خبر جدار « اسرائيل » الالكتروني بديلا لتعاون نظام المخلوع مبارك

الساعة 05:14 م|19 نوفمبر 2011

جدار "اسرائيل" الالكتروني بديلا لتعاون نظام المخلوع مبارك

فلسطين اليوم – وكالات

لم يكن مفاجئا بالمرة ان تكشف اسرائيل عن مخططات الجدار الاليكتروني الذى شرعت فى إنشاءه على طول حدودها مع مصر التي تبلغ نحو 250 كيلو متر من رأس خليج العقبة حتى معبر كرم ابو سالم شمالا.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي نشرت تفاصيل حول الجدار الصهيوني الجديد اشارت الى أن المخابرات الإسرائيلية سيكون بوسعها معرفة ما يحدث في عمق الأراضي المصرية، من خلال مئات أجهزة الاستشعار والمراقبة والتتبع، التي يبدأ نشرها خلال ثلاثة أشهر على نحو 220 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية - المصرية المشتركة، على يد سلاح الاستطلاع الحربي، وهو الاسم الجديد لسلاح الاستخبارات الميدانية بالجيش الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستشعار تمثل جزءا مركزيا من منظومة المراقبة والتجسس التي طورتها إسرائيل مؤخرا، معتمدة على تكنولوجيا متطورة للغاية، لافتة إلى أن الأجهزة الجديدة للمخابرات الإسرائيلية تسمح برصد ومراقبة ما يحدث على عمق 3 كيلومترات من الحدود المصرية، ومن المقرر تشغيل المنظومة الجديدة في شهر يناير القادم

يقول اشرف ايوب ناشط  يسارى واحد المدافعين عن المعتقلين من سيناء قبل الثورة قال العقيدة الامنية الإسرائيلية دائما كانت تضع الجدران التي تحيط به كيانها من جميع الجوانب كضامنة وحيدة لأمنها

ويستطرد كان الجانب المصري فقط هو الذي لم يتم انشاء جدران فيه حيث كان نظام مبارك يؤمن تلك المناطق باطلاق يد جهاز مباحث امن الدولة في الاعتقالات العشوائية وتلفيق الاحكام القضائية الغيابية ليبقى الانسان هناك دائما في حالة انفصال عن محيطة ويستمر منشغلا في البحث عن ملاذ من عسف الأجهزة الأمنية فقط.

ويضف اشرف ايوب اليوم الحدود الشرقية لم تعد آمنه للكيان الاسرائيلى  بعد الثورة خاصة وانها كشفت مساوئ اتفاقية كامب ديفيد التي قلصت التواجد العسكري المصري في سيناء فبات من السهل اختراق الحدود بل وتفيد عميلات مقاومة ناجحة كعملية ايلات التي امتازت بالاحترافية العالية وفتحت باب الامل لجعل الحدود الشرقية مطمحا لفصائل قد تضع فى مخططاتها استهداف العمق المحتل بضربات موجعة

ويقول سعيد اعتيق سواركة  ناشط من سكان منطقة نجع شبانة القريبة من الحدود مع اسرائيل ان روايات عديدة نقلها الاهالي القاطنين بجوار الحدود حول تسارع وتيرة العمل في الجدار الالكتروني وبات من السهل رصد معدات عمل تقوم بشق الاخاديد في الأرض وزرع الأعمدة والأسلاك الشائكة تحت حراسة حرس الحدود الاسرائليى " هميشمار جفول "

واشار اعتيق الى ان غالبية الإنشاءات تتم في المنطقة الجنوبية للحدود في وسط سيناء انطلاقا من محيط ايلات وطابا.

وربط اعتيق بين ابقاء سكان المنطقة الحدودية تحت خط الفقر واهمال الخدمات وبين حاجات الامن الاسرائيلى وقيود كامب ديفيد التي باتت عائقا دائما امام التنمية الحقيقية لتلك المناطق بحيث يبقى البحث عن لقمة العيش الشاغل الاساسي للسكان دون حتى محاولة النظر لاسرائيل السبب الحقيقي لازمة المنطقة الإقليمية.

ويقول حسين القيم من نشطاء الشيخ زويد في حملة مناهضة الجدار المقام على حدود قطاع غزة المعروف اعلاميا " الفولاذي " ان منظومة ضبط الحدود كمصلحة امنيه مصرية نتفهمها فى كل الأوقات الا ان انشاء الجدار على حدود غزة كان مرتبطا بالحصار الدى فرضته اسرائيل على القطاع والشعب الفلسطيني فكان غير مقبولا بالمرة حيث لم يكن نظام المخلوع مبارك يرفض اي طلبات امنيه اسرائيلية للكيان المغتصب وامريكا من خلفه التى جال مسئولى السفارة الامريكية على حدودنا الشرقية مع قطاع غزة بشكل شبة اسبوعي قبل الثورة واثناء تنفيد الجدار وانها جاءت بعد تصريحات مستشار رئيس الوزراء الصهيوني عاموس جيلعاد اثناء قصف غزة فى "  يناير 2008 "  انه تم الاتفاق مع مصر على ترتيبات امنيه فى سيناء لمكافحة التسلل وتهريب الاسلحة وضبط الحدود وكان من المدهش حقا ان يتم انشاء جدار مع قطاع غزة وترك الحدود مع اسرائيل بدون تامينات خاصة وانها اغرقت سيناء بالسموم البيضاء التي يعانى منها قطاع كبير من الشبان هنا.

وفى اتجاه تفسير حاجة اسرائيل للجدار اليوم قال احد الاسرى المفرج عنهم حديثا من اسرائيل وفضل عدم التصريح باسمه ان اسرائيل حاليا باتت متشددة مع كل اختراقات الحدود فقبل الثورة كانت تغض الطرف عن تجارة المخدرات وتهريب الافارقة الا انه بعد الثورة بات اطلاق الرصاص باتجاه اى مخترق للحدود امر متوقع خاصة بعد عملية ايلات.

وأضاف الأسير المفرج عنه انه يعلم شخصيا ومن خلال فترة حبسه في اسرائيل بوجود تعاون معلوماتي بين الأجهزة الامنيه الاسرئيلية وخاصة " الشاباك "  قبل الثورة حيث اعتقلت امن الدولة مصريا بعد ان سألت عنه مرارا وتكرارا المخابرات الداخلية الاسرائيلية خلال تحقيقاتها مع الأسرى.