خبر كيف يتم تجنيد الجواسيس من قبل السي أي ايه!

الساعة 10:22 ص|27 نوفمبر 2011

كيف يتم تجنيد الجواسيس من قبل السي أي ايه!

فلسطين اليوم-رام الله

تبعاً للتحقيقات التي جرت مع الشبكات الصهيونية والأميركية، أمكن على صعيد تجنيد المخبرين من قبل جهاز الـ"سي أي أي" تحديداً، استخلاص الآتي:

أولاً/كيفية التجنيد

تتشابه الأساليب الأميركية، وأبرزها الآتي:

أولا: فئة تعرض نفسها على الأميركيين ويمكن أن تُقبل أو تُرفض.

ثانياً: فئة تطلب فيزا لدخول الأراضي الأميركية فتدرس ملفاتها وتستدعى للقسم القنصلي (الأمني) وهناك يتم إخضاع البعض لعملية ابتزاز للحصول على الفيزا أو سواها.

ثالثاً: فئة تتصل بها السفارة الأميركية مباشرة وتعرض أعمالاً مشتركة تحت واجهات تبدأ تجارية أو إعلامية أو اجتماعية أو بيئية الخ... وتتطور تدريجاً إلى علاقة سياسية ـ أمنية.

رابعاً: فئة لم يحتج الأميركيون إلى واجهة مموهة للصلة بهم، بل دخلوا معهم في صلب "الموضوع" مباشرة، وباسم الـ"سي أي أي".

ثانياً/ الاستهدافات

يمتلك الأميركيون ما يعتبرونه أغنى "بنك معلومات" في العالم. ومن خلاله يستثمرون في الأمن والسياسة والاقتصاد، وليست محطة لبنان معزولة عن المحطة المركزية وباقي المحطات في العالم، لجهة الاستهدافات التقليدية، التي تندرج تحت عنوان محاربة كل ما يمكن أن يشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي، ولكن تمتلك كل محطة خصوصية معينة تبعاً للبيئة التي تعمل ضمنها، وهذا الأمر يسري على المحطة اللبنانية، التي انخرطت بعد الحادي عشر من أيلول في معركة محاربة الإرهاب العالمي(تحديداً ملاحقة مجموعات "القاعدة")، وعدا عن أهداف أخرى، فإن "القيمة المضافة" لهذه المحطة تكمن في تركيزها على الاستعلام عن حركات المقاومة ضد إسرائيل (لبنانية وفلسطينية )سواء على صعيد المراكز الحساسة والسرية وخطط المقاومة وبنيتها العسكرية واللوجستية والتنظيمية (قيادات المقاومة الوسطية والعليا)، فضلا عن مؤازرة العمليات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية (نموذج الدور الذي لعبته الشبكات الأميركية في لبنان إبان حرب تموز 2006).

ثالثاً/التدرج في العلاقة مع العملاء بعد تجنيدهم

ـ يخضع العميل أولاً لاستجواب هو عبارة عن مقابلة شخصية يجريها معه "خبراء" في المحطة (بعضهم من الذين يدرسون علم النفس). يملأ العميل استمارة تفصيلية بعد تقييم يؤكد قابليته وأهليته.

يوضع العميل ضمن برنامج تأهيل، وفي هذه المرحلة المفصلية، يكلف بجمع معلومات عن أهداف معروفة لدى الأميركيين ولكن يجري التأكد من معلوماته ومطابقتها مع تلك الموجودة لمعرفة ما اذا كان صالحاً للعمل أم لا، أو أن يكون "مدفوعا" للعمل من أجل اختراق الجهاز في بيروت أو سواه.

ـ يؤدي التدرج في العلاقة مع العميل الى وضعه ضمن "مرحلة تحديد برنامج"، وتشمل إقامة برنامج تدريبي على وسائل جمع المعلومات وكيفية حفظها وإرسالها وآلية الصلة الفورية (العاجلة) ولها آليتها، والدورية (كل أسبوعين أو ثلاثة أو أكثر وكلمة السر المتفق عليها والأماكن ووسيلة الاتصال وكل ما يتصل بعملية الانتقال والتمويه والتأكد من عدم لفت الانتباه .. الخ).

بعد هذه المرحلة، تصبح العلاقة أكثر تقدماً، ويتوسع عمل كل من يقدم خدمات أكثر فائدة ويوضع في الوقت نفسه ضمن برنامج للتدرج الاستخباراتي تبعاً للفاعلية والإنتاجية.

رابعاً/ أنواع العملاء

يمكن القول إن هناك نوعين من العملاء، الأول يدعى "العميل الجغرافي" الذي يعمل ضمن بقعة جغرافية معينة (الجنوب أو بيروت أو دمشق أو صيدا أو البقاع .. الخ) والثاني، "عميل موضعي" ويعمل ضمن اختصاص معين (موضوع "حزب الله"، "التيار الوطني الحر"، الحركات الإسلامية، الأحزاب اليسارية، الصحافة، الخ....).

يتبين من خلال هذه العناوين أن البرنامج الأميركي يتطابق إلى حد كبير مع البرنامج الإسرائيلي، لا بل أن ثمة من يقول إن البرنامجين يكملان بعضهما البعض وإن ما عجز عنه الإسرائيلي، تكفل به الأميركي، خاصة بعد أن تكشف للإسرائيليين، إبان حرب تموز عدم فعالية بنك الأهداف الذي استخدموه كله ولم يتمكنوا بواسطته من اعتقال أو قتل أي من كوادر المقاومة طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً.

ماذا قدم التسريب الأميركي؟

من الواضح أن هذا التسريب أثبت صحة استنتاجات المقاومة بأن السفارة الأميركية كانت وما تزال تشكل بؤرة تجسسية على الأرض اللبنانية، والأنكى من ذلك أن عملها لا يحتاج الى تمويه أحياناً، بدليل أن معظم الاجتماعات مع المخبرين والمجندين تعقد في "المبنى الرقم 2" في عوكر أو في بعض المقاهي والمطاعم الواقعة ضمن بقعة جغرافية يسهل انتقال ضباط السفارة منها وإليها، لأسباب أمنية بحتة.

واللافت للانتباه أن الضباط الأميركيين يتنقلون أيضاً ضمن مواكب دبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية، مستفيدين من الحصانة الدبلوماسية التي توفرها الحكومة اللبنانية لهم ولغيرهم من البعثات الدبلوماسية العاملة على الأراضي اللبنانية.