خبر صحيفة: الإعلان رسمياً عن تفاهمات بعد انتهاء لقاء عباس مشعل

الساعة 06:52 ص|19 نوفمبر 2011

صحيفة: الإعلان رسمياً عن تفاهمات بعد انتهاء لقاء عباس مشعل

فلسطين اليوم-رام الله

اجتماع الخامس والعشرين من الشهر الجاري بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ليس كسابقه من الاجتماعات، فهو العملي الأول بعد الانقسام الذي وقع قبل 4 سنوات، ويأتي في وقت تحدد فيه القيادة الفلسطينية خياراتها نحو المستقبل بعد تعثّر عملية السلام؛ ما يفرض أن يكون الموضوع السياسي هو الطاغي على هذا الاجتماع.

وبرز حرص فلسطيني ومصري واسعان على إنجاح اللقاء، وهو ما استدعى عقد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق. وبالإجمال فإن التصريحات الصادرة عن الطرفين كانت إيجابيةً وهو ما يندر أن تتفق عليه الحركتان.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "الأيام": إن الاجتماعات التحضيرية أفضت إلى تفاهمات ينتظر أن يجري الإعلان عنها رسمياً بعد انتهاء اللقاء. وقال الأحمد لـ"الأيام": "من المفضل الانتظار إلى انتهاء الاجتماع ولكن يمكن القول إن الأجواء إيجابية ومشجعة".

ومن المرجح أن يجري تجديد التأكيد على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في القاهرة في أيار الماضي، بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، والذي تعثر تنفيذه بعد أن لم يكن بإمكان الطرفين تجاوز عثرة شكل ورئيس حكومة الشخصيات المهنية التي جرى الاتفاق عليها آنذاك.

ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى المواضيع وهي: انتخابات فلسطينية تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني الفلسطيني في أيار المقبل وتشكيل حكومة كفاءات مهنية وتشكيل لجنة انتخابات مركزية ومحكمة انتخابات بالتوافق فضلاً عن الشروع في الخطوات المتعلقة بالأمن.

ومن المرجح أن يتم الإعلان في ختام الاجتماع عن موعد لعقد اجتماع اللجنة المكلفة إعادة هيكلة وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وسيكون الأول لهذه اللجنة التي جرى الاتفاق عليها أصلاً في القاهرة في العام 2005.

وإذا ما سارت الأمور على النحو المتوقع، فإن من المرجح أن يصار إلى تشكيل عدد من اللجان المشتركة وبمشاركة فصائل فلسطينية من أجل وضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ.

وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي يعبّر عنها الطرفان، فإن الاجتماع سيبحث عدداً من القضايا الصعبة ومن أبرزها:

أولاً ـ الحكومة، تتفق "حماس" و"فتح" على وجوب تشكيل حكومة كفاءات مهنية، ولكن ثمة خلافات حول تشكيلة الحكومة ورئاستها، فـ"حماس" ترى وجوب التوافق على أعضاء الحكومة، وهو أمر تخشى "فتح" من أن يؤثر على التعامل الدولي مع الحكومة في حال تم النظر إلى الحكومة على أنها حكومة مشكلة من "فتح" و"حماس"، كما أن "حماس" ترفض بالمطلق تولي رئيس الوزراء د.سلام فياض رئاسة هذه الحكومة دون أن يكون واضحاً الموقف النهائي لحركة فتح من هذا الموضوع.

ثانياً ـ الانتخابات، ترى "فتح" وجوب المسارعة إلى إجراء الانتخابات وتقترح أن يتم ذلك خلال النصف الأول من العام المقبل وتتحدث عن تنفيذ الاتفاق وهو شهر أيار، في حين ترى "حماس" وجوب "تهيئة الأجواء قبل إجراء الانتخابات" وهي عبارة فضفاضة تحتمل عدة تفسيرات وإن كانت بعض الأوساط الفلسطينية ترى أن "حماس" قد توافق على الانتخابات ولكنها ستفضّل تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات المصرية بانتظار رؤية نتائج تلك الانتخابات ومصير الحوار بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع نتائج الانتخابات تحديداً في مصر، ولكن أيضاً في دول عربية أخرى يبرز فيها تيار الإخوان المسلمين ومنها تونس وسورية، بعد أن قادت أميركا المعارضة لنتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت فيها "حماس" العام 2006.

وتشير تقديرات إلى أن "حماس" تعتبر نفسها جزءاً من أي تفاهم سيتم التوصل إليه بين أميركا والإخوان المسلمين وإن كان الوضع في فلسطين يختلف عن الدول الأخرى باعتبار أنه في فلسطين، وبالتالي فإنه مطلوب من "حماس"، ابنة الإخوان المسلمين، أن تعترف بشروط اللجنة الرباعية الثلاثة وهي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وهو ما أكده الناطق باسم الخارجية الأميركية قبل أيام قليلة.

ثالثاً ـ الأمن، إن إعادة الوحدة الفلسطينية تتطلب ليس فقط حكومة واحدة في الضفة الغربية وغزة وإنما أيضاً أجهزة أمنية موحدة في الضفة والقطاع أيضاً، وفي حين لا يجد المجتمع الدولي إشكاليةً في التعامل مع ودعم الأجهزة الأمنية في الضفة فإنه يرفض التعامل مع الأجهزة الأمنية في غزة التي تسيطر عليها "حماس" كما يرفض التعامل مع أجهزة أمنية فيها عناصر من "حماس".

رابعاً ـ منظمة التحرير، ثمة اتفاق على عقد اجتماع للجنة تم الاتفاق عليها العام 2005 من أجل إعادة تفعيل منظمة التحرير تعقد برئاسة الرئيس باعتباره رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتضم في عضويتها اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل ورئاسة المجلس الوطني الفلسطينية وشخصيات مستقلة يتم التوافق عليها.

والاعتقاد السائد هو أن "حماس" تهتم بمنظمة التحرير الفلسطينية أكثر من اهتمامها بالسلطة الفلسطينية نفسها باعتبار أن المنظمة تمثل كل الفلسطينيين، حيث تعتقد "حماس" أن شعبيتها في خارج الأراضي الفلسطينية ربما أكثر منها في داخل الأراضي الفلسطينية في حال تم إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الأماكن التي يمكن إجراء انتخابات فيها.

ليس من المتوقع أن يتم إيجاد حلول لجميع هذه القضايا في الاجتماع المرتقب والاعتقاد السائد هو أنه سيتم الاتفاق على عناوين والاتفاق على تشكيل لجان تتولى التعامل مع هذه القضايا وغيرها، وربما دعوة جميع الفصائل الفاعلة للمشاركة في اللجان بغرض أن يكون الاتفاق شاملاً.