولية والشراكة في اتخاذ القرار وصياغة الدساتير والأنظمة المنظمة لعمل مؤسساتنا'، مشيرا إلى أن 'اللعب بهذه الكلمات وبالاستناد إلى المصالحة استباقا لأية قيادة موحدة غير مقبول'.

وأكد أن الأصل هو أن يتم الانتظار حتى تشكيل القيادة الفلسطينية، من خلال الإطار المؤقت، ثم من خلال الانتخابات التي ستفرز قيادة ستعمل على صياغة القوانين واللوائح والدساتير.

وقال 'أما استباق الأحداث وتوزيع الأحلام، فهذه تصريحات منغصة ومتناقضة مع روح المصالحة، وأن أي دساتير او لوائح يجب أن توضع برؤية موحدة'.

وسبق أن نفى مسؤولون من الحركتين أن يكون قد اتفق خلال لقاء الرئيس عباس بمشعل على تأجيل تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية إلى ما بعد إجراء الانتخابات.

وقال عزام الأحمد رئيس وفد فتح لحوار المصالحة، 'من غير الوارد على الإطلاق أن تجرى الانتخابات إلا في ظل حكومة واحدة لأن الحكومة الواحدة تؤكد وحدة الوطن وإنهاء الانقسام'.

وأكد أن ما تردد عن إمكانية التوجه لإجراء الانتخابات في شهر ايار (مايو) من دون تشكيل حكومة توافق جديدة 'لا أساس له من الصحة'، وأكد أن هذا يعد 'إشاعات تستهدف محاولة تخريب الاتفاق ووضع العراقيل أمام تنفيذ بنود المصالحة'.

وأشار إلى أن اجتماعاً سيعقد بين حركتي فتح وحماس في 18 من الشهر المقبل لبحث موضوع تشكيل الحكومة.

ومن المقرر أن يلي هذا اللقاء اجتماع موسع تشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية.

وينص اتفاق القاهرة للمصالحة على تشكيل حكومة توافق من شخصيات مستقلة، إلا أن خلاف فتح وحماس على شخصية رئيس هذه الحكومة أخر تشكيلها منذ ايار (مايو) الماضي.