خبر المندوب الإيراني فى وكالة الطاقة الذرية: « مانو » يغمض عينيه عما يحدث في إسرائيل

الساعة 06:30 ص|25 نوفمبر 2011

المندوب الإيراني فى وكالة الطاقة الذرية: "مانو" يغمض عينيه عما يحدث في إسرائيل

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

تبدو العلاقة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حاليا علي صفيح ساخن‏.‏ فالمتابع لهذه القضية يجد انها تتعرض بين الحين والأخر لعمليات شد وجذب بين ايران والوكالة تارة او بين الولايات المتحدة واسرائيل مع ايران تارة أخري‏.‏

 

وقد تصاعدت حدة التراشق بالتصريحات بين جميع الأطراف خاصة بعد التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو والذي أعلن فيه عن اتهام ايران بمحاولة تطوير أسلحة نووية. عقب ذلك اعلنت ايران ان ذلك لا يمت للحقيقة بأي صلة وان مديرعام الوكالة لا يعمل بمهنية لتسريبه مضمون التقرير للدول الغربية واسرائيل, وتبع ذلك الأمر تهديد اسرائيلي واضح بضرب المنشآت النووية الايرانية وهو ما ردت عليه ايران بأنها علي استعداد للمواجهة وأنها لاتخشي أحدا وانها ستعلن قريبا عن وثائق تدين واشنطن وعواصم أخري بالضلوع في التخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية داخل ايران. وللوقوف علي حقيقة الموقف الايراني كان لنا الحوار التالي مع المسئول عن الملف الايراني مندوب ايران لدي الوكالة السفيرعلي أصغر سلطانية وجاء الحوار كالتالي:

> سعادة السفير بداية ما هو تعليق سيادتك علي اتهام الوكالة لايران بتطوير أسلحة نووية؟

 

ــ منذ ما يقرب من8 أعوام من أعمال التفتيش في ايران ويوجد المفتشون الدوليون بصفة مستمرة في ايران ورغم ذلك لم يكتشفوا أي أنشطة تتعلق بتطوير اسلحة نووية. هذه هي الحقيقة.

ان تلك الوثائق المزعومة لا تتضمن أي حقائق عن أنشطة نووية في المجال العسكري داخل ايران. واني أتذكر وقت أن كان البرادعي مديرا عاما للوكالة الدولية صدرت مثل تلك المزاعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بأنه توجد دلائل علي وجود أنشطة تتعلق بتطوير أسلحة نووية خاصة بعد ظهورمنظومة شهاب الدفاعية. في ذلك الوقت صرح محمد البرادعي بأنه لا توجد أي دلائل تشير الي تطوير ايران لأسلحة نووية. هذه هي الحقيقة. واني لأدعو جميع اصدقائنا في مصر والدول الأخري الي التأكد من ذلك فهو منشورفي الصفحة الرسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية علي شبكة الانترنت.

> هل اكتشفت الوكالة الدولية أي مواد أو أنشطة نووية تنطوي علي عمليات تخصيب لليورانيوم في المواقع العسكرية مثل بارشين أو شيان ؟

ــ في15 نوفمبر من العام2004 صرح المدير العام محمد البرادعي أن الوكالة كانت قد استعدت لزيارة موقع لافيزان شيان العسكري حيث أجري المفتشون تجارب لقياس نسبة اليورانيوم في محيط الموقعين المذكورين. و ذكر في الفقرة102 من تقرير المدير العام بأن عينات التربة والنباتات التي أخذت من موقع لافيزان شيان وتم تحليلها بواسطة المفتشين الدوليين لم يثبت احتواؤها علي أي مواد نووية.

> هل كانت إيران ملتزمة في إطار الاتفاقية الشاملة للتفتيش النووي بإطلاع الوكالة الدولية علي منشآتها لإنتاج الماء الثقيل بالعراق حتي عام2003 ؟

ــ لا. الماء الثقيل ومشتقاته لا يخضع لتلك الأتفاقية, كما أن إيران بدأت في أول عام2003 في تنفيذ البروتوكول الاضافي لتلك الأتفاقية.

> هل قدمت ايران تعهدا قانونيا بأن تبلغ الوكالة عن أي معامل لليورانيوم المخصب في مفاعلات جيهان وسجهناد قبل عام2003 ؟

ــ لا. لأن إيران لم توقع علي البروتكول الأضافي حتي عام2003 ولم تقم بتفيذه.

> بما انك ذكرت الدكتور البرادعي, كيف تقيمون موقف السيد أمانو من الملف الايراني؟

ــ ان ما يدعو للأسف أن يتحدث السيد أمانو بهذا الشكل عن الملف الايراني حيث يخلو حديثه من المهنية, اذ لايعقل أن تتسرب تلك المعلومات لاحدي الدول وبعض الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية او للاسرائيليين, بل كان ينبغي أن تعطي لنا أولا ثم يناقشونا حول مضمونها ثم يعطي للدول الأخري بعد ذلك تقرير مبني علي نتائج تلك المناقشات لكن للأسف تم اعلان ذلك علي الرأي العام مسبقا. وقد دعونا المفتشين الدوليين لزيارة ايران ولكن الوكالة رفضت هذه الدعوة, وهذا يزيد من حدة المواجهة والمشاكل بين ممثلي الدول هنا في الوكالة. في الأسبوع الماضي أعلنت نحو مائة دولة منها روسيا والصين ودول أخري. ان ذلك الأمر خاطيء وغير صحيح وكان ينبغي ألا يتم تسريب تلك المعلومات و أن تناقش مع ايران أولا ولكن للأسف لم ينصت المدير العام لذلك وارتكب ذلك الخطأ التاريخي.

> في ضوء حديثكم عن اسرائيل كيف تقيمون التهديد الأسرائيلي لايران؟

ــ بداية ينبغي أن أؤكد أنه لن يحدث أي اعتداء علي ايران لأنها دولة قوية. واني أتذكر حينما قام صدام حسين بالهجوم علي ايران وتعاونت معه دول كثيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها الا أن العدوان باء بالفشل. ويعني ذلك أن أحدا لا يستطيع القضاء علي ايران. و المشكلة لا تكمن في العلاقة مع الوكالة الدولية أوفي التعاون مع المفتشين الدوليين. لكن في مناقشة ذلك الأمر مع اسرائيل أو التعاون معها. لقد اغمض أمانو عينيه عما يحدث في اسرائيل. فحتي الأن لم يتم التفتيش علي منشآتها النووية ولو لمرة واحدة وهي تمتلك الأن ما يزيد علي مائتي رأس نووية. ان هذا ليس من المنطق في شيء. أنني أذكر وقت أن قامت اسرائيل بضرب احدي المنشآت السورية وقتها طالب البرادعي اسرائيل باخضاع منشآتها النووية للتفتيش والتعاون مع الوكالة الدولية. لكن أمانو لم يتحدث أبدا عن اسرائيل. وذلك يعني أن امانو لا يعمل باستقلالية وحياد.

> وما هو السبب في اعتقادكم في عدم حديث أمانو عن اسرائيل؟

ــ من المعتاد أن يعقد المؤتمرالسنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتم الحديث فيه عن ضروة اخضاع منشآت اسرائيل للتفتيش لكن للأسف لانجد التأييد من جانب الولايات المتحدة أو الدول الأخري أو حتي أمانو نفسه كما أنهم لم يوجهوا حتي النقد لاسرائيل.

وانا أدعو الدول الأخري مثل مصر والدول الاسلامية ان تتعاون فيما بينها لحل هذه المشكلة, وذلك يعني أننا نقول الحقيقة دائما واننا لا نشكل أي تهديد لأحد او خطر علي منطقة الشرق الأوسط, بل ان الأسلحة النووية الاسرائيلية هي الخطر بعينه.

> سمعنا مؤخرا عن ويكيليكس ايران. هل يمكن أن تذكر لنا شيئا عنها؟

ــ ان ذلك الأمر لايدخل في نطاق اختصاصي لكني استطيع القول بأنه توجد بالفعل عديد من الوثائق حول تلك المؤامرات الارهابية الأمريكية والاسرائيلية ضد ايران ودول اخري. وهذا يعني أن تلك الأعمال العدائية موجهة ضد الاستقرار العالمي وفي المقابل فان الوكالة الدولية في فيينا ليس لديها وثيقة واحدة تدين ايران. والعالم كله يتساءل الأن لماذا لاتوجد أي وثائق تدين ايران حينما يدعي الأمريكيون والاسرائيليون ودول أخري بأنها تعمل علي تطوير أسلحة نووية. واني أذكر أنه عام2004 أو2005 قالت الولايات المتحدة ان ايران تعمل علي تطوير أسلحة نووية وانه يوجد جهاز كمبيوتر أو لاب توب لديها يحتوي علي معلومات حول ذلك الأمر.

حينها قال البرادعي أن أي دولة لديها وثائق فعليها أن تسلمها للوكالة الدولية. الحقيقة هي أنه لا توجد أي وثائق تدين ايران لدي الوكالة الدولية كما انها لم تقم بتصنيف تلك الوثائق المزعومة بمعني أنها مزورة. وللأسف فان أمانو لم يوجه النقد لتلك المزاعم وهو مايدحض التقرير الحالي.

> وماذا عن الولايات المتحدة الأمريكية؟

ــ بالطبع لدينا من الوثائق التي تثبت ضلوع واشنطن وتل أبيب وعواصم اخري في هذه الأعمال الارهابية داخل ايران والتي راح ضحيتها عدد من العاملين في المواقع النووية الايرانية, وبالطبع قدمنا لأمانو وثائق بالاسماء المتورطة وان ذلك يهدد استقرارنا لكنه للأسف لم يتحرك وهم ما يشكل تهديد لأي شخص وهذه في الواقع هي المشكلة الحقيقية. وهذا يعني أن السيد أمانو يتحمل مسؤلية ذلك.

> هل تتوقع أن تؤيد كل من روسيا والصين تشديد العقوبات علي ايران وزيادة الضغط عليها؟

ــ لا. اني اذكر بالعرفان ما قاله السفير الروسي والصيني حينما قالا فور صدور التقريرأنه يتعين علي أمانو ألا يتصرف بهذه الطريقة. ويعني ذلك أن كلا من الدولتين تكن لنا صداقة حميمة وانه يتعين علينا التعاون فيما بيننا وان هذا التقرير الصادر من الوكالة كان خطأ فادحا. أعتقد أننا نعمل مع الروس والصينيين بشكل جيد.ت

> هل تودون اضافة أي شيء بخصوص العلاقات مع مصر؟

ان العلاقات مع مصر ممتازة وانا أحيي اشقاءنا في مصر وأتمني أن يستمر التحسن في علاقاتنا وأن يتواصل التعاون الثنائي بيننا, فالحقيقة هي أننا عائلة واحدة.