خبر يوسف: هناك توافق على أن يكون مقر رئاسة الوزراء في غزة

الساعة 04:34 ص|19 نوفمبر 2011

يوسف: هناك توافق على أن يكون مقر رئاسة الوزراء في غزة

فلسطين اليوم _ وكالات

اكد الدكتور احمد يوسف القيادي في حركة حماس لـصحيفة 'القدس العربي' الصادرة في لندن، بانه جرى التوافق ما بين حركتي فتح وحماس على ان يكون مقر الحكومة الفلسطينية القادمة في قطاع غزة، منوها الى إمكانية ان يكون كذلك رئيس الوزراء من القطاع.

 

وأشار يوسف في حوار مطول مع 'القدس العربي' الى انه تم التوافق على برنامج سياسي لكل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس مبني على اساس اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

 

وأوضح يوسف بأن حركة حماس ستدعم رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس الذي سيلتقي خالد مشعل الأسبوع المقبل في إصراره على الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة، مشيرا الى ان عباس سيكون في زيارة لقطاع غزة في القريب العاجل، وفيما يلي نص اللقاء:

 

- دكتور احمد يوسف هل سيُحدث اللقاء المرتقب ما بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل اختراق في ملف المصالحة وانهاء الانقسام خاصة وان معظم الفلسطينيين صعدوا لاعلى الشجرة بشأن ما سيحققه هذا اللقاء من نتائج؟

 

- بدون شك ان الظروف الآن مهيأة والاحوال مواتية لتفعيل المصالحة الوطنية الفلسطينية بشكل حقيقي ينهي الانقسام ويعمل على بناء شراكة سياسية لادارة المشروع الوطني الفلسطيني، فالشجرة التي كل واحد اعتلى اعلاها الان الكل يحاول ان يستند على الاخر للنزول عنها، والذي يجري حاليا هو ان الطرفين - فتح وحماس - يساعدان بعضهم البعض حتى ينزلوا عن هذه الشجرة لانهم ادركوا خلال الفترة الماضية ان القضية الفلسطينية تقلصت وتم تحجيمها في المحافل الدولية وايضا بسبب انشغالات العرب وايضا تبعات الانقسام. فالقضية خسرت الكثير من زخمها في العالم العربي والاسلامي، وايضا في ساحة المجتمع الدولي، والتضامن الذي تعودنا عليه مع القضية الفلسطينية. فحالة التشرذم هذه والاستقطاب اضعفت نسيجنا الاجتماعي بشكل كبير جدا، فانا اعتقد ان الطرفين الان ادركا وهذا ما شعرت به من خلال لقائي بالاخ الرئيس ابومازن ومن خلال احاديثي المتكررة مع الاخ ابو الوليد الاخ خالد مشعل، ضرورة تحقيق المصالحة، وانا اقول ان هناك صدقا في التوجه والرؤية نحو تجاوز المرحلة الحالية، وهناك توجه صادق نحو المصالحة لدى جميع الاطرف ورؤية لمستقبل وطني مشترك للشعب والقضية. وكل واحد فيهم - عباس ومشعل -جاهز لتقديم تنازلات تخدم وحدة الصف الفلسطيني لان الرؤية الان هي كيفية بناء شراكة سياسية وتوافق وطني وتفعيل التواصل مع العمق العربي الاسلامي ومحاولة الاستفادة من التضامن الدولي من خلال فتح قنوات تواصل وحوار مع الغرب.

 

- دكتور، انت ذكرت بانك لمست من خلال حديثك مع ابومازن وابو الوليد بان هناك توجها صادقا نحو المصالحة هل هذا يعني باننا سنشهد الاعلان من خلال اللقاء المرتقب عن الشروع فورا في تنفيذ اتفاق المصالحة كما وقع في القاهرة في ايار (مايو) الماضي؟

 

- انا اعتقد ان هذا ما يتطلع اليه شعبنا، وهذا ما ارجوه من الاخوين اللذين الان معلقة قلوب شعبنا وامتنا العربية والاسلامية بهم، ويجب ان يكون لقاء القاهرة اخر لقاء يتم في اي مكان خارج ساحات الوطن. نحن نريد للرئيس ابومازن والاخ خالد مشعل ان تكون لقاءاتهم القادمة في داخل ساحات الوطن، هنا في غزة مع كل فصائل العمل الوطني والاسلامي ليضعوا اللمسات والرؤية لادارة المشروع الوطني والتعامل مع الاحتلال على المستوى السياسي او على مستوى الفعل المقاوم. اتمنى ان نعطي الفرصة للقاهرة لتستكمل انشغالاتها بهمومها الداخلية ونكون نحن ايضا في ساحتنا الوطنية قادرين على ادارة كل ملفاتنا السياسية والامنية وان يكون جهد اخواننا العرب والمسلمين جهد مساعد لانجاز كل طموحات شعبنا.

 

- انت تتمنى ونحن جميعا نتمنى تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، ولكن هل المعطيات والمعلومات التي لديك وانت مستشار سياسي للسيد هنية تشير الى ان لقاء عباس ومشعل سيعلن الشروع فورا في تنفيذ اتفاق المصالحة؟

 

- هذا ما لمسته من خلال اللقاء والحوارات من الاخوة في السلطة الوطنية الفلسطينية وايضا من قيادات حركة حماس. فاللقاء القادم ان شاء الله سيكون له ما بعده من اجراءات على الارض توفر الطمأنينة لشعبنا باننا نحن بدأنا نرسم خيوط مستقبلنا الواعد كقوى وطنية واسلامية تتعامل جنبا الى جنب في اطار رؤية يتم التوافق عليها وطنيا.

 

- دكتور احمد، اتفاق المصالحة وقع في ايار الماضي ولم ينفذ لغاية الان بحجة الخلاف على اسم رئيس الوزراء واصرار الرئيس عباس على تولي الدكتور سلام فياض رئاسة الحكومة الانتقالية هل سيعلن اسم رئيس الوزراء للحكومة القادمة خلال اللقاء المرتقب بين عباس ومشعل؟

 

- انا اعتقد ان الذي عطل توقيع اتفاق المصالحة بعد التوقيع عليه في القاهرة قبل ست شهور هي قضية الامم المتحدة وربما استخدمت قضية رئيس الوزراء كذريعة في الوقت الذي كانت فيه السلطة منشغلة في قضية سبتمبر وارادت ان لا تكون هناك اجراءات على الارض يمكن ان تستغلها اسرائيل او الولايات المتحدة لارباك او توتير الساحة الدولية بحيث يكون هناك عدم انسجام فيما يتعلق بالتوجه الفلسطيني للامم المتحدة-لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود عام 1967- . الرئيس ابومازن ربما لجأ لقضية التمسك بالدكتور سلام فياض من هذا الباب خاصة بعد ان عملت فتح على تحريض حماس على فياض وان حماس سترفض ترشيحه وهذا الذي وقع، ولكن كما كان معروفا كانت التسميات معروفة واحد من الضفة وواحد من غزة لكل من فتح وحماس . وحماس في النهاية وافقت على مرشح فتح ولكن الرئيس ابومازن اصر على الدكتور فياض، وانا بتقديري انه ـ عباس - كان يريد ان يبقى الوضع على ما هو عليه حتى لا يحدث له ارباكات في الساحة الدولية. والان الوضع تغير، الرئيس ابومازن والاخوة في فتح قالوا ان لديهم بدائل اخرى وهناك ترشيحات واسماء جديدة ، واعتقد بانه سيتم التوافق على اسم للمرحلة الانتقالية وبالتالي تشكيل حكومة كما تم التوافق عليه سابقا او التفاهم عليه من التكنوقراط لمدة ستة اشهر او لسنة لادارة المرحلة الانتقالية حتى نصل الى انتخابات. وذلك مع ما يصاحب ذلك من اجراءات على الارض فيما يتعلق بملف منظمة التحرير وايضا فيما يتعلق بالمجلس التشريعي.

 

- لكن اسم رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية هل تتوقع ان يتم الاعلان عنه خلال اللقاء المرتقب بين عباس ومشعل؟

 

- انا اعتقد بانه يجري حاليا بحث التوافق على اسم رئيس الحكومة الانتقالية، والجمعة الاخ الدكتور موسى ابو مرزوق والاخ عزام الاحمد في القاهرة وربما هم يدرسون الآن المقترحات المقدمة، وبالتالي عندما يأتي الاسبوع القادم او في نهاية الاسبوع المقبل عند لقاء الرئيس ابومازن والاخ خالد مشعل ربما يكون الاسم جاهزا للاعلان عنه وعن الشخص الذي سيترأس الحكومة الانتقالية وهي حكومة لمدة ربما اقل من سنة او سنة حتى نصل الى الانتخابات، وتكون هناك حكومة تعكس الشراكة السياسية التي يتطلع اليها كل فلسطيني.

 

- هل افهم من حديثك بان اسم الدكتور سلام فياض تم استبعاده بشكل نهائي من الحكومة القادمة؟

 

- انا اعتقد ان حماس عندما كانت تتحدث عن موضوع فياض فهي تتحدث بحكم انه والاخ اسماعيل هنية كانا عنوانا للازمة في المرحلة السابقة، والمطلوب طي صفحة هذه الازمة وبالتالي على كل هذه الاسماء مع الاحترام والتقدير لها من كلا الطرفين مع كونها كانت عناوين لتلك الازمة ان ترحل، ونحن نريد ان نفتح صفحة جديدة، والمطلوب الان مع فتح الصفحة الجديدة اختيار شخصية جديدة اخرى توافقية تمضي بنا للمرحلة القادمة نحو الانتخابات.

 

- دكتور احمد يوسف كون مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله هل تتوقع ان يتم التوافق بين حماس وفتح على ان يكون مقر رئاسة الوزراء في غزة، وحتى ان يكون رئيس الوزراء من غزة؟

- المطلوب هو ان يكون مقر رئيس الوزراء في قطاع غزة ، اما ان يكون هو من غزة فهذه تخضع للتفاهمات، واين تكون المصلحة الوطنية واين يمكن ان تخدم المصلحة الوطنية العليا . وانا اعتقد كون غزة تتمتع على الاقل الان بالاستقلال وبامكان رئيس الحكومة ان يتحرك عبر مصر الى اي مكان في العالم دون الحاجة الى موافقة اسرائيلية. اعتقد ان المطلوب ان يكون رئيس الوزراء شخصيا من غزة، ولكن بالتأكيد يجب ان يكون مقر مجلس الوزراء في القطاع.

 

- هل هناك توافق على ان يكون مقر رئاسة الوزراء في غزة؟

 

- نعم اعتقد بان هناك توافقا على ان يكون مقر رئاسة الوزراء في غزة. بامكان رئيس الوزراء في غزة ان يتنقل بحرية دون الموافقة الاسرائيلية، وانا اعتقد بان هناك رئاسة السلطة ورئاسة التشريعي في الضفة الغربية. وغزة بحكم مكانتها تحتاج ان يكون رئيس الوزراء ايضا منها، وعلى ما اعتقد بان هذه الامور لن يتم الخلاف عليها لان هناك شخصيات وطنية موجودة يمكن الاتفاق عليها بين فتح وحماس.

 

- اذاً هناك تفاهم على وجود رئاسة الوزراء في غزة؟

 

- بالتأكيد. اعتقد ان هذه القضية لا تحتاج الى الكثير من النقاش.

 

- دكتور احمد يوسف في ظل السعي لتحقيق المصالحة وبناء برنامج سياسي واحد لكل الفلسطينيين، هل حماس اقتربت من برنامج منظمة التحرير القائم على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967؟

 

- اعتقد بان كل الحركات والاحزاب الموجودة على الساحة الفلسطينية لها رؤيتها السياسية المبنية على اعتبارات عقائدية او اعتبارات سياسية، ولكن كل فصائل العمل الوطني والاسلامي توافقوا على ان المطلوب في المرحلة الحالية هو الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها، وهذا أمر توافق عليه كل فصائل العمل الوطني والاسلامي ومن خلال هذا التوافق سيمضي اي برنامج سياسي فلسطيني قادم، وهذا الذي توافقنا عليه سابقا خلال حكومة الوحدة الوطنية واعطى الاخ ابومازن مساحة بشأن التفاوض في الوقت الذي يكون فيه الفعل المقاوم موجود، فحق المقاومة حق مشروع ومكفول بالقوانين الدولية، وايضا فتحنا المجال ان يكون باب التفاوض مفتوحا وصلاحيات للرئيس ابومازن لان يفاوض ثم يعود للاطر والمؤسسات الفلسطينية اذا تم الاتفاق على اية صياغات باتجاه التسوية.

 

- دكتور، اذاً هل البرنامج السياسي الفلسطيني القادم لجميع الفلسطينيين بما فيهم حماس هو اقامة الدولة على حدود عام 1967؟

 

- اعتقد ان هذه هي حالة التوافق الوطني ولا اعتقد ان احدا سيخرج عن الاجماع الوطني الذي تم التوافق عليه، مع ان لكل فصيل رؤيته السياسية والعقائدية الموجودة، وهذا لن ينهي لاي فصيل معتقداته. ففي الاجماع الوطني الفلسطيني تم التوافق على اننا نريد دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها.

 

- هل ستدعم حماس في المرحلة القادمة خطوة محمود عباس التوجه للامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967؟

 

- نحن لسنا معارضين لان نكسب موقف دولي لقضيتنا وندعم الاخ الرئيس ابومازن في هذا الاتجاه واعتقد بان حماس ستكون مؤيدة لهذا التوجه في المستقبل وداعمة للرئيس ابومازن في اي تجاه لكسب تعاطف المجتمع الدولي وتأييده للدولة الفلسطينية. لن نكون عقبة في ذلك الطريق ولن نعمل ضد مصالح بعضنا البعض، فالمصلحة هي مصلحة القضية الفلسطينية ومصالحنا الوطنية العليا. لا يمكن ان نعزل نفسنا عن المجتمع الدولي ويجب ان نكون جزءا من هذا الحراك لكسب تعاطف المجتمع الدولي ومواقف الامم المتحدة مهمة جدا لانها تعطينا المزيد من الشرعية لاسترداد حقنا وضمان الحفاظ على ثوابتنا الوطنية.

 

- دكتور الكل بانتظار ما سيسفر عنه لقاء عباس ومشعل ماذا تقول للفلسطينيين في هذا المجال وانت عالم ما في بواطن الامور؟

 

- اقول تفاءلوا بالخير تجدوه، وانه ان شاء الله في القريب العاجل سيكون الاخ الرئيس ابومازن عندنا في قطاع غزة لنعمل معا للملمة وتطبيب الجراح ولأم مساحات الخلاف التي كانت قائمة بيننا ليعود للشعب الفلسطيني مكانته وصدارته وصورته المشرقة بين شعوب امتنا العربية والاسلامية، ونحن الان سندشن مرحلة جديدة مع هذا اللقاء يجتمع فيها شمل القوى الوطنية والاسلامية للعمل معا من اجل قضية التحرير والعودة ان شاء الله. وانا اقول للاخ ابومازن نحن بانتظارك وستشهد ما تقر به عيناك.