خبر درس في المواطنة الفلسطينية -معاريف

الساعة 09:53 ص|23 نوفمبر 2011

درس في المواطنة الفلسطينية -معاريف

بقلم: ايرز تدمور

رئيس القسم السياسي في حركة "ان شئتم" اليمينية

(المضمون: كتاب تعليمي جديد عن المواطنة في المدارس الثانوية عندنا يتبنى تماما الرواية الفلسيطنية ويسخر من الحقيقة التاريخية – المصدر).

بين سنوات 1978 و 1993 قتل 270 اسرائيليا على أيدي منظمات الارهاب الفلسطينية. "انتهت مائة سنة ارهاب، والان تبدأ مائة سنة تعايش وجيرة طيبة"، وعد شمعون بيرس مع توقيع اتفاق اوسلو في 1993، ويوسي بيلين قضى بانه: "اختبار اوسلو سيكون اختبار الدم. هل في أعقابه سيسفك دم أكثر مما قبله". قبل ثلاث سنوات تبنيت اختبار بيلين وتصفحت لبضع ساعات في مواقع أذرع الامن. وقد فاجأتني النتيجة. بين سنوات 1993 و 2008 قتل 1.450 اسرائيليا على ايدي منظمات الارهاب الفلسطينية. معدل المقتولين بعد اتفاقات اوسلو ازداد خمسة اضعاف ونصف الضعف.

اختبار بيلين يثبت أن اتفاق اوسلو كان سخافة تاريخية كلفت حياة الاف المقتولين، الجرحى والعائلات المحطمة. ياسر عرفات وزملاؤه استغلوا تطلع مواطني اسرائيل الى السلام وقصر نظر زعماء اسرائيل لجعل مجموعة ارهابيين منبوذة حاصلين على جائزة نوبل. من منظمة ارهابية مضروبة ومهزومة تحصل على ملجأ في تونس والحكومات  الغربية ترفض ادخالها الى اراضيها، تحولت م.ت.ف الى عصابة حظيت بحكم ذاتي طروادي – فاصبحت حكومة ارهاب.

ولكن ماذا يتعلم تلاميذ اسرائيل في المدارس في هذا الموضوع؟ وبالفعل، كتاب التعليم الجديد في المواطنة، "ننطلق الى طريق المواطنة"، يقول: "بعد اتفاقات اوسلو خفف العرب حدة موقفهم الوطني انطلاقا من الامل باقامة دولة فلسطينية مستقلة" (صفحة 252). موجة الارهاب، المقتولون والخدعة العرفاتية تبددت. وهذا فقط مثال واحد بين أمثلة كثيرة للتحيز السياسي الحاد في الكتاب الذي من اصدار "ريخس" واقر للتعليم في المدارس الثانوية في آب 2011.

وها هو ما ورد في الكتاب عن تقرير غولدستون: "في تقرير غولدستون زعم أن اسرائيل مست عن قصد بالمواطنين في أثناء حملة رصاص مصبوب. في التقرير يوجد انتقاد حاد على سلوك حكومة اسرائيل في أثناء الحملة. فريق الفحص قرر بان هجمات الجيش الاسرائيلي على مباني الحكم، المنشآت المدنية، مصادر المياه وغيرها في نطاق قطاع غزة تشكل هجوما عسكريا على مدنيين محظور حسب القانون الدولي. وردت ادعاءات اسرائيل بان هذه الهجمات كانت موجهة فقط ضد بنية حماس التحتية والتي هي منظمة ارهابية".

فقط بعد أن عُرضت كل هذه الامور، تذكر واضعو التقرير ان يشيروا الى أن القاضي غولدستون نفسه تراجع عن قسم من ما كتبه. بعد ثلاث سنوات فقط من ارسالنا جنود الجيش الاسرائيلي لتعريض حياتهم للخطر في غزة، يدرس تلاميذ الثانوية الرواية الكاذبة التي تعرض الجنود كمجرمي حرب.

الفصل 26، الذي يسمى "السبل لتحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها" يتخذ تكتيكات دعائية معروفة ويركز على حرب الايام الستة ونتائجها (احتلال يهودا، السامرة، غزة، الجولان وسيناء)، بحيث أن نتائج الحرب تعرض كسبب للنزاع. حقيقة ان العرب رفضوا مشروع التقسيم وقبل ذلك مشروع بيل، كما سعوا الى ابادة اسرائيل المرة تلو الاخرى، لا تدرس على الاطلاق. مرة اخرى يُعرض "الاحتلال" كسبب للنزاع وليس نتيجته. الدعاية العربية لا يمكنها أن تصيغ ذلك على نحو أفضل.

في العصر الذي يرتدي فيه الصراع ضد اسرائيل وجها جديدا ويركز على الساحة الاعلامية، الصحفية والاخلاقية، بقدر لا يقل عنه في ميدان المعركة، ثمة أهمية عليا لان يعرف شباب اسرائيل الحقائق التاريخية، مصادر النزاع وعدالة طريق الصهيونية. فلماذا نشكو من وضعنا في وسائل الاعلام الدولية أو في الحرم الجامعي في الخارج عندما تبدو كتبنا التعليمية وكأنها صيغت في رام الله.