خبر الشتاء يغرق أحلام بائعي البسطات بغزة

الساعة 09:39 ص|21 نوفمبر 2011

الشتاء يغرق أحلام بائعي البسطات بغزة

فلسطين اليوم-غزة

"أذهب إلى السوق لسد رمق الحياة، وكسب قوت أبنائي"، بهذه الكلمات بدأ الحاج الخمسيني أبو محمد حديثه معنا، حيث اعتاد أن يذهب صباحا إلى سوق معسكر جباليا شمال غزة ليتسوق منتجاته الصغيرة التي يصنعها بنفسه بإمكانات متواضعة.

 

وفي سوق معسكر جباليا يقف عشرات البائعين خلف "بسطات" صغيرة يتم تفكيكها يدوياً، يسوقون بطاريات كهربائية وسكاكر وعطور مركبة، ومسابح، وجوارب، ومقصات، وطيور، وأشياء أخرى.

 

ومع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار، والحملات التي تقوم بها الشرطة الفلسطينية، ضد هذه البسطات، أصبح كسب الرزق يواجه تحديات.

 

طريق صعبة

 

يقول أبو محمد لـ"فلسطين اليوم" وعيناه إلى السماء:" لقد جاء فصل الشتاء لكي تبدأ معاناتنا في السوق، فأنا أسكن بعيدا عن هذا المكان، وبسبب الأمطار تصبح طريقي صعبة لأن الطرق "غير مرصوفة في منطقتنا".

 

و يقول: "أعود إلى بيتي في المساء بغلة لا تتجاوز العشرين شيقلا، المهم أني احصل على قوت يومي ".

 

وأوضح أبو محمد أنه يشتري بضاعته من أصدقائه أصحاب البسطات المجاورة لبسطته بمبلغ بسيط ديناً، ليقوم بتسديده على دفعات بعد أيام.

 

معاناة الشتاء

 

في أحد زقاق سوق معسكر جباليا تجلس الحاجة أم حسن ( 59عاماً) وقد غطت بسطتها المتواضعة بالنايلون خشية المطر، وقد أطلت المعاناة من عينيها الذابلتين ، حيث قالت بقلب راضٍ بقضاء الله:" أبيع حزم النعناع والجرجير وغيرها من الخضار منذ عشرة أعوام"، مبينة أن لديها تسعة أطفال ويحتاجون مصاريف كثيرة".

 

وأضافت :"أعيش في بلدة بيت لاهيا القريبة من هنا، وأزرع الخضار لأبيعها وأعتاش منها".

 

وبغصّة ألم تابعت :" كما ترى أن المطر في فصل الشتاء يحملنا كثيرا من المعاناة ونحن نجلس على قارعة الطريق"، مبينة أنها تضطر لتضع النايلون فوق بسطتها أو نقل بسطتها من مكانها إلى مكان تحت "عريشة"، ولا باب أمامي سوى هذا السوق الذي أصبح جزءاً مني".

 

وأما أم أحمد فلم يختلف حالها كثيرا عن سابقها (أبو محمد) في "تبسيطها" في معسكر جباليا لكي تستطيع سد رمق عائلتها، فهي تضع العديد من أكياس السكر والطحين والسيرج أمام المارة.

 

وتقول: "أحصل على هذه المواد من وكالة الغوث والمؤن ووزارة الشؤون الاجتماعية لأبيع جزءا منها للمارة كي أسد حاجات أخرى، لا أحصل عليها من الشؤون أو الأونروا. مبينة أنها تعاني كثيرا في فصل الشتاء حيث الأمطار والرياح والبرك التي تنتج عنها.

 

وعلى الرغم من يقينهم أن الأمطار "خير" إلا أن أصحاب البسطات الصغيرة مقتنعون أنها تغرق مع الطرق أحلامهم بتأمين قوتهم.