خبر بين عنتيبة وطهران..هآرتس

الساعة 10:14 ص|21 نوفمبر 2011

بقلم: شلومو غازيت

        خطط لعملية تخليص الرهائن في عنتيبة قبل أكثر من 35 سنة، في ظروف تختلف تماما عن تلك التي يجري فيها اليوم النقاش العام في المنشآت الذرية الايرانية. في عنتيبة واجهت حكومة اسرائيل، برئاسة اسحق رابين الحاجة الى ان تبت قرارا صعبا. وكان الجميع شركاء في ارادة تحرير الرهائن لكن كان يحتاج الى بت بين اجراء تفاوض مع المختطفين واطلاق الاسرى بحسب القائمة التي قدموها وبين محاولة تخليص عسكري.

        وفي الشأن الايراني تواجه الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، اختيارا صعبا آخر، بين التسليم في تحول ايران الى قوة ذرية وبين عملية عسكرية للقضاء على برنامجها الذري. في الحالتين يحتاج المستوى السياسي الى بت القرار أما المستوى العسكري المختص فيكلف تنفيذ القرار باخلاص مطلق.

        قبل خمسة أيام من عملية التخليص في عنتيبة لم يكن يوجد بعد قرار لكن لم يخطر ببال احد أن يأمر المستوى السياسي الجيش الاسرائيلي بالخروج لعملية تخليص من غير ان تعرض عليه هيئة القيادة العامة خطة عمل. وقد بدأ المستوى العسكري التخطيط منذ اللحظة الاولى وقبل ان يعطى إذنا سياسيا بذلك، لكن بعد ان عرض رئيس هيئة الاركان خطة العمل على رئيس الحكومة، انتقلنا الى تحقيق متقاطع لمدة ساعة من أجل استيضاح جميع العوائق التي قد تحدث في اثناء العملية. وافق رئيس الحكومة على الخطة بعد أن اقتنع فقط بانه يمكن تنفيذها. فقد علم أن المسؤولية عن العملية، إن خيرا وإن شرا، ملقاة على كاهله.

        وعلى نحو مشابه، لا يستطيع المستوى السياسي أن يأمر مهاجمة المشروع الذري في ايران، الا اذا نجح المستوى العسكري في ان يقنع، حسب المعلومات التي يملكها، بان الهجوم ممكن فانه سيؤدي الى اشلال المشروع وتعويقه وتأخيره مدة بضع سنين على الاقل. ويجب على الاستخبارات ان تعرض امكانات الرد العسكري الايراني، ما بين رد مباشر ورد بواسطة خلفاء ايران، وان يبين المستوى العسكري عن منعة الجبهة الداخلية وكيف ستجابه اسرائيل هذا الهجوم.

        اما تقديرات اخرى سيحتاج المستوى السياسي الى أن يزنها ولا سيما في الصعيد السياسي. وسيكون القرار دائما على المستوى السياسي. ولكن ينبغي الا يخطر في البال استقرار الرأي على الهجوم اذا لم يكن يقبله المستوى العسكري المختص.