خبر إسرائيل تُسّرع بناء «المسخ الفولاذي» على الحدود مع مصر

الساعة 09:58 ص|17 نوفمبر 2011

إسرائيل تُسّرع بناء «المسخ الفولاذي» على الحدود مع مصر

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

عاد السور الحدودي الذي تبنيه إسرائيل على الحدود مع مصر، إلى الضوء على خلفية التحذيرات التي أطلقها عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من تداعيات التطورات التي تشهدها الساحة المصرية، ولا سيما الحديث عن المواجهة المحتملة مع مصر، بحسب وزير الجيش السابق بنيامين بن أليعازر، وتغير «مفهوم» الحدود معها، التي انتقلت من حدود في أساسها مبنية للتصدي للمتسللين، الى حدود يفترض أن تكون مستعدة لعمليات عسكرية، وفق كلام رئيس الأركان بني غانتس.

واستناداً إلى تقارير إعلامية إسرائيليّة، جرى في الآونة الأخيرة تسريع وتيرة البناء في السور على طول الحدود مع سيناء، الذي بات أشبه بـ «مسخ فولاذي»، حسب تعبير المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئل، يمتد حالياً على نحو سبعين كيلومتراً. وتشير التقديرات إلى أنه حتى نهاية كانون الثاني المقبل، سيتم الانتهاء من بناء 100 كيلومتر منه، في انتظار استكماله حتى نهاية عام 2012 على طول الحدود مع مصر، التي تبلغ 240 كيلومتراً تقريباً، باستثناء مساحة تمتد على 13 كيلومتراً مقابل إيلات، حيث مسار الأرض هناك شديد التعرج، ويتطلب موازنة خاصة تُقدر بنحو 200 مليون شيكل.

«المسخ الفولاذي»، الذي يُبنى بسرعة كبيرة جداً، يُعد في إسرائيل من أكبر مشاريع البنى التحتية الحالية، وهو ابتلع هذا العام 12 مليون طن من الحديد، أي ما يمثل نحو 15 في المئة من الاستهلاك السنوي للحديد في إسرائيل كلها. ويبلغ ارتفاع السور خمسة أمتار، أي ضعفي ارتفاع الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل داخل أراضي الضفة الغربية، وهو أعلى من جميع الأسوار التي بنتها إسرائيل على طول حدودها الأخرى.

ورغم أن السور الجنوبي مع مصر لا يبدو في الحقيقة مشروعاً ملحاً، على غرار ما كان بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية إبان الانتفاضة الثانية، إلا أنه يُبنى أيضاً وفق جدول زمني خاص به، ذلك أن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الحاجة إلى بناء جدار مقابل سيناء بهدف منع عمليات تسلل المتسللين في 2009، اكتسى بعداً ملحّاً مع سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك مطلع السنة الحالية.

ويرى معلقون في إسرائيل أن ما لم تفعله الثورة في مصر، تكفلت به تداعياتها العملية، في ضوء عجز الحكم الانتقالي في مصر عن وضع حد للفوضى التي تضرب سيناء، كما أن العملية الفدائية التي وقعت قرب إيلات في الثامن عشر من آب الماضي، والتي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين، جعلت المسؤولين في إسرائيل ينتقلون نهائياً من الكلام إلى الأفعال. وهذا ما تجسد في حقيقة أن عملية بناء السور التي بدأت قبل نحو سنة، تتقدم الآن بوتيرة حثيثة، حيث تعمل الآن عشرات الجرافات في نحو 50 موقعاً على طول الحدود، بوتيرة بناء 800 متر يومياً.

تجدر الإشارة إلى أن السور على الحدود مع مصر، كان يمتد عند التخطيط له، على مساحة 83 كيلومتراً، ويهدف إلى خدمة أغراض اقتصادية ـــــ اجتماعية. أغراض شهدت خلافاً في إسرائيل حول مدى أولويتها، وهي تتعلق بمنع تسلل اللاجئين من أفريقيا تحديداً. وتشير الإحصائيات المتداولة في إسرائيل إلى أنه في السنة الماضية نجح 13.500 شخص من اختراق الحدود والتسلل إلى إسرائيل، ويتوقع نجاح عدد مماثل هذا العام. وجرى التعامل في إسرائيل مع هؤلاء المتسللين ليس بوصفهم تهديداً اجتماعياً واقتصادياً فقط، بل باعتبارهم أيضاً تهديداً أمنياً.