خبر خلافات داخل جيش الاحتلال حول التعامل مع عمليات خطف مقبلة

الساعة 04:21 م|22 نوفمبر 2011

خلافات داخل جيش الاحتلال حول التعامل مع عمليات خطف مقبلة

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

في عام 1986م أقر ثلاثة من كبار ضباط جيش الاحتلال هم "يوسي بيليد" و"يعقوب عميدرور" و"غابي اشكنازي" إجراءً سمي بـ"حانيبعل"، كوسيلة للحد من أسر الجنود الإسرائيليين على أيدي فصائل المقاومة المختلفة، سواء من لبنان عبر منظمة حزب الله اللبنانية، أو من خلال فصائل المقاومة في فلسطين، وينقسم قادة الجيش الإسرائيلي في هذه الأيام، بين مؤيد لتطبيق هذا الإجراء، وبين من يرى ضرورة التميز بين الجندي الإسرائيلي وآسريه، عبر إطلاق النار فقط على الآسرين.

الإجراء يقضي بمنع اختطاف الجنود الإسرائيليين على أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية حتى وإن كلف الأمر قتل الجندي الإسرائيلي مع آسريه لإنهاء عملية الأسر.

وبقي هذا الإجراء طي الكتمان ولم يكشف عنه إلا بعد خوض إسرائيل الحرب على لبنان عام 2006م، والحرب على قطاع غزة عام 2008م، حيث كشفت صحيفة معاريف في عددها الصادر في السادس والعشرين من كانون الثاني لعام 2009م، عن قصف الجيش الإسرائيلي أحد المنازل في قطاع غزة خلال الحرب، بالرغم من معرفتهم المسبقة بوجود جندي مأسور على أيدي عناصر من حركة حماس داخل المنزل، مما أدى إلى قتل الجندي وأسرية.

ونشرت الصحيفة في ذلك الوقت عدداً من شهادات الجنود الإسرائيليين المشاركين في العملية، وأوضح الجنود أنهم تلقوا تعليمات بقصف المنزل، بالرغم من معرفتهم المسبقة بوجود جندي إسرائيلي برفقة عدد من المقاومين الفلسطينيين التابعين لحركة حماس داخل المنزل.

وعقب الجيش الإسرائيلي على الحادث بقوله:"أن الجندي قتل عندما فتح المقاومون النار عليه بكثافة، وأن القصف جاء بعد تأكد الجيش من مقتله".

وفي نهاية الحرب على قطاع غزة كشفت تقارير عسكرية عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين خلال الحرب على قطاع غزة بـ"نيران صديقة"، مما يؤكد استخدام الجيش الإسرائيلي لهذا الإجراء خلال الحرب أكثر من مره.

ولاقى هذا الإجراء خلال الحرب على القطاع ترحيباً من قبل معظم قادة الألوية الإسرائيلية، الذين رأوا فيه الحل الوحيد للتخلص من قضية أسر جديدة، قد تكلف الحكومة الإسرائيلية الكثير مقابل الإفراج عن الجندي المختطف، حيث نقلت تقارير إخبارية للقناة العاشرة الإسرائيلية بعد الحرب على غزة عن أحد الضابط الإسرائيليين التابعين للواء جولاني قوله:"لا يجوز لأي عضو من اللواء أن يتعرض للاختطاف مهما كان الثمن، حتى لو كان ذلك يعني أن يُفجر قنبلته اليدوية في آخر لحظة، فيقتل نفسه، ويقتل أولئك الذين يحاولون اختطافه، لن نقبل أن يكون لدينا اثنان من جلعاد شاليط بأي ثمن". وفقاً لما جاء في التقرير.

وتجدد في الآونة الأخيرة الحديث حول تطبيق إجراء "حانيبعل"، بعد إجراء عملية التبادل بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، والتي أفرج خلالها عن 1020 أسير فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهو ما أعتبره كثير من المحللين، والقادة العسكريين الإسرائيليين، ثمناً باهظاً دفعته إسرائيل مقابل الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد.

وذكرت صحيفة معاريف اليوم الثلاثاء، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "بني غانتس" أجرى خلال الأيام الماضية، لقاء مع عدد من قيادات الجيش الإسرائيلي، لتحديد كيفية التعامل مع الحالات التي يتم فيها أسر جنود إسرائيليين، وبقيت هذه المعلومات سرية، ولم تكشف لوسائل الإعلام.

وبالرغم من هذه المعلومات إلا أن هناك تضارباً في التعليمات التي وجهها عدد من قيادات الجيش الإسرائيلي للجنود الإسرائيليين بعد الاجتماع، حيث نقلت الصحيفة عن أحد ضابط العاملين في الجيش الإسرائيلي قوله:"الأوامر التي أعطيتها للجنود، تقضي بمنع عملية الأسر بأي ثمن، وإن أدى الأمر إلى قتل الجندي الإسرائيلي".

وأضاف:" في البداية يجب على الجنود الإسرائيليين أن يطلقوا النار على غطاء محرك السيارة التي تقل الجندي الإسرائيلي وآسريه، وإذا لم تتوقف السيارة، ستطلق الدبابة القريبة منها قذيفة على السيارة، وسواء أدت النتائج إلى إصابة أو مقتل الجندي، الأوامر هي وقف الأسر بكل ثمن".

وفي المقابل قال ضابط كبير آخر في الجيش الإسرائيلي أن الأوامر التي أعطيت للجنود الإسرائيليين، تقضي بإطلاق النار باتجاه المقاومين الفلسطينيين وحدهم، وإذا شعر الجيش الإسرائيلي باحتمالية إصابة الجندي الإسرائيلي فحينها لن يتم إطلاق النيران.

وأضاف:"في الجيش الإسرائيلي يأخذون بالحسبان، احتمالية إصابة الجندي الإسرائيلي المختطف، فليس هناك أوامر بمنع الأسر بأي ثمن، وإذا شعر الجيش أن النيران ستصيب الجندي المأسور، فحينها لن يتم إطلاق النار بتاتاً".

 وتابع قائلاً:" في كل فترة يجري الجيش الإسرائيلي نقاشات، لفحص مدى تناسق العمليات المتوقعة من الجنود الإسرائيليين في مختلف المناطق التي يعمل بها الجيش الإسرائيلي في حال خطف أحد جنود الجيش، ويتم تعديل هذا الإجراء بحسب مميزات المنطقة ونقاط الضعف التي تعاني منها".

وأشار إلى أنه في حال اختطاف أحد الجنود، سيتوجب على الجيش الإسرائيلي القيام بسلسلة من الإجراءات الفورية التي تهدف إلى إفشال عملية الأسر، وقال:" في البداية يجب إطلاق النار باتجاه المنطقة التي يتحرك فيها الخاطفون، وفي المرحلة الثانية يجب إطلاق النار على الوسيلة التي تقلهم عبر مراحل، ففي البداية يتم إطلاق النار على الإطارات، ومن ثم على محرك السيارة، وإن لم تجدِ هذه الخيارات فسيتم إطلاق النار على السيارة نفسها".

وأوضح قائلاً:"عند إطلاق النار على السيارة سيتم استهداف الخاطفين فقط، ولن يتم إطلاق النار دون تمييز".

وبدورة قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:"إن الحديث حول إجراء حانيبعل يجري في الجيش الإسرائيلي بشكل متواتر ومستمر، وكيفية استخدام إجراء حانيبعل يتم تحديدها بوسائل مختلفة، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس".