خبر الشخص الذي لا عظام له- يديعوت

الساعة 09:24 ص|22 نوفمبر 2011

الشخص الذي لا عظام له- يديعوت

بقلم: باروخ ليشم

في خطبة خطبها ونستون تشرتشل إذ كان عضو برلمان تحدث عن أنه حينما كان ولدا زار السيرك في بارنوم الشهير. وكان أحد العروض التي اجتذبت انتباهه شخصا عُرف بأنه "الأعجوبة التي لا عظام لها". ولخص تشرتشل قائلا: "مرت منذ ذلك الحين خمسون سنة وحظيت مرة اخرى بأن أرى هذه الأعجوبة للشخص الذي لا عظام له يجلس الى مائدة الحكومة".

يحظى مواطنو اسرائيل برؤية هذه الأعجوبة كل يوم تقريبا. فبنيامين نتنياهو هو الحاضر الغائب الأعلى رتبة في دولة اسرائيل. وقد غاب عن الاقتراع في الكنيست على اللجنة التي تحقق مع القضاة. وكان التفسير الذي ورد عن ديوانه انه كان في حداد لموت والد زوجته. وغاب ايضا عن النقاش العام في تهديد الاطباء بطور الاختصاص بالاستقالة. ولم يرد في ذلك تعليل من ديوانه. ان نتنياهو يُبدع من جديد مصطلح الحاكمية. قال هنري كيسنجر: "عمل الزعيم ان يقود السائرين وراءه من المكان الذي يوجدون فيه الى مكان لم يكونوا فيه قط". ونتنياهو يقود السائرين وراءه الى مكان لا يمكن ان نجده أبدا.

يعقوب لتسمان. لا توجد حالة في العالم السياسي تشبه حالة شخص يفضل ان يكون نائب وزير في حين يستطيع ان يكون وزيرا. وسبب ذلك ان يهدوت هتوراة غير مستعدة لأن تكون شريكة في قرارات "الحكومة الصهيونية". ويهدوت هتوراة غير مستعدة ايضا ان يدافع أبناؤها عن "الدولة الصهيونية". فما الذي يهم لتسمان كيف تكون صورة "الطب الصهيوني"؟ صحيح يوجد ايضا وزير صحة اسمه بنيامين نتنياهو لكنه يكره اتخاذ القرارات. ومن اجل هذا عين نائب وزير، والشيء الوحيد الذي هو مستعد لأن يحارب من اجله هو ألا يُنشيء غرفة طواريء فوق قبور قديمة.

يوفال شتاينيتس. يقود وزير المالية موقفا مسؤولا في ظاهر الامر في الصراع مع الاطباء، كي لا يخرق اطار الأجور في الجهاز الاقتصادي، لكنه لا ينجح في ان يثير ثقة الجمهور به. وسبب ذلك انه غير مبني من المواد المصنوع منها وزراء المالية. يجب ان يكون له قبضة حديدية في قفاز ليّن، ومن يتخذ قرارات صعبة لكنها تُحدث أملا. وشتاينيتس لا يملك قيمة مضافة كهذه. فهو لا يُرى زعيما وهو سمكة باردة لا تُحدث حرارة في نظر من ينظرون اليها. لماذا اختاره نتنياهو لعمله؟ لأن رئيس الحكومة في الحقيقة يرى نفسه الوزير الاقتصادي الأعلى. هذا يُمكّنه من الهرب من القرارات وتحويل وزير ماليته من ملاكم الى كيس ملاكمة.

اهود باراك. قال وزير الدفاع انه لو كان ايرانيا لأراد سلاحا ذريا. انه المحلل المستقل لشؤون اسرائيل في العالم. ومن المثير ان نعلم كيف ينظر نتنياهو الخبير بالدعاية الدولية الى كلام وزير الدفاع هذا الذي يمنح الموقف الايراني شرعية. قد يكون باراك أهم لنتنياهو من جهة الدعاية الداخلية. فعنده رجل من حزب العمل دون عمود فقري سياسي يُمكّنه من السير مع الشعور دون، في المسيرة السياسية.

افيغدور ليبرمان. ان وزير الخارجية هو الشبح في هذه الحكومة. فلا أحد يعلم ما الذي يفعله بالضبط، لكنه تُسمع طوال الوقت في البيت ضجة وتسقط اشياء ويُنسب ذلك الى هذا الشبح ويخيف ذلك الجميع. لماذا عين نتنياهو لهذا المنصب شخصا في حين ان وزراء خارجية كثيرين في العالم غير مستعدين لاجراء اتصال به؟ قد يكون وزير الخارجية ايضا مهما له من اجل الدعاية الداخلية. والرسالة: تخيلوا لو كان ليبرمان يتخذ القرارات في الحكومة.

وهكذا أصبح الشخص الذي لا عظام له، وغير القادر على اتخاذ القرارات، واحدا من الاشخاص ذوي الشعبية في الدولة.