خبر محمود السعدي.. سجون السلطة تتوج معاناة عائلته

الساعة 02:06 م|25 نوفمبر 2011

محمود السعدي.. سجون السلطة تتوج معاناة عائلته

فلسطين اليوم- جنين

كما كل العائلات المقاومة ترقب عائلة السعدي إعلان تشييع الانقسام والاعتقال السياسي لتدخل الفرحة التي عاشت على أمل تحقيقها، فعائلة السعدي واحدة من أهم العائلات الفلسطينية التي قدمت من فلذاتها شهداء وأسرى وجرحى في سبيل تحرير الأرض واستعادة الوطن.

 

وترقب العائلة التي ضربت أروع الأمثلة في الصبر والفداء نتائج لقاء المصالحة لتعيد ابتسامة طال غيابها بعودة ابنها الشيخ محمود السعدي الى منزله وبين أهله.

 

مقاومته واعتقاله..

 

وللسعدي، وهو صهر القيادي البارز الشيخ السعدي مشوار حافل حيث طاردته قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى لانتمائه، كما اعتقل مرتين؛ الأولى خلال معركة مخيم جنين في نيسان 2002 وقضى 30 شهرا ، وبعد عدة أشهر من الإفراج عنه أعادت قوات الاحتلال ملاحقته حيث اعتقل في عملية خاصة، وبعد تحقيق عسكري معه استمر مدة 4 شهور، أصدرت محكمة عسكرية حكماً بسجنه 42 شهرا.

 

أسرة شهداء وأسرى

 

وتشير الإحصاءات إلى عدد كبير من الشهداء والأسرى الذين قدمتهم عائلة السعدي، فمحمود له شقيقان استشهدا خلال الانتفاضة هما عثمان وسعيد، بالإضافة إلى أبناء شقيقته ابراهيم وعبد الكريم نجلا الشيخ بسام السعدي ابن عمه .

 

وتفيد الإحصائيات أن أكثر من 15 شهيداً وأكثر من 25 أسيراً وعشرات الجرحى قدمتهم عائلة السعدي ومازالت تقدم دفاعاً عن أرض الوطن، وممن تم اعتقالهم الشيخ بسام السعدي وابنه عز الدين وشقيقه غسان وأبناء أشقائه ربيع وعبد الرحمن قاسم السعدي بالاضافة إلى المحررة "قاهرة السعدي وغيرهم .

 

ظلم ذوي القربى

 

وعلى الرغم من جسامة التضحيات التي قدمتها العائلة، إلا أن ذلك لم يحل دون قيام أجهزة أمن السلطة بزيادة معاناتها، فاعتقلت محمود السعدي منتصف شهر أيلول الماضي الذي يقضي في سجون السلطة دونما تحديد مدة لحكمه أو الإفراج عنه.

 

ونالت العائلة نصيبها من عذابات الأجهزة الأمنية حيث لاحقت أبناءها واعتقلت عدداً منهم، ولم يسلم منهم الأطفال كيحيى (14 عاماً) نجل الشيخ بسام ووالده أيضا القيادي في حركة الجهاد في فلسطين .

 

فرحة قاهرة لم تكتمل

 

وعلى الرغم من الفرحة التي دخلت بيوت الفلسطينيين بإتمام صفقة الوفاء التي أفرج فيها عن الأسيرات الفلسطينيات واللاتي كان من بينهن المحررة قاهرة السعدي، إلا أن فرحة قاهرة كانت ناقصة ونغص عليها استمرار الأجهزة الأمنية باعتقال قريبها محمود.

 

وتقول قاهرة " تفاجأت عند خروجي من السجن بالواقع التي نعيشه، فكم كنت أتمنى أن أرى محمود الذي يقبع في سجون السلطة"، مضيفةً أنها لم تره منذ خروجها من السجن بسبب منع الزيارات.

 

من جهتها نقلت زوجة محمود أن السجانين وضباط السجن أبلغوه بأنّ استمرار اعتقاله مرتبط بقرار قيادة الأجهزة الأمنية في جنين.

 

وبين حالته الصحية السيئة وانخفاض وزنه واصفرار وجهه في زنازين السلطة وأمل الإفراج عنه بقرار سياسي تبقى قضية محمود على طاولة الاختبار الحقيقي للسلطة وإرادتها في تحقيق المصالحة.