خبر أمور نسيناها عندما تنازعنا- يديعوت

الساعة 09:19 ص|27 نوفمبر 2011

أمور نسيناها عندما تنازعنا- يديعوت

بقلم: بامبي شيلغ

في بداية الاسبوع الماضي أقر التعديل على قانون التشهير في الكنيست بكامل هيئتها. لاول مرة منذ زمن بعيد التقت على مقعد المعارضين شخصيات من الصهيونية الدينية والعالم اليميني القيمي مع خصوم دائمين من اليسار الايديولوجي، ورأت بعيون تعبة كيف أن اسرائيل تفقد قيمها الاساس: الصحافة الحرة.

لكثير من السنين استمر الجدال على مستقبل المناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب الايام الستة وأصبح مريرا جدا لدرجة ان الشركاء الايديولوجيين المركزيين في حلف الصهيونية لم ينتبهوا الى أن الدولة التي أقاموها بالدم، العرق والدموع ببساطة تتسرب من بين ايديهم. على مدى أكثر من أربعين سنة لم يتحدث الخصوم الالداء اولئك تقريبا عن أي شيء آخر. الحرب على مصير مناطق يهودا والسامرة وغزة أصبحت حربا بين بني النور وبني الظلام. لم تكن مواضيع اخرى ولم يأخذ الطرفان أسرى. لم يكن أي شيء آخر مهم.

في هذه السنوات الـ 44 تمزق المجتمع الى شطرين، وذوو القيم في المعسكرين الصقريين اتفقوا على عقد تحالفات سياسية رهيبة فقط كي لا يحظى "هم" بنقاط التفوق. وهكذا، ضمن امور اخرى، بيعت الحاخامية الرئيسة بالتصفية للقوى الاكثر تطرفا في الوسط الاصولي، ومصير النساء والمهاجرين اصبح مسألة غير ذات صلة من ناحية سياسية. هكذا أصبحت المحكمة العليا مؤسسة ليس لها أساسا الا لونا واحدا. وهكذا مثلا، أقر مؤخرا مشروع قانون ينقل الى أصحاب امتياز خاصين ادارة كل الحدائق الوطنية، المشروع الذي لم يولد الا لكي يتم نقل ادارة الحديقة الوطنية اياها الى جمعية "مدينة داوود".

وهذه بالطبع ليست سوى ثلاثة من جملة النماذج الهاذية التي ترتبط برباط المؤامرة، غير القابل للفكاك، بين الموضوع السياسي والمواضيع التي لا تتعلق به على الاطلاق.

النموذج الاكثر دراماتيكية هو الاحتجاج الاجتماعي. على مدى كل اشهر الصيف همست أوساط الجمهور الديني بان الاحتجاج هو مبادرة سرية من "الصندوق الجديد لاسرائيل"، وهدفها الاساس هو اسقاط اليمين من الحكم. وحسب هذا المنطق المسيطر، فان اسرائيل يمكنها أن تحطم كل أجهزة العدالة الاجتماعية فيها وذلك لان المسألة الاساس ليست اذا كانت الدولة تدار بعدالة وبشفافية، المسألة هي اذا كان الناس الذين يقودون الاحتجاج الاجتماعي قد أيدوا فك الارتباط أم عارضوه.

وفجأة وقف هذا الاسبوع الخصوم الالداء معا مرة اخرى، ورأوا كيف أن الدولة تغرق في مستواها القيمي والثقافي. كيف حصل أننا ندمر أسس الوجود التي اقيمت دولة اسرائيل عليها فقط لاننا تنازعنا بجنون وبعمى حقيقي.

مستقبل مناطق يهودا والسامرة والمكانة المستقبلية للقدس هما مسألتان وطنيتان ثقيلتا الوزن ولكنهما ليستا الوحيدتين. ثمة أمور اخرى لم نتحدث عنها في السنوات الاخيرة. حان الوقت لان نعيد من جديد نسج الحلف الصهيوني بين تلك الاجزاء في عالم اليمين، اليسار والوسط ممن توجد بينهم توافقات قيمية عديدة. لا يمكن الموافقة على الطريق التي تقاد فيه الدولة اليوم: في أيدي قوى سلم قيمها ليس واضحا، على أقل تقدير. الصراع المشترك ضد تعديل قانون التشهير يثبت أن الامر ممكن حقا.