خبر هل تُخلّص إيران رئيس الحكومة- هآارتس

الساعة 09:21 ص|27 نوفمبر 2011

هل تُخلّص إيران رئيس الحكومة- هآارتس

بقلم: أمير أورن

ان اجراءين قضائيين – عامين يتجهان آخر الامر الى المقاضاة والحساب قد يزعزعان في كانون الثاني 2012 الجهاز السياسي ربما الى درجة اسقاط الحكم: مراقب الدولة ميخا لندنشتراوس في مواجهة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قضية كارثة حريق الكرمل، والمستشار القانوني للحكومة يهودا فنشتاين في مواجهة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي يقوم من فوقه تقريبا لائحة اتهام بقضايا تبييض مال واحتيال واخلال بثقة والحصول على شيء في ظروف مريبة ومضايقة شاهد.

سيجهد نتنياهو ووزير المالية يوفال شتاينيتس ووزير الداخلية ايلي يشاي في الاسابيع القريبة جدا، عبثا كما يبدو من اجل تليين "الكتاب الابيض" للندنشتراوس، وهو مجلد ثخين لمسودة تقرير لاذع عن نصيبهم في الحادثة التي كلفت حياة 44 اسرائيليا. وسيريدون محامو ليبرمان في اللقاءات في 18 كانون الاول وفي الـ 25 منه، أن يستلوا من أكمامهم ورقة مدهشة ليقنعوا فنشتاين بأن يتراجع عن نية الاتهام الذي يوجب ترك الحكومة ويهدد بقاءها.

للندنشتراوس، وهو من سكان حيفا وكان في الماضي رئيس المحكمة اللوائية هناك (وقد مثل المحامي فنشتاين ورجال شرطة احترقوا في الكارثة أمامه أكثر من مرة)، تناول عقلاني وعاطفي معا لكارثة الكرمل. فقد شاهد من بيته المطل على الكرمل في العام الماضي حرشا أخذ يجف بحرارة الصيف الطويل، ويشهد مع ذلك جفاف وثائق انتقاده التي عابت اختلالات في الاستعداد لاطفاء الحريق وحذرت من الآتي. ان رد العائلات الثكلى ولا سيما عائلة ضابطي الشرطة المتقاعدين زئيف ايفن حن وحاييم كلاين، والد توباز ايفن حن كلاين وحميها، جعل الدموع تنسكب من عيون أكثر العاملين في مكتب المراقب خبرة.

ستكون في تقرير الكرمل تفصيلات مثيرة كثيرة لكن عنوانه الساحق سيشير الى مسؤولية المسؤولين الكبار الذين سيصفهم المراقب بأنهم يرأسون الرتب العليا. وهم في مستوى التنفيذ ضباط الشرطة والسجون واجهزة اطفاء الحريق وناس الكيرن كييمت الذين استقال كثيرون منهم اعمالهم منذ ذلك الحين. ستُلذع الكلمات جلودهم لكن لذعها العملي سيكون ضئيلا. وليس الامر كذلك في شأن نتنياهو ووزرائه. فالمراقب سينسب اليهم "مسؤولية خاصة" ثقيلة وجوهرية من "المسؤولية المكتبية"، غير الشخصية، التي حاولت لجنة اغرينات ان تُشذ غولدا مئير وموشيه ديان بواسطتها عن عقوبة ضباط الجيش والاستخبارات بعد حرب يوم الغفران. ستكون هذه تركة لندنشتراوس.

ان المسؤولية الخاصة ستتحدى الثقافة السياسية في اسرائيل: لأنه اذا وجدت صلاحية ووجد عشرات من الضحايا – عبثا، فما هي المسؤولية وما هو التعبير عن تحملها. ان وزير المالية الذي تحمل صلاحية تأخير نقل الميزانية الى وزارة الداخلية برغم قرار من الحكومة وبتعليلات يرفضها المراقب؛ ووزير الداخلية الذي ألح وراسل لكنه لم يستعمل قوته السياسية للتهديد بحل الحكومة اذا لم يتم ترتيب قضية وصفها هو نفسه بأنها "كارثة"؛ وفوق الجميع رئيس الحكومة – كلهم سيُدعون الى تقديم كشف حساب. نتنياهو يستعين بالمستشارة القانونية لديوانه، شلوميت برنياع – بارغو. ووكل شتاينيتس ويشاي محامين خاصين.

ان نشر التقرير سيجدد الدعوات الى انشاء لجنة تحقيق رسمية ربما بمبادرة نتنياهو هذه المرة وهو الذي فضل في الجولة السابقة مراقبا على لجنة ويريد الآن ان يكسب وقتا (ويأمل ان يؤلف الرئيس القادم للمحكمة العليا، آشر غرونس، لجنة مريحة للحكومة). اذا رفض نتنياهو الاستقالة فسيجب على فنشتاين ان يبت أمر هل وكيف يحميه من استئنافات الى المحكمة العليا وكيف يرد على دعاوى ايفن – حن وكلاين التي تدعو الى أمر الشرطة بتحقيق جنائي معه.

يستطيع فنشتاين ان يعفي ليبرمان الذي يستطيع ان يعفي نتنياهو. ولا يستطيع لندنشتراوس ان يعفي نتنياهو. هذه مسؤولية الجمهور ومنتخبيه. لكن نتنياهو ليس عاجزا: فهو دائما يستطيع ان يقصف ايران.